انقطع تواصل عائلة لجين الهذلول بها منذ نحو أسبوعين، وهو ما أثار مخاوفها حيال مصير ابنتها الناشطة السعودية المعتقلة منذ أيار/مايو 2018 لمطالبتها بأدنى حقوق المرأة السعودية كقيادة السيّارة وإنهاء نظام ولاية الرجل.
"وقعت أختي لجين بين أيدي مجرمين. أين لجين؟". سؤال كتبته لينا الهذلول في تغريدة على تويتر في 25 أيار/مايو كاسرةً صمتها بعد انقطاع أخبار لجين، ولحق بها شقيقها وليد بتغريدة بعد نحو ساعة طارحاً السؤال ذاته: "للأسبوع الثاني على التوالي لم تتصل لجين بنا ولا نعلم عنها شيئاً. أين لجين؟".
كذلك كتبت علياء، شقيقة لجين: "نحاول التواصل مع عدة جهات حكومية، لكن لا أحد يردّ. لا نعلم في أي حال هي لجين، ولم تصلني أي معلومات عنها. لكنني واثقة بأن لجين أمامها مستقبل رائع بإذن الله. فأملنا بالله قوي".
وأيقظ انقطاع التواصل بلجين مخاوف صحافيين وناشطين حقوقيين ومعارضين سعوديين، منهم عمر عبد العزيز الذي قال: "منذ أكثر من 14 يوماً ولجين الهذلول لم تتواصل مع أهلها، حتى أبسط حقوق السجين لا يعرفونها!"، متسائلاً: "#أين_لجين؟".
وكتبت الناشطة والأكاديمية هالة الدوسري: "أين لجين الهذلول؟ وماذا يضر الدولة لو سمحت لأهلها بالتواصل الإلكتروني أو الهاتفي معها للاطمئنان عليها؟ لماذا هذا التغييب؟".
ولفتت الصحافية اللبنانية كيم غطّاس إلى أن انقطاع التواصل مع لجين أمر قاسٍ، خاصةً أنه تزامن مع مرور عيد الفطر. وقالت: "هناك شائعات مروعة يتم تداولها حول مصيرها" لن تعيد نشرها، مُطالبةً السيناتور الأمريكي عن الحزب الديمقراطي كريس ميرفي وأعضاء الكونغرس بإيصال الأمر إلى سفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.
وكانت تغريدة عمر عبد العزيز قد تلقت ردوداً متشائمة تزعم رحيل لجين، مثل: "الله يرحمها"، و"أكيد ماتت"، و"يُقال إنها ماتت".
"للأسبوع الثاني على التوالي لم تتصل لجين بنا ولا نعلم عنها شيئاً. أين لجين؟"... أشقاء لجين يسألون عنها وسط مخاوف من انقطاع التواصل معها
ما الحلّ؟
وخاطب مغرّدٌ شقيقها وليد، مُحملاً إياه وعلياء ذنب اعتقال لجين، قائلاً إنهما "أخطأا" حين نقلا القضية إلى الإعلام الغربي بدلاً من "جعلها شأناً داخلياً"، مضيفاً: "حب الظهور الإعلامي خلاك أنت وأختك علياء تخطئون بحق لجين". فردّ وليد: "خاطبنا السلطات على مدى أكثر من ثمانية أشهر عندما أُعتقلت، ولم نتلقَ أي ردّ، ولم نزل نخاطبها ولا يتم الرد علينا. فما الحل؟".
ووجّهت لينا رسالة إلى النائب العام السعودي سعود المعجب، مما جاء فيها: "أليس من المعيب أن يُدوَن التحقيق مع أختي لجين على مطبوعات لأمن الدولة مختومة بختم المباحث العامة، وتدعي النيابة أن محقق النيابة هو من قام بالتحقيق مُدَوناً بنفسه الوقائع؟".
وأضافت: "للصبر بقية بانتظار الجواب".
"هناك شائعات مروعة بشأن مصيرها"... أين لجين الهذلول؟
"من قام بتعذيب لجين هم أناس ساديون"
تُتَهَم لجين وناشطات حقوقيات أخريات بـ"النشاط المنسّق لتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي للمملكة". وسبق أن وصفهن الإعلام الرسمي بأنهن "خائنات" و"عميلات سفارات". علماً أنهن طالبن بحقوق المرأة كقيادة السيارة في السعودية وإنهاء نظام ولاية الرجل.
قالت لينا في تصريح سابق لرصيف22: "عند اعتقال لجين لم توجه إليها أي تهمة طوال ثمانية أشهر، ثم اتُّهمت بالإرهاب والخيانة والتعامل مع الخارج، وعندما بدأت محاكمتها تمحورت التهم حول نشاطها النسوي ومطالبتها بحقوق النساء في السعودية".
وتعرّضت لجين في الأشهر الأولى من اعتقالها للضرب، والصعق بالكهرباء، والإيهام بالغرق، والجلد على الفخذين، والعناق والتقبيل القسريين، وهُددت بالاغتصاب والقتل بحضور المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني. هذا ما تقوله منظمات حقوقية، منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، وما يؤكده إخوتها.
وكتبت علياء سلسلة تغريدات حديثة، منها: "يستهزئون لأنني ذكرت أن لجين تم حشر البرغر في فمها في نهار رمضان وإجبارها على أكله حتى الاستفراغ، لا يعرفون أن ذلك وصمة عار على سجان لجين. في رمضان 2018، أخفوا لجين ثلاثة أشهر في مكان سري خاص بالتعذيب. كل الأساليب كانت شنيعة، لكن اليوم سأخصص حديثي عن التعذيب بإجبارها على الأكل".
وتابعت: "من قام بتعذيب لجين هم أناس ساديون يستمتعون بالتعذيب. كانوا مجموعة من الرجال، على رأسهم سعود الحقير، ملتفين حول لجين. يضعون الأكل بأيديهم النتنة في فمها حتى كادت تختنق، إذ ذاك تنتابهم حالة ضحك هستيرية. أحدهم يحشر يده بقوة في فمها والآخر يتلمس جسدها".
وقالت: "في كل مرة تستفرغ الأكل، يزداد ضحكهم. وسألتهم لجين كيف تفعلون هذا في نهار رمضان، فردّوا: ما فوقنا ولا الله (لا أحد فوقنا... ولا حتى الله)".
وكانت علياء قد كتبت مقالة في 13 كانون الثاني/ يناير 2019 تحدثت فيها للمرة الأولى عن التعذيب الذي تعرضت له لجين. (لقراءة المقالة، أُنقر هنا)
وبرغم بشاعة المعتقل، رفضت لجين في آب/أغسطس 2019 عرضاً بالإفراج عنها مقابل بيان مصوّر بالفيديو، تنفي فيه تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها. رفضت الحرية المجزأة، ولا تزال مصرة على محاكمة معذّبيها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين