شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"محادثات إيجابية"… بدء التواصل الرسمي بين إدارة بايدن والسلطة الفلسطينية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 2 فبراير 202111:55 ص

شهدت الساعات الماضية أول اتصال رسمي ومباشر بين السلطة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تولت الحكم في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، وذلك عقب توقف الفلسطينيين عن التعامل مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي اتهموها بالانحياز الفاضح لإسرائيل. 


خلال كلمته في الاجتماع الحكومي الأسبوعي، في 1 شباط/ فبراير، قال محمد اشتية، رئيس الحكومة الفلسطينية، إنه أجرى اتصالاً مع هادي عمرو، مسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي في وزارة الخارجية الأمريكية، من دون أن يحدد موعد الاتصال الذي قال إنه تضمن تناول سبل إعادة العلاقات الأمريكية الفلسطينية.


وتابع اشتية: "تمت مناقشة سبل إعادة العلاقات الفلسطينية الأمريكية، خصوصاً من حيث فتح المكاتب الدبلوماسية والقنصلية، وعودة المساعدات الأمريكية، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وسبل دفع العملية السياسية قدماً"، مضيفاً أنه تناول "استعداد الرئيس (الفلسطيني) أبو مازن (محمود عباس) إلى مسار سياسي جدي مبني على الشرعية الدولية والقانون الدولي وتحت مظلة الرباعية الدولية".


ونقل رئيس الوزراء الفلسطيني عن الممثل الأمريكي تأكيده "التزام الإدارة الأمريكية ما جاء في برنامجها الانتخابي وأنها سوف تعمل على تنفيذه بالتدريج".


تزامن ذلك مع تغريدة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ، ورد فيها: "جرى اليوم اتصال هاتفي بيني وبين السيد هادي عمرو، مسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي في وزارة الخارجية الأمريكية، وتم التباحث في العلاقات الثنائية والوضع السياسي وآخر التطورات الراهنة".



وصف الشيخ الاتصال بأنه كان "حديثاً إيجابياً"، مبرزاً أنه جرى الاتفاق خلاله على استمرار التواصل.

اتفاق على استمرار التواصل... رئيس الوزراء الفلسطيني يُعلن عن أول اتصال رسمي مع إدارة بايدن عبر مسؤول الملف الفلسطيني الإسرائيلي هادي عمرو

وفي 30 كانون الثاني/ يناير، قال "مصدر خاص" لوكالة "أمد للإعلام"، أن عمرو تواصل مع اشتية ومع ماجد فرج، مدير المخابرات الفلسطينية، وبحث معهما في "سبل العلاقات في المرحلة القادمة وآلية عودتها، فضلاً عن فتح مكتب المنظمة والمساعدات المالية للسلطة".


خطوات إيجابية تجاه الفلسطينيين

وقبل أيام، أشاد الشيخ بـ"الخطوات الإيجابية" التي شرعت الإدارة الأمريكية الجديدة في انتهاجها حيال السلطة الفلسطينية. أعقب ذلك إعلان المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، أن بلاده ستعيد العلاقات مع السلطة الفلسطينية ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين.


قال ميلز خلال اجتماع لمجلس الأمن الأسبوع الماضي: "لا تزال أفضل طريقة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية وتطلعات الفلسطينيين المشروعة إلى دولة خاصة بهم، وأن يعيشوا بكرامة وأمن. من أجل تحقيق هذه الأهداف، ستعيد إدارة بايدن المشاركة الأمريكية الموثوق بها مع الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء"، مشدداً على "تجديد العلاقات الأمريكية مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".


مثّلت تصريحات ميلز أول توضيح رسمي من إدارة بايدن بشأن سياستها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 


وكانت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية قد توقفت منذ نيسان/ أبريل عام 2014، اعتراضاً على رفض إسرائيل وقف سياسة الاستيطان والاعتراف بحدود ما قبل حرب حزيران/ يونيو عام 1967 كأساس لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.


وعقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017 ونقل سفارة بلاده إليها، أوقف الفلسطينيون التعامل مع هذه الإدارة التي اتهموها بالانحياز الفاضح لإسرائيل وانتهاك القانون الدولي. لكن إدارة ترامب مضت في انتهاك التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، فأغلق ترامب مكاتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بذريعة أن القيادة الفلسطينية "لم تتخذ خطوات لدفع بدء مفاوضات مباشرة وذات مغزى مع إسرائيل".


وعقب بضعة أشهر، قطعت واشنطن مساعداتها المالية للأونروا - نحو 360 مليون دولار - مما سبب أزمة مالية للمنظمة أثرت بشدة على الخدمات التي تقدمها  لنحو 5.3 ملايين لاجىء فلسطيني في قطاعات التعليم والتغذية والصحة.

خطوات إيجابية عديدة اتخذتها إدارة بايدن حيال الفلسطينيين منذ توليها؛ استئناف العلاقات مع السلطة الفلسطينية وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية والعودة لدعم الأونروا وحتى تكليف دبلوماسي أمريكي من أصل لبناني وطيد الصلة بالمسؤولين الفلسطينيين إدارة الملف 

وأكد ميلز استئناف بلاده تقديم المساعدات للأونروا، كما أعلن عن افتتاح قنصلية في شرق القدس المحتلة وإعادة افتتاح منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والتزامها "حل الدولتين"، وهو ما رحبت به السلطة الفلسطينية.


في غضون ذلك، لفتت وسائل إعلام أمريكية إلى أن إدارة بايدن رفضت مزاعم المشترعين الجمهوريين بأن استئناف المساعدات الأمريكية للفلسطينيين ينتهك قانون تايلور فورس، وهو تشريع يحد من تمويل الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية بحجة أنها تنفق مدفوعات لـ"الإرهابيين"، المدانين بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، و/ أو عائلاتهم.


من هو هادي عمرو؟

ويُعدّ تكليف عمرو - أحدث الوجوه العربية في الإدارة الأمريكية - ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أيضاً أحد التحركات الإيجابية التي لها دلالة على سياسة بايدن تجاه الفلسطينيين.  


وعمرو هو دبلوماسي أمريكي مولود في لبنان، وسبق أن شغل مناصب عديدة في وزارة الخارجية الأمريكية، أبرزها العمل ضمن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما بين عامي 2014 و2017، إذ تولى منصب نائب المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.


قبل مشاركته في العمل على ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لسنوات عديدة، كان عمرو نائب مساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المختص بشؤون الشرق الأوسط. ساعدته هذه الوظائف الدبلوماسية في تكوين علاقات وطيدة مع مسؤولي السلطة الفلسطينية. ويتوقع أن يساعده ذلك في إعادة جسور التواصل بين إدارة بايدن والسلطة الفلسطينية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image