تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، والإخلاص لها. إخلاص الشابة التونسية إيمان شلبي لحصانها شمس خير مثال على ذلك.
إيمان شابة مغرمة بعالم الخيول تمتلك حصاناً عربياً جميلاً أسمته شمس، فهو كظلها لا يفارقها إلا أنه توفي فجأة وكان موته صدمة لها. تقول لرصيف 22 والعبرات في عينيها "شمس كان بمثابة إبن لي، فهو الصديق الأقرب إلى قلبي".
حزنت إيمان كثيراً على فراق صديقها المخلص شمس لدرجة الاكتئاب فغيابه لم يكن هيناً، وخياله لا يفارقها بل إنها تسمع صهيله في كل مكان.
صدمة ولدت فكرة
يقال إن الحاجة أم الاختراع، فإيمان لم تستطع إنقاذ صديقها المخلص شمس من الموت، إلا أن صدمة موته ولدت لديها فكرة البحث عن دواء للخيول لفرط حبها لتلك الكائنات الجميلة، تقول" صدمتي كانت كبيرة لدرجة أنني عزمت على البحث عن حل لبقية خيول العالم".
تذكرت إيمان قول جدتها إن نبتة الصبار مفيدة جداً للعديد من أمراض الحيوانات والإنسان على حد السواء، ومنطقتها زاخرة بتلك النبتة الطبيعية
رغم أن مجال تخصصها الدراسي بعيد كل البعد عن البحث والكيمياء والعلوم إلا أن ذلك لم يثنها عن سعيها لتحقيق حلمها، فهي تعتبر ذلك إخلاصاً لصديقها شمس.
تذكرت إيمان قول جدتها إن نبتة الصبار مفيدة جداً للعديد من أمراض الحيوانات والإنسان على حد السواء، ومنطقتها زاخرة بتلك النبتة الطبيعية، تقول "كانت أول فكرة خطرت لي عندما تذكرت ما قالته جدتي عن تلك النبتة".
منقذة الخيول
عرضت إيمان فكرتها على أختها الباحثة في علم البيولوجيا فوجدت تشجيعاً كبيراً من قبلها وفكرتا معاً في الموضوع، وسرعان ما زارت منظمة "محضنة المؤسسات" بمنطقتها وعرضت فكرتها على الباحثين هناك فوجدت ترحيباً كبيراً بالفكرة.
بدأت إيمان في تصنيع الدواء البيولوجي المكون أساساً من نبتة الصبار وبحثت عمن يستطيع أن يساعدها في تجربة الدواء الجديد وتوجهت إلى صاحب أحصنة اسبق أن تبنت منه الحصان شمس.
فهمت إيمان قيمة الحب الذي يربط المرء بحيوان، وقررت أن تأخذ هذا الوفاء إلى بعد آخر ونجحت في ذلك
قبل الرجل تجربة الدواء على مجموعة أحصنته المرضى، وفعلاً تماثلت للشفاء، استبشرت إيمان خيراً بالخبر وذاع صيتها في البلاد وأصبحت تشارك في المعارض المحلية والدولية بمنتجها، وقد تعرفت فيها على العديد من أصحاب الخيول، من بينهم زبون تكفل بتصدير منتجاتها إلى دول الخليج العربي، خاصة إلى المملكة العربية السعودية.
عزم وإصرار
انطلقت في مشروعها قبل سنتين بجمع 300 نبتة صبار وإعادة غرسها على مساحة 3 هكتارات بجرجيس، و3 هكتارات بغينيا حيث يشتغل زوجها، وبذلك ارتفع حجم المنتوج إلى 6 آلاف نبتة توفر ثلاثة أطنان بين أوراق صبار وزيوت ومراهم.
وتوصلت إيمان أثناء مشاركتها في معرض بباريس في شهر مارس من العام الماضي إلى أن تشفي فرساً في 46 دقيقة بمرهم الصبار "وتزود صاحبة المشروع 400 مركز خيول بفرنسا بمنتوجها. يضم المركز منها بين 80 و90 فرساً، إلى جانب تصدير نفس المنتوج مع ورق الصبار إلى إسبانيا وكندا والكوت دي فوار.
اجتهدت إيمان وتحلت بالصبر والإصرار، فقد سافرت على حسابها الخاص إلى فرنسا لتطرق أبواب نحو 150 مركزاً لتربية الخيول، وهي تحمل عينات من زيت الصبار والمراهم، رغم أنها لم تستطع الحصول على تمويل بسبب عدم حصولها على شهادة الكفاءة التي لا تمنح إلا بعد امتحان بين عدة مترشحين في نفس المجال. تقول إيمان"من يطمح إلى شيء يجب أن يصل ولا يتراجع برغم كثرة الصعوبات".
فهمت إيمان قيمة الحب الذي يربط المرء بحيوان، وقررت أن تأخذ هذا الوفاء إلى بعد آخر ونجحت في ذلك.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 6 ساعاتاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...