بدأت الأربعاء في 3 حزيران/ يونيو 2020 الجلسة العاشرة من محاكمة العقيد السابق في المخابرات السورية، أنور رسلان، المعروفة بقضية الخطيب، أو الفرع 251.
الجلسة التي استمرت لثلاثة أيام، ظهر فيها المحامي السوري أنور البني، كشاهد خبير أمام المحكمة، بالإضافة للمخرج السوري فراس فياض، كأول ضحايا التعذيب الذين يشهدون أمام المحكمة، والذي يتخذ صفة الادعاء الشخصي في القضية.
"لم أتصور أبداً أنه يوماً ما سأجلس أمام المحكمة وسأرى رسلان مقابلاً لي في قفص الاتهام"
شهادة المخرج فياض خُصص لها يوما الثالث ومنتصف اليوم الرابع من شهر حزيران/ يونيو، واستمر اليوم الرابع وكامل اليوم الخامس من الشهر نفسه مع شهادة المحامي أنور البني، الذي تم استدعاؤه كشاهد خبير، بحكم طبيعة عمله الحقوقية في مجال حقوق الإنسان سابقاً في سوريا، والآن في ألمانيا كرئيس للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.
أهمية هذه الشهادات تكمن بأن المحكمة سوف تعتمد على شهادات الشهود كدليل لإدانة المتهم، بالإضافة الى تقارير من المختصين والاستخبارات، كما وأنه لأول مرة يمثل أمام المحكمة، ليس من يقدم التقارير والقصص عن التعذيب في سوريا فقط، بل أحد الناجين من التعذيب في فرع الخطيب بنفسه، واحد من الأربعة آلاف الذين اتهم رسلان بتعذيبهم.
هذا ويطالب محامو الضحايا، أندرياس شولز وخُبيب علي محمد، بتعويضات لموكليهم من الرئيس السوري بشار الأسد، على العذابات التي عانوها في سجون النظام، بحسب مقابلة معهما في مجلة فوكس Fokus الألمانية.
في حديث لرصيف22، يؤكد المحامي علي محمد أنه سيكون لدى المحكمة أدلة كافية من الشهود لإدانة المتهم رسلان وسجنه، وقال لنا بأن موكله فراس فياض شرح أمام المحكمة ظروف احتجازه وتعذيبه، والإصابات والأضرار الجسدية والنفسية المستمرة التي ما زال يعاني منها الى اليوم نتيجة لذلك.
أعلن المخرج السوري فراس فياض في اليوم الأول من شهادته أمام المحكمة، أنه كان سيسامح رسلان لو أقر بذنبه ومسؤوليته واعترف بجرائمه في فرع الخطيب، ولكنه لم يفعل.
وشرح فياض لرصيف22 موقفه قائلاً إنه لا يسعى للانتقام أو ليحقق ذاته بهذا الموضوع، ويضيف:" لكنت تنازلت عن كل حقوقي الشخصية وسامحت، لكن نفيه لحدوث التعذيب، وقوله بأنه حتى لو كان هناك تعذيب فهو لا يعرف به، هذه أكبر إشكالية. الدكاكين القريبة من السجن كانت تسمع صراخ المعتقلين، فكيف بشخص مكتبه في الداخل قريب جداً من المعتقلات وكان ينزل للسجن".
مشيراً إلى: "لم أتصور أبداً أنه يوماً ما سأجلس أمام المحكمة وسأرى رسلان مقابلاً لي في قفص الاتهام".
الجلسة التي استمرت لثلاثة أيام، ظهر فيها المحامي السوري أنور البني، كشاهد خبير أمام المحكمة، بالإضافة للمخرج السوري فراس فياض، كأول ضحايا التعذيب الذين يشهدون أمام المحكمة، والذي يتخذ صفة الادعاء الشخصي في القضية
"تأسيس طريق لثقتنا كسوريين بالعدالة التي لم نختبرها من قبل"
بدأ فياض شهادته بالكلام عن حياته في سوريا كطالب ومخرج، وعن اللحظة التي غيرت كل شيء: بدء الاحتجاجات في سوريا ضد نظام بشار الأسد في 15 آذار/ مارس 2011، حيث قام فياض بتصوير وتوثيق المظاهرات، الاعتقالات والشرطة وهي تطلق النار على المتظاهرين، كما علّم آخرين كيفية التصوير والتوثيق الى أن اعتقل بسبب ذلك.
ولعل أهم نقطة في الشهادة أمام المحكمة في 3 حزيران/ يونيو هي تعرّف المخرج فراس فياض على أنور رسلان الذي قام بالتحقيق معه، من خلف القناع الموضوع على وجهه، بسبب العلامة الفارقة (يقال بالدارجة الوحمة) البارزة في وجه من كان يحقق معه في فرع الخطيب، فقد كانت ملفتة للنظر، ويستطيع فياض التأكيد بأن رسلان هو المحقق الذي حقق معه في فرع الخطيب بنسبة 60% أو 70%، وأن المساجين الآخرين قالوا بأنه رئيس السجن.
وأكد فراس فياض في شهادته أمام المحكمة بأنه يستطيع التعرف على أنور رسلان من صوته، والتأكيد بشكل قاطع بأنه هو المحقق الذي حقق معه في فرع الخطيب، ولكن أنور رسلان رفض إعطاء عينة صوتية للمحكمة.
"لا شك بأن النظام في سوريا يتابع المحاكمة بشكل دقيق"
بدوره أكد المحامي أنور البني لرصيف22 بأن لا علم له بأي مقابلات أجراها رسلان بعد انشقاقه، مرئية أو مسموعة، يمكن استخدامها للتعرف على صوته أمام المحكمة. فرسلان لم يتحدث مع الإعلام مطلقاً منذ انشقاقه، وهذا يعزز، بحسب البني، فرضية أن رسلان هو جاسوس للنظام مزروع لاختراق صفوف المعارضة السورية وليس منشقاً حقيقياً، إضافة الى ذلك، أعلن البني: "لطالما قلت إن أنور رسلان غير مكان عمله فقط ولم يغير طبيعة عمله".
وقد جلس فراس فياض على مقعد الشهود في الصالة رقم 128 في محكمة كوبلنز الإقليمية العليا في ألمانيا، وصرح بأنه كان في سجن الخطيب لمدة شهرين أو ثلاثة، حيث عُذّب يومياً، أو يوماً بعد يوم على الأكثر، حيث كانوا يستجوبونه حول الأفلام التي يصورها، لمن هي، مع من يعمل، وإن كان جاسوساً للأمريكان أو الفرنسيين؟
فراس فياض الذي رُشح فيلمه "الكهف" للأوسكار عام 2020 عن فئة الأفلام الوثائقية، والحائز على جائزة السلام للفيلم الألماني بحسب جريدة تاز Taz الألمانية، يؤكد لرصيف22 أن أهمية شهادته أمام المحكمة تكمن في "أنها تأسيس طريق لثقتنا كسوريين بالعدالة التي لم نختبرها من قبل، إذ عشنا في بلد لا عدالة فيه ولا قانون. وهذا أساس لنرى أن هناك طريقاً قانونياً، طريقاً محقاً، من الممكن أن يقاضى فيه الناس الذين ارتكبوا جرائم أو تورطوا بخرابات البلد. هذا هو الطريق الصحيح".
ويضيف فياض أنه فيما لو تمت إدانة أنور رسلان وسجنه، أن المحاكمة بحد ذاتها هي رسالة للنظام وإثبات تورط الكثير من أسمائه، ويتابع: "لأن رسلان بشهادته أقرّ وأشار لعدد من الأسماء المتورطة بارتكاب انتهاكات، وهذا مهم جداً، لأن هذه الأسماء ما كانت لتُذكر أبداً لو لم يتم جلب رسلان الى هذه المحكمة. إضافة إلى أنه لم يكن لنعرف كيف يعمل فرع 251، وآلية عمل هذه الأجهزة، ومن هم المسؤولون المباشرون وغير المباشرين عن الأفعال، فرسلان ذكر في بيانه كل هذه الطرق".
وبالتالي، وعلى حد تعبير فياض: "رسلان كان بوابة مهمة جداً لذكر كل هذه الأسماء ولكي توضع قيد التحقيق والملاحقة. وقد أكد بشهادته أن هذه الأسماء هي من قامت بالتاريخ كذا واليوم كذا وأنا كنت شاهداً على كذا، وكذلك الأمر بالنسبة لإياد الغريب، أيضاً قد ذكر عدداً من الأسماء، ولولا هذه المحاكمة المستمرة لما عُرفت الأسماء الأخرى، حيث لن يقوموا من ذاتهم بالتبرع بذكر هذه المعلومات".
يعتقد فراس فياض أن النظام في سوريا يتابع هذه المحاكمة بدقة لأن المتهم أنور رسلان كان قريباً من دائرة الحكم، ويعرف كل هذه الأسماء وعمل معها، وهذه المحاكمة بالتأكيد أشعرتهم بنوع من التهديد والقلق والخوف، ولذلك هم نفسهم سيبدؤون بالتفكير بالماضي وبالقادم، ومنهم قد يفكر بالتوقف عن أعمال التعذيب، حسب تعبيره.
ويضيف فياض: "المحاكمة مهمة جداً لسوريا وللعالم العربي، فهي أولاً رسالة لكل الفاسدين ومجرمي الحرب والذين ينوون أن يكونوا جزءاً من أي نظام فاسد. بالإضافة الى ذلك، هذه المحاكمة مهمة للناس ليعرفوا أن هناك دائماً طريقاً ليأخذوا حقهم، مهما كان المرتكب كبيراً أو مدعوماً أو متجذراً، لأن العالم تغير وصار أصحاب الحق بإمكانهم ملاحقة المجرمين في أماكن لم تكن لتخطر على بال أحد".
ويضيف: "يجب ألا يسكت أحد في العالم العربي عن حقه ويجب ألا يترك أي رجل بالسلطة ليستخدم القانون والدستور لمصالحه الشخصية. المسألة ذاتية، إن لم يحارب المواطن العربي من أجل نفسه فليحارب من أجل أولاده والأجيال القادمة، لأن هذا صراع من أجل الأرض ومن أجل الحق".
"تجربتي كمعتقل في هذه الفروع الأمنية ومعرفتي بما يحصل فيها"
في شهادته أمام المحكمة بعد ظهر يوم 4 حزيران/ يونيو، قال المحامي أنور البني بأن أنور رسلان هو جزء من ماكينة النظام التي تقوم بالتعذيب بشكل ممنهج.
وفي حديث لرصيف22، أكد المحامي أنور البني، الذي يظهر أمام المحكمة كشاهد خبير، أنه سبق أن قدم شهادته أمام المدعي العام الألماني ثلاث مرات بصفة مدعي ضد أفرع الأمن في سوريا، بما فيهم ماهر وبشار الأسد، وتابع: "لكن هذه المرة تكمن أهمية ظهوري كشاهد خبير، حيث معرفتي الدقيقة بالهيكلية الأمنية والهيكلية القانونية التي تحمي عناصر الشرطة والأمن والجيش من الملاحقة في سوريا".
ويضيف: "بالإضافة لخبرتي كمدافع عن المعتقلين، كيف كان وضع المعتقلات وكيف كانت الظروف التي يعاني منها المعتقلون وأسباب الاعتقال، والمدة التي يبقونها بدون محامين أو بدون لقاء أهلهم، أو يختفون نهائياً. بالإضافة إلى تجربتي السابقة كمعتقل في هذه الفروع الأمنية ومعرفتي بما يحصل فيها، وهذا شبيه بما حصل مع ضحايا سجن الخطيب الذين دافعنا عنهم بعد العام 2011".
ورداً على البيان الذي قدمه المتهم أنور رسلان مدافعاً به عن نفسه أمام المحكمة، في الثامن عشر من أيار/ مايو 2020، ونافياً التهم الموجهة إليه، يؤكد المحامي أنور البني أن قسماً كبيراً مما ورد في بيان رسلان مغلوط وغير صحيح، حتى فيما يتعلق بتفصيلات السجن من الداخل والتي له دراية بهان كونه كان مسجوناً به في العام 1978، حسب تعبيرها، وويضيف: "عندما أطلع على شهادة أنور رسلان كاملة، سوف أوضح أمام المحكمة الكثير من القضايا المغلوطة".
في التبعات المحتملة، لو تم إثبات الجرم على أنور رسلان وسجنه، يرى البني أن النظام في سوريا ومن يمارسون التعذيب الآن، ومنذ بدء المحاكمة الآن وقبل صدور الحكم بدأوا بالقلق، ويتابع: "منذ بدأنا بجمع الملفات لم يكن لديهم يقين بجدية الموضوع، واعتقدوا أن كل شيء ممكن أن يحل لاحقاً بتسوية سياسية، لكنهم الآن أيقنوا أن المسألة أكثر من جدية، وأنه ليس هناك مجال ليختبئوا في أي مكان بالعالم، لذا فالمسألة مهمة جداً بالنسبة لهم".
لا يستطيع البني الجزم إن كانت المحاكمة قد ساهمت بتوقف بعض أعمال التعذيب في سوريا، ولكن قد تساهم بتخفيف بعض المعاناة، ولكن لا يمكننا التأكد، لأنه منذ سنتين لم يخرج أحد من المعتقلات ليخبر ماذا يحصل فيها مباشرة، حسب تعبيره.
ويضيف البني: "لا شك بأن النظام في سوريا يتابع المحاكمة بشكل دقيق، وهم يحاولون تزويد المتهمين بأشياء بإمكانهم أن يدافعوا بها عن أنفسهم، ولكن في سوريا لا يتم تداول المحاكمة في الإعلام الرسمي وحتى على صفحات فيسبوك للموالين، لا يأخذون أي موقف من الموضوع، خاصة الشبيحة الذين وصلوا الى أوروبا، إذ تتم ملاحقتهم في أوروبا، كالطبيب السوري الذي تم اعتقاله في ألمانيا، هذه الملاحقات ترعبهم، فحتى شبيحة النظام الذين قبضوا على ناس وسلموهم للأمن ليسوا بمأمن من الملاحقة القانونية".
ورداً على الرأي القائل بأن من شأن هذه المحاكمات أن تحث عناصر النظام على عدم الانشقاق، يقول البني لرصيف22: "اللي بدو ينشق هلق ما بدنا ياه"، ويضيف: "وحتى لو انشق هو مجرم. هل أذهب للحجّ مثلاً وأكفر عن كل ذنوبي السابقة بالانشقاق؟!".
رداً على الرأي القائل بأن من شأن هذه المحاكمات أن تحث عناصر النظام السوري على عدم الانشقاق، يقول المحامي أنور البني لرصيف22: "اللي بدو ينشق هلق ما بدنا ياه... وحتى لو انشق هو مجرم. هل أذهب للحجّ مثلاً وأكفر عن كل ذنوبي السابقة بالانشقاق؟!"
"الفرع 251 كان طليق اليد لفعل ما يراه مناسباً"
وتضمنت شهادة أنور البني أمام المحكمة نقاطاً عدة، نذكر منها أن سوريا كانت دائماً محكومة من قبل المخابرات، وأحد أدوات هذا القمع هو الفرع 251 بشكل خاص، وهو القسم الداخلي من المخابرات السورية الذي تحكم بكل شيء.
ولدى سؤاله إن كان هناك فرق في ممارسات المخابرات قبل وبعد العام 2011؟ أجاب البني بأن المخابرات دائماً عملت بأسلوب الضغط والقمع، ولكن بعد 2011 جاءت لحظة الانتقام وفعلوا كل شيء لقمع المعارضة.، حسب تعبيره، وأضاف: "الفرع 251 كان طليق اليد لفعل ما يراه مناسباً، والأوامر جاءت من فوق، وهذا كان قبل 2011. في 2011 أصبحت كل الأجهزة طليقة اليد لفعل ما تراه مناسباً لقمع المعارضة بأي وسيلة".
وشرح البني عن خلية الأزمة التي تنسق بين أجهزة المخابرات كلها والحكومة السورية على أعلى المستويات، ومن بعدها توزع الأوامر على الأجهزة كلها، ومنها على الأفرع والأقسام. وبعدها تحدث البني بشكل وافر عن العنف الجنسي في سجون المخابرات السورية، حيث أكد أن النساء يتعرضن له أكثر بكثير من الرجال، ولكن لا يتم الإفصاح عنه كثيرا بسبب التابو الاجتماعي.
وقد اعتبر أنور البني أن بيان الدفاع الذي أدلى به المتهم رسلان أمام المحكمة هو فقط ادعاءات للتنصل من المسؤولية وأن رسلان قد يكون انشق في العام 2012 لأنه كان يعتقد بأن بشار الأسد سيذهب، وهو لم يرد أن يكون مع الجهة الخاسرة.
وقال المحامي أندرياس شولز في حديثه لرصيف22، إنه سأل الشاهد أنور البني في المحكمة، إن كان يعتقد بأن رسلان كان لديه دوافع أخرى للانشقاق كالتجسس على المعارضة، أجابه البني بأن النظام قد يفعل ذلك لمعرفة ماذا يحصل في الخارج من نشاطات ضد النظام السوري، وأن رأيه الشخصي أن رسلان قد يكون فعل ذلك، ولكن ليس لديه أي دليل على ذلك.
ويزيد شولز أنه عندما سأل البني أيضاً إن كانت المخابرات السورية فاعلة في الخارج، حتى في أوقات الأزمة، وإن كانت تقوم بملاحقة المعارضين في الخارج أو بتهديدهم أو إيذائهم أو حتى قتلهم، أجابه البني بنعم، وهناك فرق خاصة لذلك، وعندما سأله شولز إن كان يعتقد بأن رسلان ينتمي الى إحدى هذه الفرق، أجابه أنور البني: "أعتقد ذلك، ولكن ليس لدي دليل".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع