اشتدت الاشتباكات في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، ووصلت إلى تصعيد عسكري غير مسبوق، حسب تعبير وكالة الأناضول للأنباء، التي قالت في تقرير إخباري، نُشر في 7 آذار/ مارس، إنّ جماعة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين، شنت أكبر هجوم على المملكة العربيّة السعوديّة التي تقود التحالف العربي في حربه اليمنيّة لـ"نصرة الشرعية". فقد استهدف الحوثيون، المدعومون إيرانياً، مناطق مختلفة، منها منشآت نفطيّة في السعوديّة، باستخدام اثنتي عشرة طائرة مسيرة مفخخة وصاروخين باليستيين. وعلى الطرف الآخر، أعلن التحالف العربي بدء تنفيذ عمليّة عسكريّة "نوعيّة" عن طريق ضربات جويّة تستهدف قوات الحوثي.
تبادل الاتهامات
تبادلت وسائل الإعلام المعبرة عن الجانبين المتحاربين الاتهامات وإلقاء المسؤولية. قالت قناة المسيرة الموالية للحوثيين إنّ الهجوم "السعودي الأمريكي" استهدف مدنيين وأدى إلى دمار ممتلكات المواطنين، كما أعلن الحوثيون عن إسقاط طائرة تجسس هجوميّة سعوديّة تركيّة الصنع شمال غربي اليمن، في الوقت الذي نقل فيه موقع قناة الميادين، المُقرّب من إيران، عن عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي، إنّ قصف العمق السعودي "يأتي في سياق الدفاع عن النفس"، كما نقل الموقع تفاصيل العملية على لسان أحد القادة العسكريين.
فيما اعتبرت وسائل إعلام موالية للسعوديّة أنّ التصعيد الحوثيّ حرّر السعوديّة من الضغوط والابتزاز، ونقلت جريدة الرياض السعوديّة أخباراً عن مقتل جنود حوثيين خلال الاشتباكات الأخيرة، وأشارت في خبر آخر إلى أن جنرالات من الحرس الثوري الإيراني يقودون هجمات الحوثيين "ضدّ المدنيين"، وأنّ العمليات الأخيرة أدت إلى "انهيارات متسارعة في صفوف الحوثي"، كما نقلت صحيفة المدينة السعوديّة عن مصادر في التحالف العربي أنّ التحالف سيواصل حماية المدنيين والأعيان بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني.
تحليلات في وسائل إعلام غربية تتوقع أن الحرب في اليمن لن تنتهي في المدى المنظور.
علاقات عائدة
جاءت الهجمات الحوثيّة الأخيرة والرد السعوديّ عليها في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكيّة والأمم المتحدة لإحياء مفاوضات سياسيّة متعثرة، إذ عُقد قبل حوالى أسبوعين أول اجتماع مباشر بين المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، في سلطنة عمان، في إطار مساعي إدارة بايدن لوضع نهاية للحرب اليمنيّة.
يُذكر أنّ المفاوضات بين السعوديّة والحوثيين تحت رعاية الأمم المتحدة لم تتوقف منذ أكثر من سنة، في مسعى للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وسط شروط مختلفة لدى الطرفين.
وألغت الإدارة الأمريكيّة الجديدة تصنيف جماعة أنصار الله تنظيماً إرهابياً في شباط/ فبراير الماضي، ولكن وزارة الخزانة الأمريكيّة فرضت عقوبات على اثنين من القادة العسكريّين في جماعة الحوثيين، كأول إجراء تقوم به الإدارة الأمريكيّة الجديدة ضد الجماعة.
وأعلن وزير الخارجيّة اليمني أخيراً عدم وجود مسار أمريكي خاص لحل الأزمة اليمنيّة. وجاء هذا بعدما أعلنت دولة قطر رسمياً عودة العلاقات الدبلوماسيّة مع دولة اليمن، برغم انحياز حكومة اليمن في السابق إلى الرباعي العربي (السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر) مع بدء الأزمة الخليجيّة في حزيران/ يونيو 2017، وقطعت اليمن وقتذاك علاقاتها الدبلوماسيّة الرسميّة مع قطر.
اشتدت الاشتباكات في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، ووصلت إلى تصعيد عسكري غير مسبوق، فيما تبادل الطرفان ووسائل الإعلام الاتهامات.
هل تنتهي الحرب؟
كتبت مراسلة صحيفة الغارديان لشؤون تركيا والشرق الأوسط، بيثان ماكرنان، مقالًا عن تجربتها في اليمن وتغطيتها أحداثه، قائلة إنّ أحد أسباب استمرار الصراع في اليمن فترة طويلة هو أنّ الحدود والمجال الجوي مغلقان، ومن الصعوبة أن يخرج أي لاجئ من اليمن على الرغم من نزوح ثلاثة ملايين شخص في الداخل، مضيفة: "لو كان اليمنيون يشقون طريقهم إلى شواطئ اليونان وإيطاليا، ويروون قصصهم الخاصة دون خوف من استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة في الداخل، فإنّ الضغط السياسي على الحكومات الغربيّة لوقف بيع الأسلحة سيكون أكبر بكثير".
ونشر موقع بي بي سي العربي تقريرًا مطولًا في شباط/ فبراير الفائت، باحثًا فيه قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف الدعم الذي تقدمه بلاده للتحالف العربي في اليمن، والعمل على وقف إطلاق النار وفتح حوار سياسي، وحمل التقرير العنوانَ الآتي: "الحرب في اليمن: هل سيتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن حقًا من وقفها؟"
لكن، يبدو في المدى المنظور أنّ محللين كثراً يرون أن الحرب في اليمن لن تتوقف إلّا بمعجزة ما، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه اليمن مضاعفات فيروس كورونا، ومجاعة منتظرة وقلّة المساعدات الإنسانيّة والحصار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع