شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
المعتقلات السعوديات يكشفن تفاصيل تعذيبهن والتحرش بهن

المعتقلات السعوديات يكشفن تفاصيل تعذيبهن والتحرش بهن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 28 مارس 201901:59 م

المعتقلات السعوديات يكشفن تفاصيل تعذيبهن والتحرش بهن

استمع-ـي إلى المقال هنا

روت 10 ناشطات سعوديات معتقلات، بينهن لجين الهذلول والأستاذة الجامعية هتون الفاسي والمدونة إيمان النجفان والأكاديمية عزيزة اليوسف، أمام المحكمة الجزائية بالرياض، أمس الأربعاء، تفاصيل تعذيبهن والتحرش الجنسي بهن من قبل محققين ملثمين على مدار أشهر قبل إيداعهن السجن وبدء محاكمتهن، بعد أن سمح لهن بالتحدث، لأول مرة أمس عبر ميكرفونات وهن جالسات قرب ذويهن.

وكشف عدد من أقارب الناشطات ومنظمات وحسابات معنية بالقضية عما جرى بالجلسة الثانية من محاكمة الناشطات التي جرت في سرية تامة ووسط تعتيم من السلطات السعودية التي رفضت السماح لوسائل الإعلام والوكالات والمنظمات الحقوقية ودبلوماسيين غربيين بحضورها.

لأول مرة ..."محاكمة"

ولأول مرة أيضاً، قدمت الناشطات لوائح دفاعهن عن الاتهامات التي تتمحور حول مساعيهن الحقوقية التي كانت ترتكز على حق المرأة السعودية بقيادة السيارة، الحق الذي سمح به بعد أسابيع من اعتقالهن، وإلغاء قانون ولاية الذكور الذي يضطر المرأة للحصول على موافقة أحد أقاربها الذكور في السفر والتعليم والعمل والرعاية الطبية أحياناً.

والناشطات متهمات بـ"النشاط المنسّق لتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي للمملكة"، وفق ما ذكره المدعي العام بداية الشهر. وسبق أن وصفهن الإعلام الرسمي بأنهن "خائنات" و"عميلات سفارات". لكن منظمات حقوقية اطلعت على لائحة الاتهامات قالت إنها لا تذكر التواصل مع جواسيس أجانب أو عملاء لأنظمة استخبارات خارجية.

التأثر سيد الموقف

بعد ساعات قليلة من الجلسة، أكد حساب "معتقلات سعوديات"، نقلاً عن بعض أقارب الناشطات الذين حضروا الجلسة، أن المعتقلات التقين ذويهن لأول مرة منذ أشهر وسمح لهن بالجلوس إلى جوارهم واحتضانهم والحديث معهم.

وأضاف الحساب في تغريدة لاحقة أنه سُمح للناشطات "للمرة الأولى بالحديث عبر مكبرات صوت داخل قاعة المحكمة أمام القضاة، حيث تحدث بعضهن بكل جرأة عما جرى معهنّ من تعذيب وتحرش جنسي أثناء الشهور الأولى من الاعتقال"، مشيراً إلى أن إحداهنّ بكت بشدة أثناء كلامها ولم تحتمل متابعة الوقوف أو الكلام.

وأشار إلى أن الناشطة إيمان النفجان قالت إنها حاولت الانتحار بسبب ما تعرّضت له من تعذيب وتحرش وإهانات، مؤكدةً للقضاة تحرش محققين بها وقيامهم بلمس جسمها في مناطق حساسة وضربها بعصي ثخينة من أجل الإدلاء باعترافات لم تقم بها.

وعاد ليوضح أن "بعض المعتقلات تحدثن عن قيام عدد من الرجال الذين كانوا غالباً في حالة سكر بأخذهن من زنازينهن إلى قبو سري قريب في المساء،

روت 10 ناشطات سعوديات معتقلات، بينهن لجين الهذلول وهتون الفاسي وإيمان النجفان أمام القضاة تفاصيل تعذيبهن والتحرش الجنسي بهن من قبل محققين ملثمين وسكارى.
الناشطة السعودية إيمان النفجان قالت إنها حاولت الانتحار بسبب ما تعرّضت له من تعذيب وتحرش وإهانات، مؤكدةً تحرش محققين بها وقيامهم بلمس جسمها في مناطق حساسة وضربها بعصي ثخينة.
جلست الناشطات السعوديات المعتقلات قرب ذويهن الذين عانقوهن لأول مرة منذ أشهر في جلسة غلب عليها التأثر والبكاء.

قبل تعذيبهن والتحرش بهن"، مشدداً على أن الناشطتين سمر بدوي ونسيمة السادة لم تكونا بين المعتقلات اللواتي حضرن الجلسة.

من جهتها، أكدت علياء، شقيقة الناشطة المعتقلة لجين الهذلول، في حسابها على تويتر، ما نشره حساب "معتقلات سعوديات"، وقالت إن "11 معتقلة حضرن الجلسة وتحدثن عبر الميكروفون أمام القاضي عن التعذيب الذي تعرضن له من صعق، وضرب بين الأفخاذ وضرب بالعقال والضرب على الأرض، والتحرش الجنسي"، قبل أن تعود وتنفي حضور إحدى المعتقلات وهي نوف عبد العزيز.

وتدهورت الحالة الصحية لنوف عبد العزيز في المدة الأخيرة، وفق تأكيد منظمة القسط الحقوقية السعودية هذا الأسبوع، ولم تمثل أمام المحكمة.

وتحدثت علياء عن عدم التنسيق بين الأجهزة الأمنية في السعودية، قائلةً إن "إحدى المعتقلات قالت خلال الجلسة إنها تعرضت لحملة شرسة قبل القبض عليها فاستنجدت بتطبيق "كلنا أمن" (تطبيق تابع للداخلية السعودية للإبلاغ والشكاوى) وفوجئت بأن من بين الاتهامات الموجهة إليها تواصلها معه".

وأضافت أن بعض الناشطات في سن الجدات لم يسلمن من التحرش الجنسي والإهانة، حسب ما قلن في المحكمة، لافتةً إلى أنهن بكين وبدوَن شاحبات و"صعب التعرف عليهن".

وعبر تويتر، نشر وليد، شقيق لجين الهذلول، رسالة مؤثرة بخط يد شقيقته لجين، كتبت بها أسماء أفراد عائلتها واختتمتها "وش (ماذا أكون) أنا من دونكم".

"لجين تعيش في رعب"

ولفتت علياء إلى أن جميع المعتقلات تلون دفاعهن عدا شقيقتها لجين التي طلبت مهلة شهر كي تكون أكثر استعداداً للحديث بتفاصيل واضحة ومحددة عن كل ما تعرّضت له خلال فترة سجنها، مشيرةً إلى أنها ستمنح أسبوعاً فقط على الأرجح.

وشددت على أن شقيقتها "تعيش في رعب"، إذ عاد محققون من أمن الدولة الذين باشروا التحقيق معها في السجن السري (قلعة الرعب) لزيارتها قبل يوم واحد من المحاكمة، متسائلةً كيف تأمن على نفسها بالسجن.

كما أشارت إلى أن "سجن الحائر رفض السماح لها بأخذ أوراق مكتوبة بخط اليد لتحضير دفاعها، كما رفض منحها دليل الإجراءات القانونية"، موضحةً أن "أكثر شيء أبكى لجين بحرقة اليوم، رفض طلبها صورة طبق الأصل للائحة الدعوى بدلاً من الورقة المطبوعة التي أعطيت لها دون شعار أو توقيع".

جلسة ثالثة قد تكون الأخيرة

وأوضح حساب "معتقلات سعوديات" أنه بعد انتهاء الناشطات من تقديم دفاعهن، والحديث عن تفاصيل ما جرى معهن من تعذيب وتحرش جنسي، رد ممثل النيابة العامة مكذباً ما قالته الناشطات معتبراً أنه "مجرد مزاعم وادعاءات غريبة لا أساس لها من الصحة". وكان النائب العام السعودي قال إن مكتبه حقق في هذه المزاعم وخلص إلى أنها كاذبة.

وأكد الحساب أنه سيتم عقد الجلسة الثالثة لمحاكمة الناشطات خلال الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن "تلك الجلسة قد تكون الأخيرة والحاسمة، أي جلسة النطق بالحكم".

أضاف: "القضاة سيقرّرون، الخميس 28 مارس/آذار الجاري، إذا ما كانوا سيُفرجون مؤقتاً عن بعض الناشطات إلى حين الجلسة الثالثة من عدمه"، لافتاً إلى أن القرار لن يحدث قبل يوم الأحد المقبل.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بعد الجلسة، قال وليد الهذلول إن “ سعود القحطاني كبير مستشاري الأمير ولي العهد محمد بن سلمان كان يهدد باغتصاب شقيقتي وقتلها وتقطيع جسدها"، مردفاً أنه "كان ينبغي أن يكون هو أمام المحكمة اليوم وليس شقيقتي".

وأعفي القحطاني من منصبه بعد مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول إثر اتهامات مباشرة له بالضلوع في الجريمة، ولم يظهر منذ ذاك الحين.

وكان من المتوقع أن تجري محاكمة الناشطات في المحكمة الجزائية المتخصصة التي أنشئت من أجل قضايا الإرهاب واستخدمت لمحاكمات سياسية. لكن أقارب المعتقلات أكدوا أن السلطات تواصلت معهم في وقت متأخر لإبلاغهم بنقل المحكمة إلى المحكمة الجزائية في الرياض دون تفاصيل.

وتكهن البعض، إثر هذه الخطوة، بأن السلطات السعودية تمهد الطريق للإفراج عن الناشطات، لا سيما بعد أن تسببت في انتقادات واسعة للمملكة وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.

ويعزز ما سبق، ما كشفته أسر بعض الناشطات المعتقلات من إجبارهن على التوقيع على طلب عفو من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image