أُعلن خلال اليومين الأخيرين أن الصين بدأت الاعتماد على "المسحة الشرجية" كوسيلة "أكثر فعالية" للكشف عن الإصابة بعدوى الفيروس التاجي. لم تهدأ تعليقات المواطنين العرب الذين عبّروا عن "القرف" والاستهجان والرفض لهذه الطريقة.
أفادت الأنباء الواردة من الصين بأن السلطات الصحية في البلاد أعطت الضوء الأخضر لاعتماد المسحة الشرجية كوسيلة أكثر دقة في الكشف عن كوفيد-19 لـ"المعرضين لمخاطر عالية" استناداً إلى تأكيدات بأن الفيروس يظل موجوداً لفترة أطول في فتحة الشرج والبراز.
يتطلب الأمر في هذه الطريقة إدخال مسحة قطنية طولها بين ثلاثة وخمسة سنتيمترات (1.2 إلى 2.0 بوصة) في فتحة الشرج ثم تدويرها برفق قبل إخراجها وفحصها لاكتشاف وجود الفيروس من عدمه.
أبلغ التلفزيون الرسمي أن الطريقة الجديدة استخدمت في فحص العديد من الأشخاص في مناطق مختلفة من البلاد منذ الأسبوع الماضي، بمن فيهم أكثر من 1000 شخص في بكين، بالتزامن مع عودة الحكومة إلى تشديد القيود جراء عودة تفشي الوباء شمال البلاد.
وأشارت التقارير إلى أن مسحة الحلق لرجل من مقاطعة ينان الصينية، يبلغ من العمر 52 عاماً، أظهرت سلبية إصابته بالفيروس رغم وجود الأعراض، موضحةً أن المسحة الشرجية كانت أدق بتأكيد الإصابة. وحث أطباء على إجراء المسحات الطبية لأولئك الذين يخضعون للحجر الصحي بشكل خاص، لافتين إلى أنها "ضرورية فقط" في بعض الحالات.
دقة نتائج مسحات الفم والأنف 68% فقط… الصين تعتمد المسحة الشرجية كوسيلة "أكثر فعالية" للكشف عن كورونا لأن الفيروس يبقى أطول في فتحة الشرج والبراز، وخبراء مصريون يقولون إنها غير ضرورية وإن الطرق الأخرى تفي بالغرض
ونقل التلفزيون الصيني عن مسؤولين أنهم لا يعتقدون أن المسحات الشرجية سوف تستخدم على نطاق يوازي مسحات الفم والأنف لكونها "غير مناسبة".
وفي العام الماضي، رجّح باحثون في الجامعة الصينية في هونغ كونغ (CUHK) أن اختبارات البراز قد تكون أكثر دقة في تحديد عدوى Covid-19 لدى الأطفال والرُضّع.
"الموت التام ولا المسحة الزؤام"... سخريّة وتعبير عن الامتعاض والقرف من مواطنين عرب على اعتماد الصين المسحة الشرجية للكشف عن كورونا
سخر ورعب
التعليقات على هذه الأنباء في العالم العربي تنوعت بين السخرية والتعبير عن الرفض والشعور بالقرف حتى لو تدهورت حالتهم الصحية.
وتنوعت التعليقات الساخرة بين "الموت التام ولا المسحة الزؤام"، و"موت وخراب طيّ*ز" و"لأ، دا إحنا كدا دخلنا في إباحة لا مؤاخذة" و"دا استنهاك لخصوصية البشر". وتساءل البعض تبعاً للمعطيات الجديدة: "يعني نلبس الكمامة فين بعد كدا؟"، متوقعاً ظهور "كمامة بامبرز" لتفادي نقل العدوى.
وتوقع معلقون أن يؤدي هذا التطور إلى تحول العرب إلى دعم تناول اللقاحات لتفادي الإصابة والانصراف عن نظريات المؤامرة المتداولة بشأنها.
لما تيجي تعمل مسحة شرجية بدل الأنفية ? pic.twitter.com/8das58OVwv
— Amir Masr (@AmirMasr3) January 28, 2021
وقال معلقون كثر إنهم يفضلون الموت على اتباع هذه الطريقة "المقرفة" و"المهينة"، معتبرين أنها "مؤامرة" جديدة على العرب "بذريعة الوباء".
والجدير بالذكر أن التعليقات على الطريقة الجديدة حول العالم جاءت مشابهة تقريباً إذ تحدث البعض مثلاً عن "ضرر بسيط ولا إذلال شديد".
يتطلب الأمر في هذه الطريقة إدخال مسحة قطنية طولها بين ثلاثة وخمسة سنتيمترات في فتحة الشرج ثم تدويرها برفق قبل إخراجها وفحصها لاكتشاف وجود الفيروس من عدمه… بسيطة أهي!
لا ضرورة لها
وفي تعليق للصحافة المحلية، قال أحمد شوقي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في مصر: "برغم استخلاص الفيروس من الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي، لا داعي للمسحة الشرجية، وخاصة لبقاء المادة الجينية للفيروس أطول بالخلايا، ما يعني عدم الجدوى من استخدامها في المتابعة الطبية وكون المريض معدياً من عدمه".
وأضاف أن المسحة الجينية دليل مؤكد على الإصابة بفيروس كورونا، موضحاً أن اللجنة الرسمية المصرية لا تزال تتعامل مع الفيروس التاجي على أنه فيروس تنفسي بالرغم من أنه أصاب الجهاز الهضمي في عدد كبير من الحالات.
في تصريحات تلفزيونية، أكد محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية والوقائية، أن الطريقة المعتمدة للكشف عن كوفيد-19 هي المسحة الطبية عن طريق الأنف والفم، مبرزاً أن المسحات الشرجية للكشف عنه "لم تعتمد حتى الآن".
وتابع: "دقة المسحة الطبية التي تؤخذ من الأنف والفم تصل إلى 68%، مع ذلك، لا يزال الاعتماد عليها في الكشف عن الإصابة مع تشخيص الأعراض التي تظهر على المصاب والفحوص والأشعة المقطعية".
ولفت رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة المصرية، حسام حسني، إلى أن المسحة الشرجية "ليست جديدة"، موضحاً أنها "تُستخدم في بعض الحالات النادرة فقط". وأشار إلى أن اللجنة كانت قد ناقشت احتمال استخدامها قبل أن تتراجع وتكتفي بالمسحات عن طريق الأنف والفم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 10 ساعاتاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...