رغم خشية البعض من الإصابة بفيروس كورونا والتزامهم، حتى هذه اللحظة، الحجر المنزلي واجراءات التباعد الاجتماعي، إلا أن العديد من عشاق الرياضة ومحبي الصالات الرياضية يتوقون للعودة إلى نشاطهم البدني المعتاد.
ومع رفع القيود في الكثير من الدول، وعودة الحياة شيئاً فشيئاً إلى وتيرتها الطبيعية، يحاول الكثير من الأشخاص استئناف روتينهم اليومي الذي يتضمن الذهاب إلى الجيم.
ولكن من الواجب التذكير دوماً بأنه لم يتم السيطرة على فيروس كورونا بشكل نهائي، وتعدّ الصالات الرياضية من بين الأماكن الأكثر خطورة لجهة احتمال التعرض لهذا الوباء، نظراً لاستخدام معدات وآلات مشتركة، التجمع في غرف تغيير الملابس بالإضافة إلى التهوية الضعيفة.
من هنا، يشدد الخبراء على ضرورة توخي الحذر قبل حزم حقائبنا والعودة إلى الصالات الرياضية.
مخاطر وفوائد الصالة الرياضية
يمكن أن تكون التمارين الرياضية في المنزل بنفس فعالية التدريبات في الصالة الرياضية، ولكن الحماسة في المنزل قد تتضاءل مع مرور الوقت، بخاصة وأنكم قد تشتاقون للأصدقاء والمدرب/ة الذي يحفزكم للمضي قدماً، حتى لو أرهقكم التعب والجهد.
وعليه، كيف نوازن بين مخاطر الصالة الرياضية وفوائدها؟
تقول نيكيتا ديساي، طبيبة أمراض الرئة في كليفلاند كلينيك في أوهايو: "إن العمل على منع انتشار المرض أمر حتمي، لكن الناس يحتاجون أيضاً إلى الاعتناء بصحتهم العقلية والبدنية، واللياقة البدنية جزء مهم من ذلك".
واللافت أن حجم المخاطر هو أمر يجب على كل فرد أن يقدّره بناء على الظروف الشخصية الخاصة به. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار سلامة الآخرين في الصالة الرياضية، واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الجميع.
تعدّ الصالات الرياضية من بين الأماكن الأكثر خطورة لجهة احتمال التعرض لهذا الوباء، نظراً لاستخدام معدات وآلات مشتركة، التجمع في غرف تغيير الملابس بالإضافة إلى التهوية الضعيفة
يوضح مايكل أ. بن أدريت، المدير الطبي المساعد في قسم الأوبئة في مستشفى سيدار سيناي: "إن الأمر يتعلق حقاً بفعل كل ما في وسعكم للحدّ من المخاطر، مع العلم أن الخطر لا يمكن القضاء عليه تماماً".
وكما هو معلوم، فإن خطر الإصابة بكورونا يزداد بالنسبة للأشخاص المسنين أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وداء السكري وأمراض الرئة، لذا، في حال كنتم معرّضين للإصابة بهذا الوباء، فإنه يتعيّن عليكم التحدث مع طبيبكم حول ما إذا كان الذهاب إلى الصالة الرياضية أمراً مناسباً لكم.
إن الأمر المهم الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، هو أن فتح الفضاءات العامة لا يعني أنه يجب علينا جميعاً الذهاب إليها على الفور، بل يجب درس المخاطر والتنبه لمدى تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي ونظافة المكان الذي نريد زيارته.
طرح الأسئلة قبل العودة إلى الصالة الرياضية
قبل أن تقرروا استئناف التمارين في صالة الجيم، اتصلوا بالمشرفين عليها أو قوموا بزيارة موقعها الإلكتروني (في حال كان متوفراً) للتأكد من تطبيق معايير السلامة والإجراءات التي يعتمدونها للحفاظ على نظافة المكان، بالإضافة إلى الاستفسار عن تدابير فحص الموظفين: من خلال طرح الأسئلة، فحص درجات الحرارة أم الاثنين معاً؟ وذلك بهدف الحفاظ على سلامتكم.
وضع بعض الأشياء في الحقيبة الرياضية
من معقم اليدين، زجاجات المياه المملوءة بالماء من المنزل، المناديل المطهرة وصولاً إلى الأقنعة، هذه الأشياء ستساعدكم في الحفاظ على نظافة اليدين وتطهير الأسطح المعرضة للّمس بكثرة، كما أكدت جايد فلين، أخصائية معدات الوقاية من العدوى والحماية الشخصية في مستشفى جون هوبكينز، مشددةً على ضرورة ارتداء الأقنعة عندما تتواجدون في الأماكن العامة، بما في ذلك صالة الرياضة، والاحتفاظ بقناع إضافي في حقيبتكم.
ونصحت فلين بعدم استخدام القفازات، لأنها يمكن أن تصبح سبباً في نقل العدوى، مشيرة إلى أن النظارات الواقية ليست ضرورية في حال حافظتم على التباعد الاجتماعي، ارتديتم القناع وحافظتم على نظافة اليدين بشكل جيد.
أما بالنسبة إلى سجادة اليوغا، فمن الأفضل أن تستخدموا سجادتكم الخاصة إذا لم تكونوا واثقين من أن السجادات في الصالة الرياضية تُنظف بشكل جيد بعد كل استخدام.
وفي حال كان لديكم قناع قابل لإعادة الاستخدام، فتأكدوا من الطريقة الأنسب لتعقيمه.
تجنبوا هذه الأماكن في صالة الألعاب الرياضية
من الأماكن عالية المخاطر التي يجب تجنبها هي غرفة تبديل الملابس، وعادة تكون الخزائن ومقاعد الملابس وأماكن الاستحمام وأحواض المياه في أماكن ضيقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الأسطح التي يتم لمسها باستمرار مع تهوية غير كافية.
وتعليقاً على هذه النقطة، قال الدكتور بن أدريت: "عندما نتحدث عن غرف تبديل الملابس، غالباً ما نتحدث عن أشخاص لا يمكنهم التقيّد بقواعد التباعد الاجتماعي على نحو سليم. أشك بأن الناس سوف يرتدون الأقنعة باستمرار أثناء الاستحمام".
إن الصالة الرياضية هي بيئة عالية المخاطر، وفي حال لم تتمكنوا من تجنب غرفة تبديل الملابس، فكروا في كيفية الحدّ من الخطر بمجرد وصولكم إلى المنزل، وذلك عن طريق غسل اليدين قبل ركوب السيارة، الاستحمام بمجرد الدخول إلى المنزل وخلع ملابس التمرين على الفور.
اجعلوا زيارتكم إلى صالة الألعاب الرياضية قصيرة
حتى إن لم يكن هناك وقت محدد يفرضه عليكم النادي الرياضي، اعلموا بأن خطر التعرض للإصابة بفيروس كورونا يمكن أن يزداد مع حصص تمارين طويلة، وكلما طالت الفترة التي تقضونها في بيئة خطرة يمكن أن يكون فيها شخص مصاب، كلما زادت احتمالات الإصابة بالفيروس.
وبالتالي، من الأفضل البقاء في صالة الألعاب الرياضية لأقصر فترة ممكنة، للحصول على أكبر قدر من الأمان وأقل قدر من المخاطر.
تمارين في الهواء الطلق
من السهل ممارسة قواعد التباعد الاجتماعي عندما يكون هناك مجال أكبر للحركة، لهذا توفر بعض الصالات الرياضية دروساً في الهواء الطلق.
وفي هذا الصدد، كشفت دراسة أُجريت في العام 2020 ونشرت في مجلة "الأمراض المعدية الناشئة"، عن إصابة 112 شخصاً بفيروس كورونا، كانوا قد تلقوا دروساً في الرقص داخل 12 صالة، في تشونان في كوريا الجنوبية، وقبل إغلاق هذه المنشآت الرياضية، ارتفع العدد إلى 217.
تم تتبع العدوى من المكان الذي أُجريت فيه تمارين الرقص قبل بضعة أسابيع، واتضح أن 8 من بين 27 مدرباً أشرفوا على هذه التمارين كانوا مصابين بالفيروس، وقد استمروا في نقل العدوى خلال الأسبوع التالي، بتقديم دروس في الرقص لمدة 50 دقيقة في مجموعة من الصالات الرياضية.
يعتقد الباحثون أن الحصص المكتظة والمساحات الصغيرة والتمارين المكثفة في بيئة دافئة ورطبة ساهمت في انتشار الفيروس، وقد لاحظوا أن مدرباً مصاباً بالفيروس، كان يقدم دروس البيلاتس واليوغا لم ينقل العدوى إلى الآخرين.
وخلص الباحثون من كلية الطب في جامعة دانكوك، في تشونان بكوريا الجنوبية، إلى أن احتمالات انتقال العدوى خلال تمارين البيلاتس واليوغا أضعف من احتمالات انتقالها خلال تمارين الرقص التي تتطلب لياقة بدنية أعلى.
على الرغم من أنه من المتوقع أن تقوم الصالات الرياضية بتنظيف معداتها بشكل جيّد، إلا أنه من المهم أن تتأكدوا من تعقيم أجهزة الركض والسجادة والأوزان وغيرها من المعدات، قبل وبعد كل استخدام
وفي هذا الصدد، قالت نيكيتا ديساي: "إنني قلقة للغاية بشأن تلك الأماكن المغلقة التي يكون فيها عدد كبير من الأشخاص، دون تهوية كافية ودون أقنعة، ويحصل احتكاك مكثف من مسافات قريبة ويزيد احتمال انتقال العدوى عبر التنفس".
قد يكون من الصعب ارتداء القناع أثناء التمارين الرياضية، ولكن يوضح الدكتور بن أدريت أنه إذا ابتعدتم مسافة جيدة عن زملائكم خلال التمرين، فإن احتمالات انتشار العدوى عبر التنفس تكون ضئيلة حتى دون ارتداء القناع: "إذا كانت المسافة بين كل شخص والآخر ستة أقدام، فهي مسافة آمنة تحول دون انتقال القطيرات التنفسية، لذلك يكون الخطر أقل بكثير في هذه الحالة."
اتّباع الآداب والقواعد
فرض فيروس كورونا قواعد جديدة داخل صالات الجيم.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تقوم الصالات الرياضية بتنظيف معداتها بشكل جيّد، إلا أنه من المهم أن تتأكدوا من تعقيم أجهزة الركض والسجادة والأوزان وغيرها من المعدات، قبل وبعد كل استخدام.
وإذا كنتم تتعرقون كثيراً أثناء التمارين، توصي الدكتورة فلين بتجنب لمس المنطقة المحيطة بالعين والأنف، لأن العدوى قد تنتقل من الأيدي المتسخة، كما يتعيّن عليكم تجنّب مصافحة الآخرين والاكتفاء بإلقاء التحية عن بعد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...