شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"التطبيع الفني"... قطار انطلق من الإمارات ووصل إلى المغرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 9 فبراير 202106:43 م

زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن فنانة مغربية شابة تلقت تهديدات بالقتل و"اختبأت"، عقب ساعات من إطلاقها عملاً غنائياً مشتركاً مع مطرب إسرائيلي من أصول مغربية.

وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، عن الدويتو الغنائي عبر تويتر في 8 شباط/ فبراير قائلاً: "تعاون فني إسرائيلي مغربي أول؛ المطرب الإسرائيلي إلكانا مارزيانو والمطربة المغربية سناء محمد يؤديان معاً الأغنية: جونيمار".

 

والعمل عبارة عن أغنية عاطفية باللهجة المغربية الدارجة والعبرية. وحتى كتابة هذه السطور، حققت الأغنية 125 ألف مشاهدة. وهذا العمل هو الثاني لإلكانا مع فنانين عرب عقب أغنية "أهلاً بك" التي أداها مع الإماراتي وليد الجاسم. واعتبر أوفير جندلمان أن تلك الأعمال دليل على أن "الفن جسر للسلام وللصداقة".


اختباء وتهديدات بالقتل

مساء اليوم نفسه، كان مقرراً أن تجري الفنانة المغربية مداخلة مع القناة 12 الإسرائيلية، لكن القناة زعمت أنها ألغت المقابلة و"اختبأت"، عقب تلقيها "تهديدات بالقتل" على خلفية ردود الفعل التي تلت نشر الأغنية، مؤكدةً أنها "بخير حتى الآن رغم التهديدات".

قناة إسرائيلية تزعم تعرض فنانة مغربية لتهديدات بالقتل عقب مشاركتها في أغنية عاطفية مع مغنٍ إسرائيلي

أما المطرب الإسرائيلي، مارزيانو، فذكر للمحطة نفسها أنه على تواصل مستمر مع محمد، لافتاً إلى أن التعاون بينهما كان أمراً عادياً لأنهما مغربيان. وأوضح: "نتحدث كثيراً. أتحدث اللغة (يقصد الدارجة المغربية) قليلاً… لقد كان تحالفاً طبيعياً. هي من المغرب وأنا مغربي. لذا فإن القيام بهذا التعاون مثير وأعظم هدية يمكن أن أحصل عليها"، معبراً عن رغبته في أداء أغنية للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

ولم يتسن لـ"رصيف22" التحقق بشكل منفصل من مزاعم الإعلام الإسرائيلي. علماً أن آخر منشور عبر حساب الفنانة المغربية على انستغرام كان قبل أسبوعين، وكان من جلسة تصوير بالفستان الذي ظهرت به في كليب الأغنية مثار الجدل.

وفي برنامجه "مع معتز" عبر قناة "الشرق"، حث الإعلامي المصري معتز مطر المغاربة: "اجعلوا سناء محمد عبرة تخيف من يأتي بعدها [...] لانجرارها في التطبيع الفني العفن". واتهم مطر دولة الإمارات العربية بالتسبب في ظهور هذه الأعمال الفنية، زاعماً أن اختيار المطربة التونسية جاء لكونها قضت قسطاً من حياتها بالإمارات. وسبق أن دافعت المطربة التونسية عن "الصورة الغالطة" التي يأخذها الجمهور عنها بسبب قضائها فترة طويلة في دول الخليج العربي.

على الرغم من تسارع التطبيع الرسمي مع إسرائيل، لا تزال مؤسسات حقوقية تحشد لوقف التطبيع "الشعبي"

مواجهة التطبيع "الشعبي"

وانضم المغرب إلى قطار التطبيع في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ليصبح رابع بلد عربي يطبع العلاقات مع دولة الاحتلال في نهايات 2020، إلى جانب الإمارات والبحرين والسودان.

رغم التطبيع الرسمي المتنامي، تسعى مجموعة من المنظمات المناهضة للتطبيع في المغرب إلى حشد الجمهور ضد التطبيع، وعلى رأسها: المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، والائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ولجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبيضاء، وحركة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (BDS) في المغرب.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الفنان التونسي نعمان الشعري يتعرض إلى "حملة ضغط برعاية الدولة" لفصله من عمله الحكومي، وأنه تلقى تهديدات عقب مشاركته في أغنية "سلام بين الجيران" مع المغني الإسرائيلي زيف يحزقيل.

وقتذاك، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "المجلس العربي للتكامل الإقليمي"، وهو مبادرة باسم عربي يمولها ويرعاها "مركز اتصالات السلام" الذي يرتبط مؤسسيه بعلاقات قوية مع دولة الإمارات. انطلقت مبادرة "المجلس العربي للتكامل الإقليمي" عام 2019، بهدف "محاربة المحرمات التي تمنع التعامل مع إسرائيل"، وهي الجهة التي أنتجت أغنية نعمان الشعري وزيف يحزقيل أيضاً. وتمارس المبادرة ضغوطاً على الولايات المتحدة وفرنسا "لإصدار قوانين تحمي أولئك الذين تتعرض حياتهم للتهديد بسبب التطبيع مع الإسرائيليين"، وفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image