اجتمع بشار الأسد بصورة "غير مخطط لها" حسب تعبيره، مع حشد من علماء وزارة الأوقاف في مسجد العثمان في دمشق، وفي كلمة ألقاها بينهم، حدثنا الأسد عن "الحريات الليبرالية الحديثة" التي تخرّب الفكر والمجتمعات، والتي يعمد الغرب عبرها لتهديد الإنسان، الأسرة وسوريا نفسها. فبعد أن وظّف هذا (الغرب) الإرهاب مقابل البترودولار، يستهدف الآن أخلاق المجتمع عبر الليبرالية الحديثة، التي حسب كلمات الأسد "تساوي الحيوان بالإنسان".
قلائل من يعرفون هذا التيار الفكري حسب الأسد، الذي يشير أنه تطور منذ خمسة عقود، ربما يقصد الستينيات، والهدف منه هو الترويج للانحلال الأخلاقي وفصل الإنسان عن العقائد وضرب إنسانية الإنسان، ليتحول إلى كائن يقوده المال والغريزة، هذا الموقف وخصوصية المسجد تأتي بعد أن اكتسبت وزارة الأوقاف صلاحيات كبيرة، إثر المرسوم التشريعي رقم 16، الذي لا يفصل الدين عن الدولة، بل يرسّخ صورة الدولة السورية كسنيّة محافظة.
هذه الكلمات الغامضة عن الليبرالية والحريات لم تكن واضحة بعد انتهاء كلمة الأسد، وهنا أتى دور الإعلام الرسمي وغير الرسمي، الذي قام بشرح مصطلح "الليبرالية الحديثة" وبلورة معناه في السياق السوري، إذ تم تبني هاشتاغ #الحريات_الليبرالية_الحديثة، التي اختُزلت في حرب على المثلية المقترنة ضرورة بـالرجل-الكلب.
اجتمع بشار الأسد بصورة "غير مخطط لها" مع حشد من علماء وزارة الأوقاف في مسجد العثمان في دمشق، وفي كلمة ألقاها بينهم، حدثنا الأسد عن "الحريات الليبرالية الحديثة" التي تخرّب الفكر والمجتمعات، والتي يعمد الغرب عبرها لتهديد الإنسان، الأسرة وسوريا نفسها
من الصعب تفنيد هذا الكلام، دون توجيه الشتائم للمؤسسات السورية الإعلامية الرسمية والقائمين عليها، لكن نكتشف عبر قراءة عقلانية لما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أن "الغرب" يبثّ قيمه إلى الداخل السوري الطهراني والمحافظ، ونرى ذلك بداية في منشور على صفحة وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، منشور مقتبس من مقال صحفي يحتفي بقدسية الحرية، لكنه يندّد بالحريات الفردية المطلقة وخطرها على المجتمع، ويشير إلى أن الحرب الآن سلاحها "الحريات التي تريد الدول الغربية تصديرها إلى مجتمعاتنا تحت يافطة حقوق الإنسان، هي الخروج عن قيم المجتمع وتقاليده، كالإباحية والمثلية والإدمان على المخدرات، وغيرها من الظواهر الشاذة الغريبة، التي تتناقض مع الطبيعة البشرية السوية التي خلقها الله سبحانه وتعالى".
تتحرك حملة الكراهية هذه على مستويين من الخطاب، الأول يتهم كل من في الغرب بـ"الليبرالية الحديثة"، و"الشذوذ الجنسي"، تهمة تثير الحنق بمجرد تكرارها، لكن يمكن فهمها كرد فعل على الاحتفاء بالوزير الكندي من أصل سوري والمثلي، عمر الغبرا، فهذا الاحتفاء يبدو من وجهة نظر النظام تخريباً للقيم السورية الأصيلة، التي لا نعرف معناها حقيقة، لكنها قيم يسعى النظام للحفاظ عليها، عبر ضبط شكل الأسرة السورية المقيمة في الداخل، بعكس ما تقوم به كندا التي، حسب منشور على صفحة "بالسوري"، كرّمت الغبرا فقط "لمثليته"، ومع المنشور مرفق صورة له في مسيرة الفخر المثلي.
لكن الأمر لا يستهدف "الغربيين" فقط، بل السوريين الذين أصبح هذا "الغرب" و"ليبراليته" وطناً لهم بسبب الهجرة واللجوء، وهنا يظهر المستوى الثاني للحملة، وهو اتهام من هم في الخارج بتخريب الأسرة السورية وقيم المجتمع، عبر مثليتهم أو تسامحهم مع المثلية، هذا الخطاب لا دليل عليه، لكنه يرتبط بحكاية الغبرا، فكل سوري في الخارج إن أعلن مثليته، أي رفضه للأسرة السورية المحافظة، قد يصبح وزيراً وصاحب أموال.
لا ندري أيهما أشد إهانة، استخدام المثلية كشتيمة، أم وصف الميول الفردية الجنسية بابتداع غربي مؤامراتي يستهدف سوريا؟
الواضح أن هذه الحملة تستهدف الصراع الهوياتي والحريات الفردية، وتحاول أن تنأى بسوريا عنه، بوصفها بلداً لا ينتمي لهذا "الانحلال الأخلاقي"، إذ نقرأ مقالاً منشوراً على صفحة سانا الرسمية بعنوان "الليبرالية الحديثة تقضي على مفردات الأسرة… والكونغرس قريباً (مثلي) الجنس"، ويتناول المقال كيف أن أمريكا تسمح بدخول المثليين إلى الكونغرس، كما يشير إلى كيفية إباحة الحكومة الأمريكية استبدال ضمائر التذكير والتأنيث بأخرى مُحايدة الجنس، ما يعني أن هذه التغيرات تهدد دور الأب والأم والأبناء، وتقضي على الأسرة نفسها.
نقرأ أيضاً منشورات ترى أن المثلية سلاح غربي لا يمكن انتقاده، بسبب ما وراءه من لوبيات، أجبرت الكثيرين على الصمت عن الموضوع خوفاً على حياتهم وأعمالهم، بل وامتدت هذه الليبرالية إلى درجة إباحة زواج المثليين، وزواج الأشباه، وسمحت بتعاطي المخدرات، بوصفها أسلحة موجهة ضد الإنسانية.
لا ندري أيهما أشد إهانة، استخدام المثلية كشتيمة، أم وصف الميول الفردية الجنسية بابتداع غربي مؤامراتي يستهدف سوريا؟
ازداد الترويج للعداوة للمثلية عبر توظيف بعض المشاهير، ففي تصريح للممثل جوان خضر، على إذاعة ميلودي إف إم، نقرأ على لسانه كيف أنه لا يستطيع أن يؤدي دور مثلي، ولا يستطيع "الانسلاخ عن جلده بالرغم من أنه ممثل
" فهو "لا يستطيع الدفاع عن هذه الظاهرة ولا يتقبل وجودها، ويتعامل مع المثليين كمرضى نفسيين"، بل امتد الأمر إلى ندوات تعليمية وتوعوية بثت على التلفزيون الرسمي، لتوعية الأسرة السورية بخطر المثلية والليبرالية، وغيرها من التهم التي يمكن إلصاقها، بعماء وجهل، بـ"الأعداء" الغربيين وكل من هم في "حضنهم".
توظيف سياسي وقمع لأقلية خفية
هذه الحرب التي يشنها النظام السوري على المثليين، يمكن تفسيرها على مستويين، الأول يرتبط بمن هم في الخارج، ممن تركوا سوريا خوفاً على حياتهم، وهم في هذه الحالة "ليبراليون غربيون" يهددون قيم الداخل، وتقع المسؤولية على أسرهم التي سمحت لهم بأن يتركوا البلاد المحافظة، وينتشروا في الغرب لتعاطي المخدرات والزواج من الستائر والسجاجيد.
المستوى الثاني والأخطر، هو تهديد المثليين والنظر إليهم كـ"أقلية" موجودة في سوريا، ظهرت للضوء مع بداية الثورة السورية، وتتعرّض للتهديد إثر كل حملة تنطلق، للتأكيد بأن المثليين مُختفون من الفضاء العام خوفاً على حياتهم، لكنهم موجودون، وخوفهم من كشف هوياتهم الجندرية، أساسه غياب أي حماية قانونية لهم بل وحتى تجريمهم في القانون.
هل نحن إذن أمام أقلية جديدة يحاول النظام السوري استهدافها في مناطق سيطرته؟ أي بما أن "الإرهابيين" هُجّروا من منازلهم، وملامح سلام مع إسرائيل في الأفق، يمكن أن تتحول المثلية إلى عدو خفي و مهيمن، موجود في كل مكان، لا بد من اكتشافه والقضاء عليه كونه يهدد الأسرة نفسها، أساس المجتمع الذي يحاول السيد الرئيس الحفاظ عليه، بعد أن تمكن من القضاء على الإرهاب الذي أرسله الغرب إلى سوريا. التخوف هنا سببه أن النظام السوري سبق له وأن استخدم تهم المثلية الجنسية لتشويه سمعة أعدائه، ولا ندري إن كان الأمر فاتحة لتحولها إلى تهمة سياسية، كما في روسيا وبلدان أخرى، ترى المثلية جريمة سياسية تمس أمن الدولة.
من هو الإنسان الكلب؟
الكتابة عن هذه السياسة الإعلامية الرسمية أشبه بانتقاد حملة قروسطية تهدف لـ"اصطياد" المثليين وتشويه صورتهم عبر نزع إنسانيتهم أو تشويهها، وهذا ما بالضبط ما ذكره الأسد وما يمارسه الإعلام الرسمي، ويتجلى هذا التشويه في خبر بُثّ على وكالة سانا الرسمية، نصه التالي "انتشار نزعة الإنسان الكلب لدى المثليين في بريطانيا وأمريكا وغيرها"، فالغرب كله كتلة وحدة، والمثليون فيه كلاب بشرية، يحاولون نقل هذه العدوى إلى سوريا، لكنها حصينة بقيادتها الحكيمة.
لكن حسبما نرى في الصور، الفيديو يشير إلى ظاهرة الـHuman-pup، التي لا علاقة لها بالمثلية. هي نوع من أنواع الفيتش، تتغير فيه علاقات القوة والسيطرة بين الأفراد، وليست حكراً على المثليين، الأهم أن الصور المنتشرة مأخوذة من مهرجانات و تجمعات احتفالية لا من الحياة اليومية، أي يظهر الجرو البشري في سياق محدد، وهذا ما يثير الغضب حين نتابع تطور الحملة. هي مجرد جهود ماكرة وساذجة لاستهداف المثليين وكل من هو في حضن الغرب، لتخويف الفئة المحافظة، وتشويه صورة "الخارج" ومن فيه، لخلق عداوة قائمة على تهديد الأسرة وشكلها المتوارث.
تواصلنا في رصيف22 مع مصطفى الدباس، صحفي وناشط في حقوق الإنسان مقيم في برلين، وسألناه بداية عن رأيه باختيار الأسد الحديث عن هذا الموضوع، ضمن مسجد وجمهور نعلم أنه معادٍ للمثلية بسبب معتقداته الدينية، فأجاب:
"في هذا الوقت، بعد عشر سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي، وجد النظام نفسه مُحتاجاً لتأييد الناس ومخاطبة مشاعرهم، عبر استعادة القيم المحافظة التي تتمثل بالأسرة المطيعة، أما لماذا ضمن مسجد، فهي رسالة للفئة الأكبر من سكان البلاد، وترسيخ لسلطة الأكثرية السنيّة، التي بالأصل يسعى النظام لجعلها تصطف إلى جانبه بعد إطلاق يد وزارة الأوقاف.
والأهم، هي محاولة لرسم صورة للإسلام السني تتطابق مع ما يريده النظام، لا مع قيم الإسلام بشكل عام، خصوصاً في ظل ظهور التيارات المتشددة التي أغوت بعض المعتدلين لمحاربة النظام. وهنا تظهر المثلية كعدو مشترك لكل الأطياف الاجتماعية والقيم التي تمثلها، سواء كانت هذه الأطياف راديكالية معادية للنظام، أو محافظة مؤيدة لسلطته، وكأن النظام يبحث عما هو مشترك بين الجميع لخلق عدو يجمع كل الأطياف على عداوته، والذي يتجلى بالهوية المثلية".
"محظوظين يلي قدرو يطلعوا من سوريا هالبلد التعيس البشع، بلد مليان ظلم وإجرام وذل وفساد وبلطجة. بلد غير صالح للعيش على الإطلاق"
سألنا الدباس أيضاً لماذا التركيز على هذا الموضوع (الآن)، خصوصاً أن حقوق المثليين لطالما كانت مهدورة في سوريا حتى بعد الثورة؟ فيجيب: "في روسيا هناك دوماً حملات ضد المثلية، والإمارات نشرت فيديو (الإنسان الكلب) عبر المحطة الممولة من قبلها سكاي نيوز، وكأن النظام يخاطب حلفاءه، خصوصاً في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية، التي حتى لو كانت وهمية، لا بد من نيل رضا الشعب فيها، أو على الأقل مخاطبته.
بالتالي هناك عدة عوامل ترتبط بفكرة لماذا (الآن). ربما يسعى النظام لتوظيف المثلية سياسياً كجريمة، لأنها مجرمة في القانون السوري، أو ربما هي رسالة مبطنة لمن هم في الخارج، الذين عاشوا أو اختبروا (الغرب الليبرالي الحديث) وهناك احتمالات لعودتهم بعد مؤتمر عودة اللاجئين. الأهم، يبدو الأمر أيضاً كرسالة للأسر خارج سوريا وتحذير لها، أن انظروا عاقبة ترككم لسوريا، والمستقبل الذي يهدد أطفالكم في حال بقيتم في (الغرب)، بالتالي النظام يقول إنه لابد من العودة إلى سوريا لأجل مستقبل الجيل الجديد، لا من أجل أولئك الذين هُجروا. وأخيراً، أخمّن أن هناك نوعاً من الحسرة أصابت من بقي في الداخل ولم يسافر، لذا يخاطبها النظام عبر الإشارة إلى أن (اللاجئين) و(المهاجرين) ليسوا إلا مثليين يتعاطون المخدرات ويتصرفون كالكلاب، ما يدعم قيم الوطن وسيادته المحافظة".
أشرنا بسذاجة أثناء حديثنا مع الدباس إلى أن هناك فئة ترى في هذه الحملات مجرد دعاية لا يصدقها أحد، وشكل من أشكال البروباغاندا التي اعتاد الناس عليها، فهل هذا الاعتقاد خاطئ، وهل هذه الحملات قادرة فعلاً على ترك أثر جدّي على الشارع؟ يجب الدباس:
"برأيي يكفي الاطلاع على التعليقات المرفقة بهذه الأخبار والمنشورات، لنكتشف أن النظام يؤجج المشاعر ويحاول لف الناس حوله، وأظن أن هذا أثراً كافياً، وتحول هذه العواطف إلى عنف لا يستبعد أبداً. الأهم، هناك صحفيون مثليون يعملون مع النظام، انتشر بينهم الخوف إلى حد حذف الصور والمحادثات من الهواتف النقالة، بل وصل الأمر إلى أن سائقي التكاسي، تنكر رجل الأمن المعروف، يسألون الركاب مباشرة:
ما رأيكم بالمثليّة؟ كما عمد الكثير من المثليين على وقف التجمع والاجتماع، خصوصاً في ظل انتشار صور وأخبار عن إغلاق أماكن اتهمت بأنها تجمع المثليين، بالتالي الموضوع، كعادة النظام السوري، يمس الأفراد في الحياة اليومية ويزرع الخوف بينهم، لكن هذه المرة بتهمة المثلية، لا كما في بداية الثورة، بتهمة المعارضة أو النشاط السياسي، وهذا ما يمكن قراءته في بعض التعليقات المنتشرة على المقالات التي تناولت هذه الحملة، إذ نقرأ: "كتير عالم بدمشق عم يتعرضو لاعتقالات. هي الفترة الوضع خطير جداً.
النظام السوري غضّ النظر نسبياً عن المثليين خلال السنوات الماضية، لانشغاله بأمور أخرى، لأن قضية المثلية لم تكن ورقة رابحة أو خاسرة في يده ما فسح المجال لهامش ضيق جداً من الحرية أمّا الآن فأصبحت العداوة مباشرة مع المثليّين
الاوتيلات مراقبة والمخبرين معبيين الجناين بس ليفتشو على غييز"، وأيضاً: "محظوظين يلي قدرو يطلعوا من هالبلد التعيس البشع، بلد مليان ظلم وإجرام وذل وفساد وبلطجة. بلد غير صالح للعيش على الإطلاق. عم يلاحقو المثليين يلي ما بيقربو صوب حدا، يروحو يأمنو خبز ومي ومازوت للشعب. يتركو المثليين بحالهن، هني والله عليهن، لكن السؤال هو: هل رح يتم أيضاً ملاحقة واعتقال المثليين من أولاد المسؤولين السياسيين وعائلة الأسد؟ فعلاً الدولة الإسلامية (داعش) والنظام السوري وجهان لعملة واحدة".
يضيف دباس نهاية: "المثير للاهتمام من متابعتي المهنيّة للأمر، أن النظام غضّ النظر نسبياً عن المثليين خلال السنوات الماضية، لانشغاله بأمور أخرى، لأن قضية المثلية لم تكن ورقة رابحة أو خاسرة في يده، ما فسح المجال لهامش ضيق جداً من الحرية لم يكن معروفاً في السابق، أما الآن، فأصحبت العداوة مباشرة وتذكر حتى في الإعلام الرسمي، وسابقاً لم يكن هناك أي إشارة لهذه القضية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت