أعلن وزير الخارجيّة السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، أمس الاثنين 22 آذار/مارس، عن مبادرة سعودية لـ"السلام" تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن، وجاء في تفاصيل المبادرة المطالبة بإعادة فتح مطار صنعاء، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائيّة عبر ميناء الحديدة، الميناء الحيوي الواقع غرب البلاد، وهما من النقاط الحدوديّة الإستراتيجيّة في اليمن وتسيطر عليهما جماعة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين.
وقال الوزير السعودي إنّه سيتم استئناف المفاوضات السياسيّة المتعثرة بين الحكومة اليمنيّة (الشرعية)، التي تدعمها السعوديّة، والقوات الحوثيّة التي تدعمها إيران، وإنّ المبادرة ستدخل حيّز التنفيذ لدى موافقة الحكومة اليمنيّة والحوثيين عليها.
وفي تغريدة نشرها نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان عبر تويتر، قال إنّ هدف المبادرة "رفع معاناة الشعب اليمني ومنح الحوثيين الفرصة لإعلاء مصالح اليمن وشعبه الكريم على الأطماع الإيرانيّة".
جاء إعلان المبادرة بعد يوم واحد من قول علي خامنئي إن السعوديّة "عالقة في مستنقع" حرب اليمن وإنّها "لا تستطيع وقفها أو مواصلتها".
ترحيب الحكومة ورفض الحوثي
رحبت الحكومة اليمنيّة بالمبادرة، وقالت إنّها تحمل المواقف التي تتبناها الحكومة "في كلّ نداءات السلام ومحطات التفاوض"، وأكدت في بيان رسمي دعمها "لكلّ جهود تحقيق السلام"، بما يضمن "إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة"، كما اتهمت الحوثيين "بالتعنت والمماطلة بعدما عملوا على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانيّة".
وغرّد الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله (الحوثي)، محمد عبد السلام، عبر حسابه على تويتر، قائلًا إنّ المبادرة السعوديّة "غير جادة ولا جديد فيها"، وإنّ السعوديّة "جزء من الحرب"، وعليها أن "تنهي الحصار" الجوّي والبحري على اليمن بشكل كامل.
أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ ست سنوات وتفصل الجانب الانساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية وترفع الحصار فهي غير جادة ولا جديد فيها .
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 22, 2021
وأضاف عبد السلام في تغريداته أن على المبادرات والمواقف المتعلّقة باليمن أن "تفصل الجانب الإنساني عن أيّ مقايضة عسكريّة أو سياسيّة".
واعتبر عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله، محمد البخيتي، أنّ "رفض دول العدوان ومرتزقتها مبدأ وقف الأعمال العدائيّة من الطرفين وبشكل متزامن وفي كلّ الجبهات، يثبت عدم جديّة مزاعمها في تحقيق السلام".
وكتب محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، وهو رئيس اللجنة الثوريّة التي تتمتع بصلاحيات واسعة في اليمن، في تعليقه على المبادرة السعوديّة، تغريدة تشير إلى انتظار الحوثيين وقف إطلاق النار، شرط موافقة السعوديّة والولايات المتحدة الأمريكيّة على التفاصيل المُقدمة من قبل الحوثيين.
ويقصد الحوثي بالتفاصيل المقدمة من قبل الحوثيين، وثيقة الحل الشامل التي أعلن عنها الحوثيون قبل حوالى سنة، وهي تمثّل رؤية جماعة أنصار الله لطريقة إنهاء الحرب في اليمن.
أعلن وزير الخارجيّة السعودي عن مبادرة سلام جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن، رحبت بها أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة ورفضها الحوثيون.
"عالقة في المستنقع"
جاء إعلان المبادرة بعد يوم واحد من قول المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة، علي خامنئي، الداعم الأكبر للحوثيين، في خطاب متلفز بمناسبة عيد رأس السنة الفارسيّة، إنّ المملكة العربيّة السعوديّة، التي تقود قوات التحالف العربي، "عالقة في مستنقع" حرب اليمن، وإنّها "لا تستطيع وقفها أو مواصلتها".
ورحّبت الأمم المتحدة بالمبادرة، وقالت عن طريق فرحان حق، نائب الممثل الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، إنّ الأمم المتحدة ترحّب "بإعلان المملكة العربيّة السعوديّة اليوم عن نيتها اتخاذ عدد من الإجراءات للمساعدة في إنهاء الصراع في اليمن، والتي تتماشى مع مبادرة الأمم المتحدة". وأضاف حق: "لا شكّ في أنّه يجب بذل كلّ الجهود لإنهاء الصراع في اليمن والحد من معاناة الشعب اليمني. إذ تتطلع الأمم المتحدة إلى مواصلة العمل مع جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف".
ويأتي تصريح الأمم المتحدة بعد أسابيع قليلة من فشلها في جمع التبرعات اللازمة لإيقاف الأزمة الإنسانيّة في اليمن، والمتمثلة بشكل رئيسي في المجاعة التي توشك أن تحدث، إذ تسببت الحرب المستعرة في اليمن منذ إعلان التمرد الحوثي في 2014، ودخول التحالف العربي بقيادة السعوديّة في الحرب بشكل مباشر بعد ذلك بحوالى تسعة أشهر، بمأساة إنسانيّة تعد الأكبر في العالم منذ الحرب العالميّة الثانيّة.
من جهتها رحبت الإدارة الأمريكيّة بالتزام المملكة العربيّة السعوديّة والحكومة اليمنيّة وقف إطلاق النار والدخول في عمليّة سياسيّة، إذ دعت نائبة المتحدث باسم الخارجيّة الأمريكيّة، جالينا بورتر، "كلّ الأطراف اليمنيّة" إلى وقف إطلاق النار فورًا، وبدء محادثات برعاية الأمم المتحدة.
تأتي المبادرة السعودية في ظل سعي مكثف من الإدارة الأمريكية الجديدة لحل الوضع اليمني المأزوم، إذ اتخذت إدارة بايدن خطوات عديدة بهدف تحريك عملية المفاوضات وإنهاء حالة الحرب في الجمهوريّة اليمنيّة.
في سياق متصل، قال وزير الخارجيّة البريطاني، دومينيك راب، عبر تغريدة من حسابه الرسمي، إنّه يرحّب بإعلان السعوديّة وقف إطلاق النار، وإنّ على الحوثيين الآن اتخاذ خطوات مماثلة نحو السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين