شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"ترى أن تذوّق السرقة حلال"... الإمارات تشتري نبيذ المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 30 أكتوبر 202001:22 م

في صفقة تجارية مثيرة للاهتمام، يبدأ مصنع نبيذ إسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة بيع منتجاته إلى دولة الإمارات، وذلك بعدما تعرض لمقاطعة طويلة الأمد من عدة بلدان حول العالم.

وقالت جماعات المقاطعة الأوروبية والأمريكية للبضائع غير الشرعية إن الشركة تنتج نبيذها في الأراضي السورية المحتلة، لكن المسؤولين في الإمارات يعتقدون خلاف ذلك وفتحوا الطريق للنبيذ الإسرائيلي، الذي سيقدم للسياح من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السياح الإسرائيليون.

الجدير بالذكر أن معظم المواطنين الإماراتيين لا يشربون الكحول وفقاً للشريعة الإسلامية. ويُسمح باستهلاك الكحول في المطاعم والفنادق ومحالّ بيع الكحول بالتجزئة فحسب. كما يُسمح قانوناً لغير المسلمين فقط بالشرب في الإمارات.

الإمارات تقرر شراء الكحول الإسرائيلي المُصنّع في مستوطنات الجولان السوري المحتل، وستبدأ تسويقه في دبي الأسبوع المقبل

النبيذ الإسرائيلي في دبي

بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن "نبيذ كوشير" يُستورد من جنوب إفريقيا إلى الإمارات، لكن هذا سيكون أول نبيذ إسرائيلي الصنع في الدولة الخليجية.

سيُعرض النبيذ الإسرائيلي في متاجر الكحول والفنادق والمطاعم الرائدة والعديد من المراكز الشعبية التي تشهد إقبالاً على النبيذ. وسيكون متاحاً أولاً في دبي، ويُوزّع بعد ذلك بوقت قصير في الإمارات الأخرى.

وقال المصنع المُقام على الأراضي السورية المحتلة في بيان له إن العلامات التجارية لمرتفعات الجولان "ياردين وجاملا وجبل حرمون" ستُباع من خلال شركة "أفريكان + إيسترن (A&E)" وهي في عداد أكبر مستوردي الكحول في الخليج ومقرها في دبي.

يستهدف مصنع نبيذ الجولان، أكبر مصدر للنبيذ في إسرائيل، توفير الكحول للسائحين الإسرائيليين المتوقع أن يزوروا الإمارات، وكذلك السياح والسكان المحليين الذين يُسمح لهم بشراب الكحول.

وقال جيسون ديكسون، الرئيس التنفيذي للشركة المستوردة في دبي: "هذه إنطلاقة تاريخية ونتوقع تعاوناً ناجحاً وطويل الأمد مع مصنع نبيذ مرتفعات الجولان".

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمصنع مرتفعات الجولان، يائير شابيرا، إن الإمارات هي سوق جديدة "ذات إمكانات مثيرة للاهتمام وفريدة من نوعها".

وأكد أن "شركته سوف تفتح الأبواب وستعرَف سكان الدولة الخليجية وضيوفها بصناعة النبيذ الإسرائيلي".

 "قرّرتْ أخيراً ضرب نضالات حركة BDS عبر تسويق النبيذ الإسرائيلي المُصنّع في مستوطنات الجولان المحتلّ!"... نشطاء يهاجمون اتفاق الإمارات مع مصانع المستوطنات في الجولان لشراء الكحول

مخالف للقانون الدولي 

أثارت الخطوة الإماراتية باستيراد النبيذ الإسرائيلي من المستوطنات غضب نشطاء التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا الاتفاق مخالفاً للقانون الدولي.

 قال الكاتب الفلسطيني ماهر اليوسف في تغريدة له على تويتر: "الإمارات تستورد نبيذ مستوطنات غير شرعية مقامة في الجولان السوري المحتل، الإمارات تحب أن تتذوق نبيذ عنب مسروق من قبل لصوص الأرض والضم الصهاينة".

وأضاف: "ترى أن تذوق السرقة حلال. ودول الاتحاد الأوروبي تقاطع هذه الشركة وغيرها من منتجات المستوطنات كموقف أخلاقي بضغط حركات المقاطعة".

وكتب السعودي عبدالله بن جنيدب على تويتر : "نبيذ من إنتاج مرتفعات الجولان

سيتم تسويقه في الإمارات، أليس ذلك مخالفاً للقانون الدولي بسبب وقع الجولان تحت الاحتلال الاسرائيلي؟".

وقالت الفلسطينية مها رزق على تويتر: "الإمارات التي ادعت أن التطبيع مصلحة فلسطينية تستثمر الآن في الاستيطان، ووقعت اتفاق استيراد مع شركة إسرائيلية تصنع النبيذ في مستوطنة ‘كتسرين‘ في الجولان المحتل. الإسرائيليون يحتفون بعوائد الاتفاق على المستوطنات ويتندرون على استثمار أبو ظبي في مشروبات كحولية محرمة على مواطنيها!".

وكتب ماهر خليفة في تغريدة على تويتر: "لن يكون مفاجئاً إذا ما أبدت أبو ظبي حماستها مثلاً للاستثمار في جمعيّة 'إلعاد' الاستيطانيّة، بل لو أمكنها الاستثمار في 'حائط المبكى' ذاته فلن تتردّد، قرّرت أخيراً ضرب نضالات حركة «BDS» عبر تسويق النبيذ الإسرائيلي المُصنّع في مستوطنات الجولان المحتلّ!".

وفي العام الماضي، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية. وقالت الإمارات رداً على اعتراف ترامب إن الخطوة تعطل الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

وفي آذار/مارس الماضي هاتف ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في خطوة عكست عودة العلاقات بين الإمارات وسوريا التي لم تعلق حتى الآن على استيراد النبيذ من أراضيها المحتلة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image