أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن أكثر من 12400 من مواطنيها ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد-19 على الرغم من تلقيهم لقاح فايزر/ بيونتيك، وهو ما قد يؤشر إلى أن جرعة واحدة من اللقاح تبدو "أقل فعالية مما كان معتقداً".
قادت إسرائيل واحدة من أوسع حملات التلقيح الجماعي في العالم. جرى حقن أكثر من مليوني شخص باللقاح، بينهم نحو 400 ألف تلقوا الجرعة الثانية. وأظهرت الإحصاءات أن 69 شخصاً ممن حصلوا على الجرعة الثانية للقاح أصيبوا بالفيروس.
معدلات إصابة مرتفعة
اللافت أن عدد الذين ثبتت إصابتهم بعد التلقيح يمثل 6.6 % من 189000 شخص جرى تلقيحهم ثم خضعوا لاختبارات الفيروس بعد التطعيم. وثبتت إصابة 5348 شخصاً عقب نحو أسبوع من تلقي اللقاح، من بين 100000 تم تطعيمهم ثم اختبارهم بعد أسبوع - بمعدل إصابة يصل إلى 5.4 % من الذين جرى تطعيمهم خلال تلك الفترة.
أكثر من 12 ألف شخص... 6.6% من الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فايزر/ بيونتيك في إسرائيل ثبتت إصابتهم بكورونا، ماذا يعني ذلك؟
كما ثبتت إصابة 5585 شخصاً بالفيروس بين اليوم الثامن واليوم الرابع عشر لتلقي الجرعة الأولى، أي 8.3 % من أصل 67000 شخص تم تطعيمهم واختبارهم بعد ذلك.
ارتفعت معدلات إصابة الأشخاص بكورونا عقب أكثر من أسبوعين من الحصول على الجرعة الأولى، أي بين اليوم الخامس عشر والحادي والعشرين، وهي الفترة التي يُفترض أن تكون المناعة الجزئية فيها سارية المفعول. من إجمالي 20000 شخص تم اختبارهم خلال تلك الفترة، ظهرت إيجابية نتائج فحص 1410 أشخاص، ما يعادل نحو 7.2 %.
ومن 3199 شخصاً أجروا اختبارات كورونا بين اليوم الـ22 واليوم الـ28 عقب الجرعة الأولى، وُجِد 84 مصاباً بالفيروس بمعدل 2.6 %، بما في ذلك 69 شخصاً تلقوا جرعتي اللقاح بالفعل.
على العكس تماماً، أظهرت الاختبارات المصلية لكورونا على العاملين في مركز شيبا الطبي - أكبر مستشفى في إسرائيل يقع في تل هشومير بتل أبيب - بعد أسبوع من تلقيهم الجرعة الثانية من لقاح فايزر أن 102 من الموظفين الذين تم اختبارهم، كان لدى 100 منهم مستويات أجسام مضادة تراوح بين 6 و 20 مرة أعلى مما وجد لديهم قبل أسبوع.
وهذا ما دفع مدير وحدة الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها بالمركز الطبي، جيلي ريغيف يوهاي، إلى القول إن "اللقاح يعمل بشكل رائع" وقد "نرى انخفاضاً في الإصابات في غضون أيام".
أظهرت الاختبارات ارتفاع مستويات الأجسام المضادة بعد أسبوع من تلقي الجرعة الثانية من لقاح فايزر بين 6 و 20 ضعفاً… ما تأثير هذه النتائج على خطط التلقيح؟
ما دلالة هذه النتائج؟
لا يمكن اعتماد هذه الأرقام كمؤشر على فعالية اللقاح ضد الفيروس من عدمه، لا سيما أن غالبية من تلقوا اللقاح حتى الآن هم من كبار السن (60 عاماً فأكثر) ويعانون أمراضاً مزمنة.
فمسألة أن بعض اللقاحات تعمل بفاعلية أقل بعد جرعة واحدة معروفة سلفاً، جنباً إلى جنب مع التأكيدات بأن الحماية التي يمنحها اللقاح ليست فورية. شركة Pfizer نفسها قالت إن جرعة واحدة من لقاحها تعد فعالة بنسبة 52 % فقط.
لكن أهمية ذلك تنعكس على خطط التلقيح الجماعي في العديد من دول العالم. فضّلت بعض البلدان مثل المملكة المتحدة تأخير إعطاء الجرعة الثانية في محاولة لتلقيح أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالجرعة الأولى، اعتقاداً بأن هذا قد يسهم في وقف الانتشار الكبير للفيروس. هذه النتائج من إسرائيل تكشف عدم جدوى هذه السياسة.
كذلك تشير إحصاءات عدوى الذين تم تطعيمهم إلى بناء المناعة بمرور الوقت. ترجح Pfizer أن تأتي القفزة الكبرى في المناعة بين اليوم 15 واليوم 21، بزيادة فعالية اللقاح من 52 إلى 89 %، ثم تأتي الجرعة الثانية لرفع نسبة الحماية إلى 95 %.
مع ذلك، لا يمكن تعميم هذا المخطط على كل الذين يتناولون اللقاح إذ تختلف الاستجابة المناعية من شخص لآخر. فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتم تطعيمهم، ازداد احتمال وجود فجوات بين النتائج في تجاربها السريرية وبين التجارب الميدانية، ليس في ما يتعلق بمستوى فعالية اللقاح للأفراد فحسب، بل أيضاً في ما يتعلق بفاعليته العامة وقدرته على توفر "مناعة القطيع"، وبخاصة مع تطوير الفيروس سلالات جديدة مختلفة.
على سبيل المثال، قد يكون اللقاح أكثر فعالية بين الشباب، أو يعمل بفعالية أكبر ضد سلالات معينة من الفيروس. وهناك عوامل أخرى تؤثر في فعالية اللقاح مثل العوامل الوراثية المتعلقة بجهاز المناعة ونمط الحياة والتعرض البيئي وغيرها.
وتشهد إسرائيل، في خضم إغلاق ثالث، ارتفاع معدلات الإصابة إذ أبلغت عن نحو 10 آلاف إصابة جديدة في 18 كانون الثاني/ يناير بزيادة 10% لم تحدث قبل ثلاثة أشهر. وأُعلن عن 8511 إصابة في 20 كانون الثاني/ يناير.
ويعتقد أن التساهل الحكومي مع المجتمع الأرثوذكسي المتشدد، الذي يخرق إجراءات التباعد ويستمر في فتح مدارسه الدينية وعقد احتفالات الزواج بحضور مئات الأشخاص، وراء فشل السلطات في وقف تفشي الفيروس.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 ساعاتربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 14 ساعةحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ يومينبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي