توفي الطبيب اللبناني محمد عجمي، في ساعات الفجر الأولى، إثر تعرّضه لحادث سير مروّع في الجنوب، وشكّلت وفاته حدثاً مفجعاً في المجتمع اللبناني، إذ إن محمد الملقّب بـ"طبيب الفقراء"، لم يسمح له المستشفى بتلقي علاجه قبل تأمين مبلغ 500000 ليرة لبنانية، ولذلك يتم تحميل المستشفى مسؤولية المضاعفات التي أدت إلى خسارة عجمي لحياته. كما خسر الكثير من الناس في لبنان حياتهم على أبواب المستشفيات بسبب الشروط المادية التي يُكبّل المريض بها، قبل السماح له بالاستشفاء وإنقاذ حياته.
الطريقة التي خسر بها، محمد العجمي حياته ليست غير مألوفة في هذه البلاد، فبالإضافة إلى الأوضاع المادية الصعبة، لدى كل فرد لبناني خوف من المرض يتجزّأ بين الخوف الجسدي والخوف المادي، إذ إن كلفة دخول مستشفى تملك القدرة العلاجية اللازمة تبلغ الملايين
بحسب فيديو نُشر على مواقع التواصل اللبناني، يشرح شاب كان يحاول إدخال عجمي إلى المستشفى ما حدث، قائلاً إنه لم يتم السماح لهم بالدخول ومعالجة "الدكتور" قبل وصول ابنه من منطقة الناقورة وتأمين 500 ألف ليرة لبنانية، وبالتالي انتظروا ثلاث ساعات قبل بدء معالجة العجمي.
الطريقة التي خسر بها، محمد العجمي حياته ليست غير مألوفة في هذه البلاد، فبالإضافة إلى الأوضاع المادية الصعبة، لدى كل فرد لبناني خوف من المرض يتجزّأ بين الخوف الجسدي والخوف المادي، إذ إن كلفة دخول مستشفى تملك القدرة العلاجية اللازمة تبلغ الملايين، عدا أن الخدمات الصحية تتطلّب في الكثير من الأحيان التواصل مع أشخاص لديهم نفوذ، أو مع الاحزاب التي تملك كلمة في المنطقة التي يوجد فيها المستشفى، كما يحتاج اللبنانيون إلى "واسطة" في الأعمال، يحتاجونها أيضًا في المشافي. والأخيرة برهنت عبر السنوات أن عملها الأساسي ليس إنقاذ المرضى بل تأمين ربحها المادي أولًا منهم ثمّ تنفيذ عملهم المرتبط ببقاء المعنيين على قيد الحياة.
هذا الرجل، الذي هو إنسان أولًا، وطبيب ثانيًا، وثائر ثالثًا، خسر حياته بسبب الفساد الذي كان يقصد الشارع لمحاربته. وفي نفس المجال الذي كان يعمل فيه من أجل إنقاذ حيوات كثيرة، تعرّض للذل في ساعاته الأخيرة على هذه الأرض
بحسب الأخبار التي يتم تداولها، نفى المستشفى ما حصل، وقالت الإدارة إن الراحل عانى نزيفاً داخلياً في الأمعاء، وأدخل إلى غرفة العمليات حيث قدّمت له الخدمات الطبية. لكن هذا التصريح يتعارض مع ما يقوله شهود رافقوا محمد، إذ نشرت صفحة "لبنان ينتفض" الخبر التالي: "الثائر الدكتور محمد عجمي تعرض لحادث سير وتوفي الليلة بعدما رفض المستشفى إسعافه قبل دفع مبلغ خمسمائة الف ليرة. اضطر يضهر من الطوارئ هو وموجوع ليتصل بإبنه ليأمن المبلغ وهوي طحاله مضروب بس كرامته وكبريائه كانوا أغلى من انه يهين حاله، وبالآخر راح".
هذا الرجل، الذي هو إنسان أولًا، وطبيب ثانيًا، وثائر ثالثًا، خسر حياته بسبب الفساد الذي كان يقصد الشارع لمحاربته. وفي نفس المجال الذي كان يعمل فيه من أجل إنقاذ حيوات كثيرة، تعرّض للذل في ساعاته الأخيرة على هذه الأرض، وتم رد الجميل له، عبر سجنه خارج المستشفى، واللعب بحياته من أجل ضمان مادي، كلّفه ما تبقى له من العمر.
في فيديو انتشر له، يظهر الطبيب محمد العجمي، مبتسماً أثناء وقوفه داخل ساحة الشهداء، وهو يحتفل بذكرى ثورة 17 تشرين، ويقول: "لا يوجد تقدّم أفضل من التقدّم العلمي. هذه ثورة بامتياز. ولا يمكن أن نعتمد على بناء دولة إلا من خلال الفقراء... من تحت، هم الذين يبنون كل شيء... نعم لثورة الفقراء. كل السلطة للشعب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع