في 15 حزيران/ يونيو، يبدأ النجم المصري في صفوف فريق ليفربول الإنكليزي، محمد صلاح، سنة جديدة من عمره، يتوقع محللون رياضيون أن تكون فاصلةً في مسيرته الرياضية كما عوّد جمهوره خلال الأعوام الماضية.
يقول الناقد الرياضي المصري علاء أبو الحاج لرصيف22: "أتوقع استمرار صحوة صلاح مع ليفربول، لأنه لديه طموح كبير وعقلية احترافية نموذجية تجعله دائماً ينظر للأمام"، مبرزاً أنه "في السنة الـ27 من عمره، استطاع صلاح أن يتصدر وينافس هدافي الدوري الإنكليزي بينما بات فريقه قاب قوسين من التتويج به".
في العام المنقضي من عمره، اقترب صلاح بفريقه، "الريدز"، نحو تحقيق لقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى بعد غياب دام 30 عاماً. وتصدر مرة أخرى قائمة هدافي البطولة التي تعد واحدة من أقوى الدوريات في العالم.
وسيكون صلاح أول لاعب مصري في التاريخ يفوز بالدوري الإنكليزي مع فريقه، وهو إنجاز آخر.
وبالرغم من أن صلاح حصد دوري أبطال أوروبا مع ليفربول وتأهل إلى كأس العالم مع منتخب بلاده، إلا أن لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الوشيك مع فريقه يعزز مسيرته الكروية في عامه الـ28.
بسبب وقف المباريات على خلفية تفشي كورونا، تأخر تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي وتعطل فوز محتمل لمو صلاح بلقب هداف البطولة. يستقبل الملك المصري عامه الـ28 بلقبين مرتقبين
كورونا تُعطّل إنجازين مهمين
في رأي الناقد الرياضي المصري أحمد عويس لم يحقق صلاح الكثير هذه السنة بسبب خسارة دوري أبطال أوروبا. وهو يرى، بحسب تصريحه لرصيف22، أن الإنجاز الذي يدعمه هو تصدر الدوري الإنكليزي.
ويحتل ليفربول صدارة الدوري الإنكليزي حالياً برصيد 82 نقطة، بفارق 25 نقطة عن منافسه المباشر فريق مانشستر سيتي. وهو يحتاج إلى ست نقاط من الجولات التسع المتبقية لحسم اللقب رسمياً.
وتستأنف مباريات الدوري الإنكليزي بدون جمهور في 17 حزيران/ يونيو، عقب ثلاثة أشهر من التوقف. ويتوقع أن يتوج ليفربول بالبطولة في 21 حزيران/ يونيو خلال مواجهة فريق إيفرتون.
حال الفوز باللقب، يقول عويس إن هذا يجعل هذا العام داعماً لمسيرة صلاح الرياضية بنسبة تعادل 50%، حيث لا يستبعد أن يدفعه الفوز بالدوري إلى التفكير في الانتقال إلى نادي عالمي آخر بحثاً عن مزيد من الإنجازات بعدما حقق مع "الريدز" أهم بطولتين محلياً وقارياً.
لا يختلف رأي أبو الحاج كثيراً إذ يعتقد أن خروج ليفربول من دوري الأندية الأبطال كان له أكبر أثر سلبي على عطاء صلاح الكروي للعام المنقضي من عمره. ويضيف: "لو تحقق (اللقب القاري) هذا الموسم كان ليضع صلاح في منطقة كبيرة ومتقدمة جداً على الصعيد الشخصي والعالمي".
لكنه في الوقت نفسه يجد في تتويج ليفربول الوشيك بالدوري الإنكليزي وحسم صلاح للقب هداف البطولة، وكلاهما تأخّر بسبب أزمة كورونا، سيكونان تعويضان جيدان يجعلان من الممكن القول إن السنة المنقضية من عمره منحته نجاحاً خاصاً بنسبة 90%. وصلاح هداف الفريق بـ16 هدفاً حتى الآن.
"لكن ضياع أحدهما أو كليهما سينعكس سلباً على مسيرة صلاح وخاصةً عقب الخروج من دوري الأبطال"، استطرد أبو الحاج.
من جهته، لفت الناقد والصحافي الرياضي أحمد شاكر في تصريح لرصيف22: "ما فعله صلاح مع ليفربول وبهذه السرعة فاق توقعاتنا جميعاً. أعتقد أن هذا العام غير المكتمل من مسيرته رسّخ فكرة أنه جدير بما حقق سابقاً ودحض تكهنات البعض بأنه ‘كان محظوظاً فقط‘ في السنوات الماضية".
وفي آخر مبارياته بالدوري، ضد بورنموث مطلع آذار/ مارس الماضي، سجل صلاح هدفه الـ70 في مباراته رقم 100 في البطولة.
"طموح كبير وعقلية احترافية نموذجية تجعله دائماً ينظر للأمام"... نقاد رياضيون يتوقعون عاماً جديداً حاسماً في مسيرة صلاح الكروية. هل يغادر ليفربول؟
عودة قوية
ويؤكد أبو الحاج أن صلاح ازداد شعبيةً هذا العام واستمر دعم وتعلق الجمهور به مصرياً وعربياً وعالمياً، بفعل "حيويته ومواقفه النبيلة داخل الملعب وخارجه".
وفي حين أن فترة توقف فعاليات وبطولات كرة القدم حول العالم على خلفية التدابير الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا يراها البعض ضارة بمستوى اللاعبين ولياقتهم البدنية، يقول أبو الحاج إن الموقف كان مختلفاً في ما يتعلق بـ"مو صلاح".
ويوضح: "التوقف الطويل للمسابقات بسبب كورونا ساعد صلاح في إتمام شفائه بعد تعرضه للإصابة قبل التوقف مباشرةً. وأيضاً ساهم في زوال الإجهاد الذي كان يلازمه بسبب ضغط المباريات".
وشدد أبو الحاج على أن المصريين يعولون كثيراً على صلاح "في استمرار التألق وتسجيل الأهداف في أكبر دوريات العالم وحصد مزيد من الألقاب وإضافة أرقام قياسية جديدة إلى رصيده".
ويقول نقاد إن أبرز ما يميز صلاح هو رغبته الدائمة في تطوير أدائه والتفوق على أرقامه القياسية وألقابه. وكان قد أشار مؤخراً على أنه يمارس أنشطة رياضية تحسّن التركيز مثل الرماية.
وأشاد شاكر بأنه "منذ انضمامه إلى ليفربول ابتعد عن العقلية المحلية وفكر باحترافية تامة وطور نفسه كثيراً". ويظهر الفارق الكبير في أداء صلاح منذ انتقل إلى الفريق الإنكليزي منتصف عام 2017، وحتى توقفت المباريات.
لكن التخوف الوحيد الذي يساور شاكر هو زيادة تركيز صلاح على "الشو الإعلامي" و"الإعلانات" في الآونة الأخيرة. يخشى الناقد أن يبعده هذا عن تركيزه في المباريات ويدفعه إلى "مهاترات ومناوشات" مع الجمهور، كما حدث بالفعل في بعض مناسبات هذا العام.
ولصلاح قصة نجاح ملهمة بدأها صبياً في مركز شباب قريته التي تبعد أكثر من 100 كلم عن العاصمة المصرية القاهرة، متنقلاً بعدها بين أندية محلية متواضعة، حتى كانت الطفرة بانضمامه إلى نادي بازل السويسري في عام 2012 ومنه إلى تشيلسي الإنكليزي وروما الإيطالي وأخيراً مع "الريدز".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...