تجابه عائلة الطفل الفلسطيني علي الدوابشة اليوم ما سمي على لسان أحد أفراد عائلتها "العدالة المنقوصة" والخوف من ما بعدها.
يحصل ذلك بعد قرار صدر اليوم، في 18 أيار/ مايو، من محكمة اللد المركزية، بإدانة المستوطن عميرام بن أوليئيل (25 عاماً) بالقتل العمد للطفل علي الدوابشة ووالديه، وبتهمة قد تصل إلى السجن مدى الحياة، علماً أن القرار قابل للاستئناف.
يأتي القرار بعد خمس سنوات على مقتل الدوابشة عندما كان رضيعاً ذي 18 شهراً من العمر، حين أضرم مستوطنون النيران بزجاجات حارقة في منزل عائلته في قرية دوما، جنوبي نابلس، ما أدى إلى احتراقه ووفاته فوراً، تلاه كل من والدته ووالده اللذين توفيا بعد أسابيع متأثرين بحروقهما، فيما نجا شقيقه أحمد من الحريق.
ناصر الدوابشة، عم الطفل، وصف قرار اليوم بـ"العدالة المنقوصة"، حيث كانت العائلة تتمنى أن "تتخذ المحكمة قراراً قاسياً وجدياً في الحكم، بعد ما تمت إدانة المتهم"، معرباً عن تخوف العائلة من "التعرض للانتقام من أشخاص آخرين شاركوا في حرق المنزل"، ومؤكداً على ما كان يشاع من معلومات عقب جريمة حرق منزل العائلة عام 2015 أن من حرق المنزل " أكثر من واحد".
وكانت قضية حرق منزل عائلة الدوابشة، قد تعرضت خلال الأعوام الماضية لحركات مد وجزر، منها التباطؤ في إصدار الحكم على المتهم مقارنة برد الفعل الإسرائيلي السريع والقاتل في أحيان كثيرة ضد فلسطينيين، ومحاولات إسرائيلية لتبرئته، فضلاً عن تنصل المتهم من اعترافات سابقة له وتراجعه عنها مدعياً أن جهاز الأمن الإسرائيلي انتزعها منه تحت الضغط.
وصف أحد أفراد عائلة الدوابشة إدانة المستوطن بجريمة الحرق قبل خمس سنوات بـ"العدالة المنقوصة"، فالعائلة تتمنى أن "تتخذ المحكمة قراراً قاسياً وجدياً"، وتتخوف من "التعرض للانتقام من أشخاص آخرين شاركوا في حرق المنزل"
وكانت حالة من الغضب الشعبي تعدت حدود الضفة الغربية تلاها ما سمي في ذلك الوقت بـ "انتفاضة السكاكين" التي استمرت قرابة العام، حدثت خلالها سلسلة من عمليات طعن من قبل شباب وشابات فلسطينيين لمستوطنين في الضفة الغربية، كان من بين أهدافها كما قيل الانتقام والثأر لعائلة الدوابشة.
الصحافي الفلسطيني محمد العويني اتفق مع توصيف "العدالة المنقوصة"، مثلما ظهر في تغريدة نشرها اليوم عقب قرار المحكمة قال فيها: "ما زال الجرح ينزف ويحاول الاحتلال كتم غيظ العالم بمحاكمة صورية لمجرم هذه الحادثة ويبرئه تارة ويتهمه تارة في ذات الوقت، عندما يقتل الاحتلال عائلة بأكملها ولا نسمع أي تصريح من أي مسؤول عربي حول الموضوع فاعلم أنهم واليهود وجهان لعملة واحدة".
وقبل أيام، في ذكرى النكبة الفلسطينية، كانت قصة علي الدوابشة وعائلته حاضرة بقوة على صفحات مواقع التواصل وعلى هاشتاغات ذكرى النكبة، من بين أبرز قصص شهداء أطفال فلسطين.
هل هناك ما يكفي من النسيان كي ننسى؟!
— م. خالد الشريف (@jassaskh) May 15, 2020
مجازر #دير_ياسين و #حيفا و #القدس ومئات العمليات الإرهابية الصهيونية على يد رؤوس الإرهاب الصهيوني
وحرق #علي_الدوابشة وقتل الآمنين على المعابر وعلى شاطيء #غزة وغيرها الكثير.
إن #الإرهاب_الصهيوني سيظل بذاكرة كل حر، ولن تُمحى بتقادم الزمن#نكبة٧٢ pic.twitter.com/HUeh6pTSW4
كي لا ننسى الطفولة المعذبة في #فلسطين..
— أدهم أبو سلمية #فلسطين ?? (@adham922) May 17, 2020
هذا هو أحمد الدوابشة الناجي الوحيد من عائلته التي أحرقها المغتصبين الصهاينة.
يبتسم للأمل للحياة للحب..#حرقوا_الرضيع pic.twitter.com/UnabIVZnlD
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين