شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
استحى منها كوشنر وترامب... الإمارات في غرام مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية

استحى منها كوشنر وترامب... الإمارات في غرام مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 11 نوفمبر 202011:01 ص

في أحدث ملامح التطبيع الدافىء، زار وفد من رجال الأعمال وأصحاب مصانع وشركات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة الإمارات تمهيداً لبحث التعاون الزراعي والترويج لمنتجات هذه المستوطنات في الإمارات التي شهدت بيع نبيذ مستوطنات الجولان السوري المحتل في متاجرها هذا الأسبوع.

ولا يعترف القانون الدولي بالمستوطنات وتعتبر منتجاتها تبعاً لذلك غير شرعية، في حين أن المستوطنين الإسرائيليين هم الأكثر اعتداءً على الفلسطينيين بالضرب والسرقة وتخريب أراضيهم وهدم منازلهم.

لكن الإمارات قررت غض الطرف عن كل هذه الحقائق. في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن يوسي داغان، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات "السامرة"، أي المستوطنات المقامة في منطقة نابلس وسط الضفة الغربية، الذي ترأس الوفد، أن تقنية تحلية المياه أبرز أوجه التعاون المحتملة.

مستوطنون في دبي

تحت عنوان "مستوطنون في دبي"، ذكرت القناة الإسرائيلية السابعة أن وفد المستوطنين عقد اجتماعات تجارية مع نحو 20 رجل أعمال أو ممثلاً عن شركات الزراعة والمبيدات والبلاستيك والشركات المعنية بتقنيات المعالجة السريعة في الإمارات. 

"أكثر من النذالة بكثير"... وفد من مستوطني الضفة يزور الإمارات تمهيداً لتسويق البلد الخليجي منتجات المستوطنات غير المعترف بها دولياً فيما نبيذ الجولان المحتل على أرفف متاجرها. باقي وقاحة ما عملتها الإمارات؟

ولفتت إلى أن الإماراتيين بدوا مهتمين بشراء تقنيات تسريع نمو المزروعات بسبب أزمة كورونا التي أجبرت الإمارات على الاعتماد على المحاصيل المحلية، وأنهم تحدثوا إلى الإسرائيليين عن حاجاتهم وبحثوا معهم "التعاون في مجالات الهندسة الزراعية والمحاصيل وتحلية المياه".

قال داغان للإماراتيين إن "‘السامرة‘ تقف في الواجهة في مجال الصناعة والتجارة أيضاً"، وأن إستراتيجيتها هي "الريادة في أي مكان، لتكون الأولى في كل فرصة ‘من أجل بناء مستوطنات السامرة وتطويرها‘، وبناء الشوارع والاقتصاد" وأنها "هي التي تطور دولة إسرائيل بشكل عام والسامرة بشكل خاص".

وأكد أن ثمة "فرصة لكلا الجانبين لجني أرباح من التعاون الذي يمكن أن ينتج عن تطبيع العلاقات مع جارة إستراتيجية مهمة جداً".

وردّ عليه رجل الأعمال يوسف بيضون: "بالنيابة عني وعن زملائي، أود أن أرحب برئيس مجلس ‘السامرة‘ الإقليمي والوفد الذي التقينا اليوم، إنه لشرف كبير خاصة بعد توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل. هذه لحظة مثيرة لنا جميعاً. نشكر قياداتنا التي أوصلتنا إلى هنا".

وأضاف: "نشكرهم على جعل هذا الاجتماع ممكناً. لم أصدق أنني سأتمكن من رؤية هذا الشيء في حياتي. بالنسبة لنا، الإخوة والأخوات من كلا الجانبين، من إسرائيل ودبي، نجلس حول الطاولة نفسها. إنه كذلك لشرف عظيم له آثار اقتصادية وطبية للتعلم والاستفادة بعضنا من بعض".

رئيس الوفد الإسرائيلي قال للإماراتيين إن هدفهم "الريادة في أي مكان، لبناء مستوطنات ‘السامرة‘ وتطويرها"، فرد رجل الأعمال يوسف بيضون: "إنه لشرف كبير أن نجلس نحن الأخوة والأخوات من إسرائيل ودبي حول الطاولة نفسها"... العروبة تبكي في الزاوية!

ثم أشاد بيضون بما قال إنه "التعايش الحاصل بين العرب والإسرائيليين الذين يعملون جنباً إلى جنب في السامرة، في المصانع نفسها، ويكسبون الأجر نفسه ويحتفلون معاً بالأعياد"، قائلاً إنه "لشرف عظيم أن أكون هنا مع رئيس مجلس إقليمي السامرة الذي يدفع بكل ذلك قدماً".

و"مجلس السامرة" هو أول سلطة بلدية في إسرائيل تصل إلى دبي على رأس وفد تجاري. لكن الإمارات سبق أن عرضت منتجات إسرائيلية في متاجرها بما في ذلك نبيذ معتّق من عنب مزروع على أرض الجولان السوري المحتل. 

"أكثر من النذالة بكثير"

في منشور لها عبر فيسبوك، قالت د.هنيدة غانم، مديرة مركز مدار الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، إن ما تفعله الإمارات "أكثر من النذالة بكثير".

وبيّنت أن زيارة وفد من مستوطنات "مجلس السامرة" للإمارات لبحث التعاون الزراعي معناه أن "تطبيع الإمارات مش أي كلام، إنما تطبيع بثقة وبكلاحة (وقاحة) ونذالة، تطبيع نخب أول".

د.هنيدة غانم، مديرة مركز مدار الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية: "الإمارات تُطبّع على ‘النهج الترامبي‘، تطبع مباشرة مع قلب الاحتلال النابض بالاستعمار والسلب اليومي والنهب المستمر ومع رمزه الأبشع: المستوطنات. مع إسرائيل بمكوّنها الاستعماري وبشكلها الأبارتهايدي وباحتلالها العسكري وبطشها"

واعتبرت أن الإمارات بذلك "بتطبّعش (لا تطبع) مع تل أبيب ولا تشترط إبقاء التطبيع مثل غيرها حتى من دول أوروبية بحدود الخط الأخضر  بل تُطبّع على ‘النهج الترامبي‘، تطبع مباشرة مع قلب الاحتلال النابض بالاستعمار والسلب اليومي والنهب المستمر ومع رمزه الأبشع".

وشددت على أن الأمر لا يتعلق بمجرد تطبيع وإنما "تحالف إستراتيجي ليس مع اسرائيل كدولة لها حق بالوجود كما يحاول أن يروج بعض أبواق الخليج، بل مع إسرائيل بمكونها الاستعماري وبشكلها الأبارتهايدي وباحتلالها العسكري وبطشها"، مستدركةً "تطبيع بحب وشغف وانبهار وإقبال لا يقف بوجهه شيء". وختمت: "الخزي والعار لمجلس الإمارات الاستيطاني الأعلى".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image