شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أريد أن أتحدث عن شغفي

أريد أن أتحدث عن شغفي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 20 أكتوبر 202012:03 م

نحن نحاول، نحاول جاهدين الوصول لشيء ما، نعرف ما هو، لكننا لا نستطيع، لقد تعبنا من المحاولة، إنه لطريق طويل جداً، لم نضجر، لكننا تعبنا، أنستمر؟ وماذا لو فشلنا؟ سنكون قد أهدرنا سنوات عمرنا على شيء واحد، لم ننفك عن التفكير به، نفكر به في كل زمان ومكان، إننا في وضع حساس جداً.

ماذا لو تدربنا وفكرنا في شيء أسهل ويستهلك جهداً أقل؟ أولاً سنكون قد وفرنا وقتنا لنتفرغ لأشغال أخرى، وسنكون أقل خوفا وقلقاً، وطبعاً مع أعباء نفسية أقل، تؤثر هي أيضاً على طبيعة حياتنا. قرارنا أن يكون هدفنا أصغر هو الذي سيؤدي إلى مستقبل جميل وزاهر، زاهر؟ أعتقد أنها أزهار بلا رائحة، إنها إزهار الزينة، تكون جذابة من بعيد عندما نقترب منها تخيّب ظننا. 

ما أقصده هو أننا لن نكون سعداء إذا رأينا أشخاصاً آخرين يحققون الحلم نفسه، وإن لم نشهد أحداً، فلن نكون فخورين إذا أعلنا التخلي عن حلمنا وهدفنا، نعم إنه طموحنا وقد تخلينا عنه، لأننا سنكتشف كل يوم أن هذا الطموح لا يزال برأسنا، يؤنبنا على تخلينا عنه، ربما الظروف لا تساعد، المحيط لا يدعم، العين بصيرة واليد قصيرة، أنستسلم؟

 حسناً... لنذهب إلى الجزء السعيد الآن، ونفكر بشكل عكسي، ماذا لو نجحنا؟ سنكون راضين عن أنفسنا، وهذا الشيء هو الأهم لنعيش بسعادة، وسيؤثر بدوره على إنجازات أكثر وأهم.  

 جميع من قالوا مواعظ تحفز على الاستمرار والتمسك بالحلم، قد وصلوا إلى مرادهم وهدفهم، إذاً أين تلك الفئة التي سعت إلى هدفها بالإصرار والإرادة نفسيهما، وربما أكثر، لكنها لم تصل؟ بغض النظر عن أسباب عدم وصولهم، لكنهم لم يقولوا شيئاً! ماذا يمكن أن يقولوا؟ 

أعتقد أني نسيت شيئاً ما، نسيت أن أقول إننا لن ننجح في الشيء الذي لا نحبه مع الأشياء التي لا نحبها، وإن أقنعنا أنفسنا بذلك ألف مرة، لن ننجح لأنه ليس الحلم الذي حلمنا به، والطموح الذي طمحنا له، وأمضينا الكثير الكثير بالتفكير به والتخطيط له.

تقول الممثلة البريطانية إمّا واتسون في خطابها في الأمم المتحدة: "إن لم أكن أنا، فمن أكون؟ إن لم يكن الآن، فمتى؟"

ماذا لو لم ننجح في شيء، لا هذا ولا ذاك؟

سأقول مثلين: الأول قالته أوبرا:"لن تعيش حلمك إذا كنت تعيش مخاوفك طوال الوقت" (بتصرّف). وثانياً سأقوله أنا: كفى، رجاءً، أتوسل إليك، كفى جبن وخوف، إنّها المرة الواحدة التي ستحظى بها، استمتع برحلتك.

ألاحظتم ما لاحظته؟ جميع من قالوا مواعظ تحفز على الاستمرار والتمسك بالحلم، قد وصلوا إلى مرادهم وهدفهم، إذاً أين تلك الفئة التي سعت إلى هدفها بالإصرار والإرادة نفسيهما، وربما أكثر، لكنها لم تصل؟ بغض النظر عن أسباب عدم وصولهم، لكنهم لم يقولوا شيئاً!

ماذا يمكن أن يقولوا؟ 

من الممكن أن يقولوا أنّ الحظ لم يكن بصفهم، أو لم يكن هناك شخص بجانبهم ليعطيهم تلك الدفعة الأخيرة للوصول، أظننا جميعاً نحتاج تلك الدفعة وقليلاً من الحظ. 

إنّ الأبواب كثيرة، نفتحها نحن أم ستفتح وحدها عندما يحين الوقت؟ لكن ماذا لو لم تفتح؟ أو لم يأت الوقت المناسب الذي ننتظره؟

تجربتي ضئيلة بالمقارنة مع غيري، لكني أعرف معنى أن يغلق بابٌ في وجهي، وعرفت أيضاً أن الأبواب تفتح وحدها، وجميعها أمامنا، وجميعها مفتوحة، لكن لا يمكننا الدخول ،لأننا ببساطة لا نراها!

على مدى ثلاث سنوات تدربت على كرة السلة، وهدفي الكبير أن أصبح لاعباً لامعاً ضمن فريق عالمي مهم، حرمت نفسي الكثير من المتع كالسهر والمأكولات السريعة والمشروبات الغازية، واللقاء بأصحابي، كنت أرى الكرة أكثر مما أرى عائلتي، فجأة مع وباء كورونا تنقلب الموازين رأساً على عقب، طبعاً أُمنع من الخروج من المنزل، لذا حاولت قدر الإمكان المحافظة على رشاقتي في المنزل. أتدرب وأستمتع بملمس الكرة وهي تقع على الأرض وتعود لي مجدداً، بين قدمي، وراء ظهري، في الهواء، وإذ أقع على الأرض، وأكسر قدمي!

  كنت حبيس المنزل وأصبحت حبيس السرير، حلمي يبتعد عني كل يوم مسافات هائلة، أندب حظي وأسأل هل حقاً يمكنني الوقوف من جديد على قدمي واللعب كالسابق، وحالتي النفسية تتراجع باستمرار، تعبت كثيراً، جربت مشاهدة فيديوهات التحفيز لكنني لم أتأثر، ولسبب أجهله أصبحت أشاهد فيديوهات النحل، وحصراً ذاك النحّال الجزائري، بالطبع لم أفهم إلا كلمة النحل، وسبحان الله!

أريد التركيز على شيء واحد لأكون الأنجح في ما أحب، لا أريد التفكير بشيء آخر، أريد الوصول بكل ما أوتيت من قوة، ولا أعرف كيف. ما زلت أصارع حتى هذه اللحظة التي تقرأون فيها فكرة التخلي، وسأستمر

فكرت بجدية أكبر وسألت نفسي كيف سأعوض تلك الفجوة والتراجع، وبالطبع ليس لدي الوقت الكافي لذلك، قررت أن أجرب التخلي عن حلمي، لكنني اكتشفت أنني أعذب نفسي ليس إلا، فعدت له، وكل يوم أفكر به وأقول لنفسي بصعوبة، لا أريد اللعب بل أريد شيئاً آخر، لكنني أعود للهدف الأساسي مراراً وتكراراً، فجأةً يُسحب مني هاتفي الجوال، والشرط الوحيد لاسترداده أن أقرأ يومياً أربع ساعات، وهذا كان الحل الوحيد، فعلتها، وبتّ أقرأ أكثر من الساعات المحددة، ثم كتبت مقالة، لأكتشف باباً مفتوحاً أمامي، لم يكن باستطاعتي رؤيته سابقاً، وهذه هي قصتي مع الأبواب، إذا أغلق الباب التاسع، فسيفتح العاشر.

أريد التركيز على شيء واحد لأكون الأنجح في ما أحب، لا أريد التفكير بشيء آخر، أريد الوصول بكل ما أوتيت من قوة، ولا أعرف كيف. ما زلت أصارع حتى هذه اللحظة التي تقرأون فيها فكرة التخلي، وسأستمر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image