شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
غادر سوريا طفلاً وعاد جندياً مع الجيش الأمريكي لـ

غادر سوريا طفلاً وعاد جندياً مع الجيش الأمريكي لـ"إنقاذ الأرواح"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 3 نوفمبر 202002:04 م

برغم شعوره بالألفة في سوريا كونها وطن والده وأجداده، وبينما ما تزال الفرص والفوائد تعود عليه جراء إجادته اللغة العربية والثقافة المحلية للشعب العربي، لا يتمنى الجندي في الجيش الأمريكي فادي ملوحي أن يظل في بلده الأم أكثر من "عُطلة".

أشاد الموقع الرسمي لقوة المهام المشتركة لعملية العزم الصلب، في تقرير، بجهود ملوحي في تعليم زملائه من الجنود الأمريكيين كيفية التعامل باحترام مع السكان المحليين الذين تختلف ثقافتهم عن الثقافة التي ينحدرون منها، ودور ذلك في "إنقاذ الأرواح" وتفادي أية خسائر ناجمة عن سوء الفهم أو الخطأ في التعبير.

تردد تحسمه "فوائد خدمة الوطن"

وفق التقرير، كان والد ملوحي، أحد قدامى المحاربين في القوات الخاصة السورية، متردداً بشأن رغبة ابنه في الانضمام إلى الجيش الأمريكي، وكذلك بقية أفراد الأسرة. لكن الانضمام إلى الجيش الأمريكي كان حلماً لدى ملوحي منذ الطفولة.

"شاهدت الكثير من الأفلام والأفلام الوثائقية عن الجيش، وحصلت أخيراً على فرصة أثناء المدرسة الثانوية وبدأت الرحلة"، قال الشاب.

اقتنع الأب بـ"فوائد خدمة وطنك"، كما كانت والدته سعيدة لأجله على الرغم من أنها لا تحب الوقت الذي يقضيه بعيداً عن المنزل. 

"يُعلّم الجنود الأمريكيين كيفية احترام السكان المحليين"... قصة فادي ملوحي الذي غادر سوريا طفلاً وعاد إليها جندياً ضمن قوات الجيش الأمريكي لكنه لا يرى فيها "مستقبلاً ناجحاً ومليئاً بالفرص" مقارنة بوطنه الجديد

الآن، يخدم ملوحي، وهو متخصص في تقنيات البرمجيات ضمن لواء "الطيران القتالي 628"، التابع لقوات التحالف الدولي، وتحديداً عملية "العزم الصلب".

يقر الشاب أنه شعر أحياناً بالارتباك أثناء نشأته في ما يتعلق بتعريف الذات. قال: "لقد أربكتني (الهوية) عندما كنت طفلاً لأنني كنت أفكر في نفسي سائلاً هل أنا أمريكي أو سوري"، مردفاً "أنا في موقف أفضل مع ثقافتي الآن عن ذي قبل ويمكنني أن أقول إنني فخور بذلك"، أي بالتنوع في خلفيته الثقافية.

في أمريكا، ينحدر ملوحي من مدينة ألينتاون، بولاية بنسلفانيا، بعد أن أمضى معظم طفولته في قرية في مدينة حمص السورية.

ذكريات طفولة لا تُفضي إلى عودة

باعتزاز، يتذكر ملوحي منزل طفولته المحاط بسياج حديدي وحفرة رملية ومزرعة حيث كان يلعب كرة القدم مع الأصدقاء، علاوةً على "المأكولات التي لا تجدها إلا في هذا الجزء من العالم"، على حد قوله. لا ينسى أيضاً الصباحات "المشرقة الدافئة" في حمص حتى لدى الاستيقاظ بعد "الليالي الباردة والمظلمة". وكذلك انتظامه في دروس تعلم الزراعة والصيد والرقص في إطار انغماسه في الثقافة المحلية.

تلعب كل هذه الخلفية اللغوية والثقافية والاجتماعية دوراً مهماً في ما يفعله مع الجيش الأمريكي. أهم الفوائد: مساعدة زملائه الجنود في إنشاء نقاط اتصال "واي فاي" للتواصل مع أسرهم، إذ يكون إعداد اللغة الافتراضي هو اللغة العربية عادة بحسب المنطقة. يستخدم معرفته بثقافات الشرق الأوسط للمساعدة في خدمة المصالح الأمريكية والحفاظ على سلامة زملائه الجنود.

فوائد عديدة - مادية ومعنوية - عادت على فادي الذي يخدم في الجيش الأمريكي بسبب نشأته وطفولته في سوريا وحنينه إلى ذكرياته في منزل أسرته… لكنه لا يطمح إلى أن يبقى فيها أكثر من "تمضية عُطلة"

عن ذلك أوضح: "كوني من سوريا يساعدني ذلك بعدة طرق، بما في ذلك إدخال التنوع في القسم الذي أعمل فيه، والحصول على أجر أعلى مقابل معرفة لغة أخرى، عدا أني عنصر قيّم في وحدتي وأتواصل مع السكان المحليين وأترجم المعلومات"، مستطرداً "يمكن أن ينقذ ذلك حياة شخص ما ويمنع الناس داخل وحدتنا من عدم احترام المدنيين هنا".

عندما يكون ملوحي ضمن أي فرقة في بلد آخر، يقول إنه يلتزم احترام القيم وأنماط الحياة السائدة فيها لاكتساب احترام سكانها.

يتطلب اعتياد الجنود على الثقافة المحلية بعض الوقت. ويأمل ملوحي مخلصاً أن تحدث جهوده فرقاً خلال خدمته في أي كتيبة للجيش على المدى الطويل. وبينما يتفق معه بعض الجنود ويشعرون بالحاجة إلى إظهار الاحترام للسكان المحليين، يؤكد أن البعض "يصعب إقناعهم" ويقابلونه بـ"الكثير من الصد" في بعض الأحيان.

مع ذلك، يصر ملوحي على أنه "بالطريقة التي أراها، أنا في وضع يسمح لي بإعلام الآخرين وتشجيعهم بشدة على احترام أسلوب الحياة وتعلمه. هذا يمكن أن يجعل لدى الجيش (الأمريكي) جنود أفضل قدرة على أداء المهام وأن يحصل عدد أقل من الحوادث التي يمكن أن تحصد أرواح الأمريكيين".

يقول ملوحي إنه يشعر بالرضا حيال عودته إلى الشرق الأوسط، وإحساسه أنه "في الوطن" برغم إقامته في منشأة تابعة للجيش الأمريكي، لكنه لا يطمح إلى المكوث أو السفر إلى سوريا إلا لتمضية عطلة.

وختم: "رغم أنه موطن عائلتي وهو (بلد) جميل، فإنه ليس مكاناً هادئاً في المستقبل ولا أرى فيه مستقبلاً ناجحاً مليئاً بالفرص مثلما أرى المستقبل في الولايات المتحدة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image