شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
طلاب فلسطينيون عالقون في الخارج بسبب كورونا...

طلاب فلسطينيون عالقون في الخارج بسبب كورونا... "لا اهتمام ولا ردّ ولا حتى أخبار عنا"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 18 مايو 202003:02 م

"إذا إنتوا مش قادرين ترجعوا الطلاب الفلسطينيين في الخارج، كيف المفروض ترجعولنا حقوقنا الوطنية؟"، سؤال وجهته الطالبة الفلسطينية رزان القرعان إلى السفارات الفلسطينية، التي "نكب (نغدق) عليها التمويل"، بحسب وصفها.

جاء سؤالها هذا في فيديو انتشر على صفحة حملة: "#رجعونا_ع_بيوتنا" التي أنشئت على موقع فيسبوك، وهي حملة أطلقها فلسطينيون وفلسطينيات عالقون في الخارج بسبب أزمة فيروس كورونا بغية لفت انتباه السفارات الفلسطينية في البلدان التي يقيمون فيها من أجل حثّ السفراء على تحمل مسؤولياتهم لإعادتهم إلى "بيوتهم".

رزان القرعان واحدة من العالقات في الخارج، وهي طالبة تدرس علم النفس في إيرلندا، تعرضت خلال فترة الحظر لجملة من الاعتداءات الجسدية واللفظية وتهديدات مدير السكن الطلابي وخطيبته المدمنين على المخدرات، حسب قولها.

"جربت أصبر" قالت رزان في الفيديو، مظهرةً فيه أنها كانت على قدر المسؤولية حيال مضايقات مدير السكن وخطيبته وقطع الكهرباء والإنترنت عنها، ورمي طعامها في القمامة، والاعتداء عليها جسدياً وتهديدها برمي أغراضها من النافذة وطردها من المكان.

كل ذلك استعرضته رزان وقد بدت متماسكة إلى أن قالت: "خطيبته هددتني بالسكين"، ثم خاطبت السفارة الفلسطينية في إيرلندا سائلةً عن دورها حيال كل ما تعرضت له، ولافتة إلى أنها بعد أن خاطبت السفارة أكثر من مرة، اتصلت موظفة فيها بمدير السكن "المدمن على المخدرات"، ولم يسفر الاتصال عن شيء.

عندئذ قررت رزان أن تستخدم ورقة أخرى، غير جواز سفرها الفلسطيني، لإنقاذ حياتها، وهي جنسيتها الأمريكية التي بفضلها وبفضل عائلتها نجت من الخطر، كما قالت. 

"رجعونا ع بيوتنا"... تستمر مناشدة الطلاب الفلسطينيين في الخارج لإيجاد حل لإعادتهم إلى عائلاتهم وسط ظروف سيئة يعيشون فيها خلال فترة الحجر بسبب كورونا، وانتقادات حادة للسفارات الفلسطينية في بلدان الإقامة

ذكرت رزان في بداية الفيديو أنها قررت الخروج للحديث عن تجربتها تحسباً لوجود فلسطينيات عالقات في الخارج ويتعرضن لمشاكل تهدد أمانهن، وعبّرت عن خوفها على كل فلسطيني وفلسطينية عالقين في الخارج في ظل سفارات فلسطينية عاجزة عن القيام بواجبها حيالهما. وختمت بـ"مش قادرين ترجعوا الطلاب كيف المفروض حترجعولنا حقوقنا الوطنية؟".

وفي فيديو آخر انتشر على #رجعونا_ع_بيوتنا خاطب الفنان الفلسطيني حمزة ضمرة السفارة الفلسطينية في فرنسا حيث يقيم. وهذه ليست المرة الأولى إذ ناشدها قبل تسعة أسابيع إعادته وإعادة الفلسطينيين العالقين في الخارج إلى بلدهم، لكن تلك المناشدات، كما قال، قوبلت بـ"لا اهتمام ولا رد، ولا حتى الحكي عنا بالأخبار".

"مين أناشد؟ رئيس فرنسا؟"، يصرخ حمزة في الفيديو، ويختم: "من شان الله بدنا نروح يعني افهموا!".

قصة أخرى انتشرت في إطار حملة #رجعونا_ع_بيوتنا لرجل فلسطيني من غزة مقيم في الفجيرة في الإمارات منذ شهر آذار/مارس الماضي بهدف مقابلة عمل، لم يستطع البدء فيه برغم الموافقة على توظيفه بسبب تعليق العمل نتيجة أزمة كورونا.

"وضعي المادي مش صفر، تحت الصفر" يقول الرجل وهو يروي معاناته مع صاحبة السكن التي تطالبه بدفع بدل الإيجار، وهو ما لا يقدر عليه. قال: "بلغتني من هنا لأسبوع ما دفعت السكن رح تطردني".

معاناة يواجهها مقدسيون عالقون في الخارج بسبب كورونا، في ظل اعتبار "الإسرائيليين أولى من المقدسيين" و"الأولويات المختلفة" للأردن الذين يحملون جوازه المؤقت 

وطالب عبر فيديو الجهات المعنية بفتح معبر رفح للغزيين العالقين في الخارج وللذين ضاقت بهم السبل مثله، "لأنه جد نفسياً مضلش فينا حيل وشعري صار يتك من النفسية الزفت"، بحسب قوله.

علاوة على ما تعرضه حملة #رجعونا_ع_بيوتنا من قصص، هناك معاناة يواجهها مقدسيون ومقدسيات عالقون/ات في الخارج، لكن معاناتهم/ن مختلفة بعض الشيء إذ تراوح بين ضغوط الأولويات ووطأة السؤال الوجودي: من نحن؟

الصحافية المقدسية صابرين طه العالقة في أميركا تساءلت عن الجهة التي تعتبرها هي ومن هم/ن مثلها أولوية؟ هذا التساؤل طرحته على فيديو نشرته على حسابها عبر فيسبوك ذكرت فيه أن السفارة الإسرائيلية في أمريكا أبلغتها أن الإسرائيليين أولى من المقدسيين في العودة. عدا أن جواز السفر الأردني المؤقت الذي تحمله لا يجعلها أولوية، كما أبلغها موظف في السفارة الأردنية هناك.

وثائق صابرين وأوراقها الثبوتية التي لم تساعدها على حل مشكلتها جعلتها تسأل: "من نحن؟ ما هي جنسيتنا؟ هل نعود إلى بلادنا أحياء أم أمواتاً؟ أزمة إنسانية واحدة كشفت أننا بلا ظهر نستند إليه، وأننا بلا قيمة"، ختمت صابرين الفيديو.

السؤال نفسه طرحه الطالب ضياء هاشم العالق في قبرص. ومثله فعل الكثيرون في بلدان متفرقة، وبقيت أسئلتهم معلقة في هواء الغربة والقلق والحيرة.

في المقابل، ردت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان توضيحي عبر موقعها على فيديو رزان، زاعمة أنها قامت بكل الإجراءات اللازمة لحماية الأخيرة، بدءاً من التواصل معها وعرض نقلها من مكان سكنها إلى منزل عائلة فلسطينية "محترمة" لكنها رفضت، فضلاً عن متابعتها خطوة بخطوة، إلى أن سافرت إلى أمريكا وبثت الفيديو "الذي يكيل الاتهامات للسفارة"، حسب البيان. 

وأوضح البيان كذلك أن الوزارة تتابع قضية العالقين من مواطنين وطلاب، وتمدهم بالمواد المعقمة والمساعدات النقدية والغذائية، عبر "سفارات وبعثات دولة فلسطين ولجان الطوارئ وخلايا الأزمة المشكّلة بالشراكة مع الجاليات ومؤسساتها والاتحاد العام لطلبة فلسطين ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard