هي المرة الأولى منذ نحو عشرين عاماً، تخلو ساحات التظاهرات في فلسطين وفي دول عربية ودول فلسطينيي الشتات في الجانب الغربي من العالم، من حشود المتظاهرين ومن اللافتات والهتافات وصور مفاتيح العودة وأعلام فلسطين.
لطالما كانت ذكرى النكبة الفلسطينية التي مضى عليها اليوم 72 عاماً، مناسبة سنوية يحيي فيها الفلسطينيون في الداخل وفي الشتات وجميع المتضامنين مع القضية الفلسطينية فعاليات تؤكد التمسك بحق عودة الأرض وعودة أصحابها إليها، وكانت الساحات والشوارع هي الأماكن التي تقام فيها تلك الفعاليات، كما كانت المعارض تُنظّم للمناسبة.
هذا العام، نقل وباء كورونا الفعاليات إلى العالم الافتراضي.
تزامناً مع ذكرى النكبة، ظهرت فعاليات رقمية من خلال أكثر من هاشتاغ تصدر على مواقع التواصل، أبرزها موقع تويتر.
"ذكرى النكبة" و"القدس_مفتاح_العودة" من الهاشتاغات التي انتشرت على تويتر للمناسبة، وضمت العديد من التغريدات التي شارك فيها فلسطينيون صورهم وهم معتمرون الكوفية، أو حملوا فيها مفاتيح منازلهم المتوارثة عبر الأجيال... أو أظهروا من خلالها وقائع موجعة.
أول صورة من سنة ١٩٤٥ لما كان عمر جدي ١٩ سنة، و الصورة التانية قبل كم سنة لما عملوا معه مقابلة عن ذكرى النكبة. جدي لساته حافظ كل تفاصيل النكبة و دايماً بحكيلنا كيف تهجروا من قرية الجماسين. #ذكرى_النكبة pic.twitter.com/LpORhomj8a
— لمى (@Its_Lamaaa) May 15, 2020
ذِكرى سَرقة الأَرض والتاريخْ والحَياة، لن ننسى أمس، ولا الغد، وعودة فلسطين عقيدة تربينا عليها، لا يزعزعها أي موقف أو إنسان.
— Amr Amr | عمرو عمرو (@4amramr) May 15, 2020
#ذكرى_النكبة pic.twitter.com/2LXr01v8LS
أصحاب البيت يزورون بيتهم المغتصب..
— معاذ عصفور (@LGGEM9VFuFUtRKx) May 15, 2020
ذكرى النكبة 72
منقول pic.twitter.com/anpGkQCrkn
"العودة حق كالشمس" عبارة تكررت في تظاهرة #القدس-مفتاح_العودة الإلكترونية، مثلما تكررت صور جيل النكبة وهم يحملون مفاتيح "الدار" التي طالما كانت رمزاً فلسطينياً للتأكيد على حق العودة إلى فلسطين.
العودة حقٌّ كالشّمس.#القدس_مفتاح_العودة pic.twitter.com/M5ymie94Z1
— Petra | بِـتْـرَاٰ (@petraajamal) May 14, 2020
ولفتت تغريدة فوق صورة لمسنّة فلسطينية تظهر سنوات النكبة على خطوط وجهها ويدها التي تحمل مفتاح دارها. تقول التغريدة: "سلام على من حافظوا على مفاتيح بيوتهم، حملوا الأمانة، ولقنوا أحفادهم الوصية!".
القدس مفتاح العودة إلى يافا..
القدس مفتاح العودة إلى جنين..
القدس مفتاح العودة إلى غزة..
وغيرها من المدن الفلسطينية التي ارتبط حق عودتها وعودة أبنائها إليها بعودة القدس، ظهرت أسماء تلك المدن في التظاهرة الإلكترونية التي أخذت هاشتاغ #على_طريق_القدس عنواناً لها.
التظاهرة التي لا تزال متصدرة على موقع تويتر، لم يقتصر إحياؤها على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، بل شارك في إحيائها داعمون عرب ومؤمنون بشرعية القضية الفلسطينية .
من الساحات التي غابت عنها التظاهرات بسبب كورونا تلك المقابلة للسفارات الفلسطينية في دول العالم الغربي، حيث اعتاد اللاجئون والمغتربون الفلسطينيون والعرب وأنصار القضية الفلسطينية في تلك البلاد على التجمهر.
هذا العام، نقل وباء كورونا الفعاليات إلى العالم الافتراضي... هاشتاغات مختلفة باللغتين العربية والإنكليزية واكبت ذكرى النكبة الفلسطينية الـ72، لم تخلُ من محاولات استفزازية إسرائيلية انتقلت بدورها من أرض الواقع إلى الفضاء الرقمي
هذه الفعاليات استُبدلت كذلك بهاشتاغات وتغريدات باللغة الإنكليزية، للمساهمة في لفت أنظار الرأي العام الدولي إلى ذكرى النكبة وحق العودة.
من هذه الهاشتاغات كان "Covid1948" الذي شبّه نكبة 1948 بوباء كورونا ومرض كوفيد19.
#covid1948
— Mohammad Karimi (@Mohamma09008289) May 15, 2020
Neither corona virus nor cancer, you are something worse than these illnesses..
Down with Israel.. pic.twitter.com/EuWLckT7RW
وتساءلت الأفغانية رحيمة رزاي في تغريدة لها فوق صورة لطفل فلسطيني وجهه غير ظاهر بسبب الدم الذي يسيل منه جراء اعتداء جندي إسرائيلي عليه: "ما هي تهمة هذا الطفل؟ هل تهمته أنه فلسطيني؟"
كما غردت زينب الجعفري مخاطبةً جيش الاحتلال: "صواريخكم فوق رؤوسنا، لكن الله فوق صواريخكم".
هذا العام، حجزت كذلك تطبيقات الهواتف المحمولة ومحادثات الفيديو عبر برنامج "زوم" مساحة أوسع لإحياء ذكرى النكبة. ومن تلك التطبيقات تطبيق "فلسطين في آر" المجاني الذي يُعد من الأدوات الجديدة التي تهدف في جانب منها إلى ربط ملايين الفلسطينيين في الشتات ببلدات آبائهم وقراهم.
تزامناً مع ذكرى النكبة الـ72, أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تقريراً أظهر أن عدد الفلسطينيين تضاعف منذ النكبة بحوالى 9 مرات، حيث بلغ نهاية عام 2019 نحو 13.4 مليون فلسطيني، منهم 5.6 مليون لاجئ
ونقلت "رويترز" عن سالم براهمة، وهو مؤسس التطبيق في رام الله، أثناء توجيهه مشاركين عبر تطبيق "زوم" في 47 جولة افتراضية يوفرها لغزة والقدس والضفة الغربية، قوله:"القدوم لفلسطين نقطة تحول، خاصة للفلسطينيين الذين لا يُسمح لهم بالزيارة".
وأضاف "نريد إطلاعهم على فلسطين ومساعدتهم على الشعور بهذا المكان وفهمه".
وأشارت الوكالة إلى اللاجئ الفلسطيني المولود في سوريا مجد الشهابي الذي كان ضمن فريق طور تطبيق "خرائط فلسطين المفتوحة"، وهو قاعدة بيانات تفاعلية للقرى الفلسطينية مثلما كانت عام 1948.
وقال الشهابي: "يمكن للفلسطينيين في أي مكان رؤية التفاصيل البصرية لقراهم، وهذا ما يعزز فهمنا لما كانت عليه فلسطين قبل الخروج".
وحضرت "الحملة العالمية للعودة" رقمياً، إذ نظم المسؤولون عنها مهرجان فلسطين الدولي السادس، من خلال تظاهرة رقمية بمشاركة 300 فنان عربي.
بدوره، دعا "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية في كل أنحاء العالم إلى المشاركة في "تظاهرة رقمية فلسطينية" على هاشتاغَيْ "#نكبة72" و "#Nakba72".
وأشار المؤتمر إلى ضرورة تحويل التحركات الخاصة بالحق الفلسطيني إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعذر التحرك على الأرض بسبب كورونا.
ومن مشاركات المتفاعلين مع الدعوة، كان هناك تركيز على بيانات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تزامناً مع الذكرى، ومنها أن أحداث النكبة أدّت إلى تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية، حيث سيطر الاحتلال على 744 قرية ومدينة ودمّر 531 منها، فضلاً عن ارتكاب العصابات الصهيونية 70 مجزرة، راح ضحيتها 15 ألف فلسطيني.
وبحسب تقرير الجهاز المركزي، فإن عدد الفلسطينيين تضاعف منذ النكبة بحوالى 9 مرات، فيما بلغ نهاية عام 2019 نحو 13.4 مليون فلسطيني موزعين في الداخل والخارج.
وذكر التقرير أن أكثر من 6.64 مليون من الفلسطينيين يعيشون في الداخل، بينما بلغ عدد اللاجئين عام 2019 بحسب سجلات "الأونروا" حوالى 5.6 مليون لاجئ.
وعلى جاري العادة في مسيرات العودة السابقة، شهدت التظاهرات الرقمية محاولات إسرائيلية استفزازية منها نشر صور تزعم أن القدس إسرائيلية، في وقت تحاول إسرائيل استغلال ظروف عالمية وعربية من خلال التركيز على نشر تقارير تشير إلى "تطبيع" دول عربية معها طبياً وأمنياً، وإلى تفوقها التكنولوجي والطبي وحاجة الدول إليها، وهو ما ردّ عليه فلسطينيون في أكثر من مناسبة وكرروا الرد نفسه في ذكرى النكبة الـ72.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com