يقصد الكثير من الرجال محال العطارة، ويقرعون أبواب الطب الشعبي لتحسين قدراتهم الجنسية، ولكن أيضاً للأعشاب تاريخاً طويلاً، وربما طقوساً تخص جسد المرأة، خاصة في ما يتعلق بالنشوة والرحم.
في الصين يحظى طب الأعشاب القديم بمكانة مساوية للطب الحديث الغربي، وتقوم اليوم كثير من الجامعات الصينية بتدريس طب الأعشاب، ويمارس من قبل ممارسين متدربين تدريباً عالياً، ويحظى باعتراف حكومي.
وفي أفريقيا يوجد تنوع في تراث الأعشاب، يفوق ما يوجد في أي قارة أخرى، ويرجع الاستخدام العلاجي للأعشاب في أفريقيا إلى أقدم الأزمنة، وتذكر كتابات مصرية قديمة أن الأدوية العشبية كانت تحظى بتقدير كبير من آلاف السنين في شمال أفريقيا. وتضم بردية إيبرس (1500ق.م) وهي من أقدم النصوص الطبية الباقية، أكثر من 870 وصفة و700 عشبة طبية.
ولا تزال توجد وصفات ينصح بها للمرأة، مرتبطة بمناطقها الحميمة، على الرغم من تحذيرات الطب من مغبة الاعتماد عليها دون استشارة مختص، إلا أنها تلقى رواجاً وسط النساء، ربما بشكل يفوق رواج الأعشاب بين الرجال الراغبين في تحسين قدراتهم، ومرتبطة في بعض الأحيان بطقوس شاعرية.
أوراق النعناع وزيت الياسمين
للرحم أدوار عدة، وفي كل دور يعيش حالة فريدة. فعلى صعيد آلام الطمث، بحسب كتاب "الصيدلية الخضراء" للدكتور جيمس ديوك، خبير في العلاج بالأعشاب، أنه "بحاجة إلى أوراق النعناع لأنها من أقوى الأعشاب الفعالة، التي تعمل على تقوية عضلات هذا الوعاء الكمثري الشكل".
ويذكر ديوك أن الرحم في هذه الفترة بحاجة إلى الميرمية، وهي من الأعشاب التي يُنصح بتناولها خلال الدورة الشهرية، إذ تضبط وتنظم هرمونات جسم المرأة، ولها مفعول قوي، وقابض للأوعية الدموية، مما يسهل عملية نزول الدم.
يقول العطار رشدي عوض من غزة (70 عاماً): "تُنقع أوراق النعناع مع بذور الشمر في ماء العرقسوس (الماء الناتج عن غلي العرقسوس) ويشرب هذا المنقوع المفيد في وقت الطمث".
"أواظب على استخدام زيت الياسمين، فهو مثير جنسي، بعد دهنه على مناطق معينة بين الفخذين، يشعرني بالنشوة والمتعة أثناء الجنس"
أما بذور الكراويا، فينصح عوض زبائنه بها، قائلاً: "يدلك بها أسفل البطن، ومنطقة (الفرج) وذلك لتسکين آلام الحيض، وتغطى برباط صوف، ويمکن غلي بذور الكراويا مع زيت القطن أو زيت الذرة أو زيت الزيتون، وجزء معادل لها من النبيذ الأبيض، ثم يغلى هذا المزيج إلى أن تتبخر منه کمية النبيذ الأبيض لتدليك المنطقة بهدوء".
ولتضييق المهبل بعد الولادة، تقول الحاجة رسمية علي (67 عاماً)، قابلة من غزة: "نستخدم شباً يمانياً مطحوناً مع عشبة عفص مطحون، وشحم قشر الرمان اليابس جداً، وكوب ماء عصير الخيار المصفى جيداً، ونخلط المواد ثم توضع كلها على نار لينة حتى تسخن مع التحريك لأجل التجانس، يستعمل كل يوم بأن نلف صوفاً على عود الريحان ثم نغمس العود في الدواء، وتتلوك بها المرأة، وتحركها يميناً وشمالاً من أجل الدهان الصحيح، وتستمر في أخذ هذا الدواء سبعة أيام فيضيق فرجها وتعود مثل الفتاة البكر".
عشبة الرشاد
ويحوي العضو غشاء البكارة الأكثر أهمية لدى المجتمعات الذكورية المحافظة، ولكن في حال تم ثقب هذا الغشاء، فإن الأعشاب دور في إعادته، يقول أخصائي الأعشاب رفعت السيد (44 عاماً) من العراق: "نحن هنا بحاجة إلى عشبة الرشاد، التي يتم غليها مع عشبة رجل السبع، وحرقوصة وعفص أخضر ثم تُشرب على مدار أسبوع، بالإضافة الى استخدام هذا المغلي بقطنة ووضعه على فتحة الفرج لتعطي نتائج مبهرة في عودة غشاء البكارة الطبيعي".
أما سميرة سالم، اسم مستعار، (40 عاماً) من غزة، فتقول عن تجربتها مع الأعشاب المرتبطة بالمنطقة الحميمية في جسدها: "أواظب على استخدام زيت الياسمين، فهو مثير جنسي سواء على مستوى الرائحة العطرية أو التأثير القوي بعد دهنه على مناطق معينة بين الفخذين، يشعرني بالنشوة والمتعة أثناء الجنس".
وتضيف: "علمتني صديقة مسنة وصفة نسائية. يؤخذ البسد والبسباسة وارزنجوش وزعتر بري وقشور الكندر والأذخر والخيري والورد الأحمر وقشر الرمان والترمس، ويعجن الجميع بعد السحق بدهن البان، وتتحمل بها المرأة بصوفة بالنهار، وتخرجه بالليل عند النوم، فإنه يقوي أشفار عنق الرحم، ويحمي الإحليل، ويطيب رائحة الفرج".
اكتئاب المهبل
يصاب المهبل بالاكتئاب، إذ يعاني من تقلبات مزاجية؛ فيكون سعيدًا في بعض الوقت، ومكتئباً في أحيان أخرى، ففي حالة عدم ممارسة المرأة للعلاقة الجنسية، يتعرض لنوع من الاكتئاب، ويمكن أن يؤدي هذا الاكتئاب إلى تلف جدار المهبل، وهو أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي مررن بسن اليأس.
لتحسين الحالة المزاجية للفرج ينصح طبيب التغذية محمد خليل (54 عاماً) باستخدام عشبة تعرف بـ"الكوهوش السوداء" تعمل على تنظيم الهرمونات، وتحقيق التوازن فيما بينها، فتقلل من التشنّجات العضلية، وأعراض التوتر المرافقة لفترة ما قبل الدورة الشهرية.
يقول الشيخ مهادي رماح (70 عاماً) من الأردن، معالج بالأعشاب، في وصفة شعبية قديمة ورثها عن والده من أجل زيادة مني المرأة: "يؤخذ بذر الكرنب، وبذر الحندقوق، وبذر الهليون، والحمص الأسود، والمرقشيتا الفضية، والحضض، والحرمل، والحبة الخضراء، من كل واحدة وزن مثقال (4.25 غرام)، يدق ويعجن بعسل منزوع الرغوة، ويرفع في الماء، ويستعمل كل يوم على الريق".
ويضيف: "هناك وصفة لتسخين الفرج بأن يؤخذ قردماناً وفلفلاً وسعداً، يسحق الجميع وتُسخن بشراب، وتأخذ المرأة تحميلة ناعمة من هذا المزيج".
ولأجل تهييج شهوة المرأة، ينصح رماح: "يؤخذ بلاذر، وعود قرح روج، وبذر كرنب، وعقرب محرقة، وزهر شب، وبذر فجل، وزعتر محروق، ويطرح الجميع في الماء الذي تستنجي منه المرأة وفي السراويل فإنه يهيج عليها الباه".
أنواع عديدة من الأعشاب تستخدمها النساء لكل ما له علاقة بالمناطق الحميمة في جسدها، زيادة الشهوة، تضييق المهبل بعد الولادة، غزارة السوائل، رغم مخاطرها دون استشارة طبيب
وتقول الحاجة أم علي (53 عاماً) بائعة أعشاب من تونس: "هناك وصفة لعلاج البرود الجنسي للمرأة، وهي أن يُغلى فنجان من الماء وتصب فوقه ملعقة من اليانسون والحصلبان المطحون، ويشرب منه بمقدار فنجانين يومياً".
وتضيف: "تبخير المهبل أيضاً وصفة شعبية قديمة. تجلس المرأة فوق خلطة من الماء الساخن والأعشاب، لأن البخار المتصاعد من هذا الخليط يخلص المهبل من السموم، ويعالج سقوطه".
ويتم التبخير إما بالعود أو بالأعشاب لتخليص المهبل من السموم، وهو عرف كان يستخدم عبر التاريخ في آسيا وأفريقيا.
محاذير
يحذر الطب من الاستخدام العشوائي للأعشاب، يقول الدكتور بلال غبون (29 عاماً) من غزة لرصيف22: "يجب استخدام الأعشاب بإشراف طبي لأن التفاعلات في ما بينها قد تكون سامة ومدمرة".
ويعلق الطبيب سالم سامي (46 عاماً): "نؤمن بفعالية هذه الأعشاب ولكنها للأسف لا تتجاوب مع جميع الحالات، وجميع الأجسام، وكونها تحتوي على معادن وفيتامينات فهذا لا يعني أنها آمنة، فأنا أرى العلاج بالأعشاب أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة".
ويضيف لرصيف22: "استخدام الأعشاب بشكل عشوائي أثبت أنه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها تعب الكبد الذي تمنعه الأعشاب من التخلص من بعض سمومها، فالمريض المضطر يكون خداعه سهلاً في سبيل الحاجة الملحة للخلاص من الألم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...