في 25 نيسان/أبريل من كل عام، يُحيي العالم اليوم العالمي للملاريا. هذا المرض المعدي يقضي على 400 ألف شخص سنوياً، ويتسبب بنحو 200 ألف إصابة.
فيما يعيش العالم رعب تفشي فيروس كورونا ومحاولات الحد من انتشاره وإيجاد لقاح وعلاجات له، لا تزال فيروسات وأوبئة أخرى تؤرق البشرية وتكبدها خسائر جمة برغم مرور عقود على اكتشافها والعثور على لقاحات وعلاجات لبعضها.
الملاريا
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الملاريا من الأمراض الحموية الحادة، تظهر أعراضه لدى الذين ليس لديهم مناعة ضدّه، بعد مضي مدة تراوح بين 10 و15 يوماً من التعرّض للدغة البعوض الحامل له.
قد تكون أعراضه الحمى والصداع والارتعاش والتقيّؤ خفيفة، ويصعب ردها إلى الملاريا. ويمكن أن تتطوّر الملاريا المنجلية، إذا لم تُعالج في غضون 24 ساعة إلى مرض قد يؤدي إلى الوفاة.
تحصل قرابة 93% من الإصابات بالملاريا في العالم ونحو 94% من وفياته في إفريقيا، فيما تعد الهند ثاني أكبر بقع العالم تضرراً منه. ويقضي على حوالي 435 ألف شخص سنوياً.
ووفق أحدث الإحصاءات العالمية للمنظمة، يموت طفل كل دقيقتين بسبب الملاريا، في حين يُبلّغ عن نحو 200 مليون حالة مرضية سنوياً.
وازدادت حالات الإصابة بالملاريا في بعض البلدان بشكل مثير للقلق برغم جهود مكافحة انتقال العدوى والقضاء على البعوض.
وهناك خيارات علاجية فعالة لجميع طفيليات الملاريا. وجرت تجربة أول لقاح للملاريا في العالم في نيسان/أبريل عام 2019.
وفي 23 نيسان/أبريل الجاري، حذّرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تضاعف عدد الوفيات بالملاريا هذا العام مقارنةً بالعام 2018، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بسبب "التعطيل الحاد لحملات توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات والأدوية المضادة للملاريا"، على خلفية أزمة كورونا.
سارس
تعرّف "منظمة الصحة العالمية" المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) بأنها "علة تنفسية فيروسية"، ويمثّل سارس أول وباء ناشئ في القرن الحادي والعشرين، بعدما أبلغ عنه لأول مرة في آسيا في شباط/فبراير عام 2003، ثم انتشر في أكثر من 24 بلداً في الأمريكتين وأوروبا وآسيا قبل احتوائه.
في اليوم العالمي للملاريا… عودة إلى المرض الذي يقتل طفلاً كل دقيقتين وأكثر من 435 ألفاً سنوياً، ويصيب 200 ألف شخص جديد كل عام، بينما تُهدّد أزمة كورونا بمضاعفة وفياته
ينتقل سارس بتخالط وثيق بين شخص مصاب وآخر. ويُعتقد أن الفيروس المسبب له يسري بسهولة أكبر عبر القُطَيرات التنفسية. قضى هذا الفيروس على حياة 744 شخصاً في جميع أنحاء العالم وإصابة 8437 آخرين.
إيبولا
أحد أخطر الفاشيات التي عرفتها البشرية، إذ بلغ منذ اكتشافه عام 1976 مرحلة الانتشار الوبائي بين عامي 2014 و2016 في غرب إفريقيا. ويبلغ معدل إماتة المرض الذي قتل نحو 11 ألف شخص في جميع أنحاء العالم 50%.
ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، لكنه ينتقل أيضاً من إنسان إلى آخر عبر سوائل الجسم أو التعامل مع أسطح ملوثة بمثل هذه السوائل.
وحتى 14 نيسان/أبريل الجاري، أُبلغ عن 3458 حالة إصابة بفيروس الإيبولا في 29 منطقة صحية في الكونغو الديمقراطية، شملت 3313 حالات مؤكدة و145 حالة محتملة، توفي منها 2277 شخصاً بمعدل إماتة 66%.
وبرغم وفرة اللقاحات لدى منظمة الصحة العالمية، فإن نقلها تعذر بسبب القيود المفروضة على الطيران نتيجة أزمة كورونا.
السل
يغيب عن الكثيرين أن مرض السل الذي ينتج من إصابة البكتيريا المتفطّرة السليّة للرئتين، يصيب نحو ثلث سكان العالم تقريباً، تحديداً النوع الكامن منه الذي لا تظهر له أعراض ولا ينقل عدوى. ويبقى أحد أبرز 10 أسباب للوفاة في جميع أنحاء العالم.
ومع سهولة انتقاله بالهواء، أصاب السل نحو 10 ملايين شخص عام 2018، تُوفي منهم 1.5 مليون. وشهد العام نفسه إصابة نحو 1.1 مليون طفل بالمرض توفّي منهم 251 ألفاً.
أما عن تمركزه، فظهر أكبر عدد من حالات الإصابة الجديدة بالسل في إقليم جنوب شرقي آسيا عام 2018 (44%)، ثم في الإقليم الإفريقي (24%)، وغرب المحيط الهادئ (18%).
وبرغم تراجع معدل الإصابة بالسل نحو 2٪ سنوياً على مستوى العالم، تؤكد "الصحة العالمية" أن السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل أزمة صحية عامة وخطراً يهدد الأمن الصحي.
ويُعدّ القضاء على وباء السل الذي يتوفر له العلاج وتمكن الوقاية منه في عداد أهداف التنمية المستدامة عام 2030.
التهاب الكبد (سي)
هو مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد C الذي ينتقل بالدم، ويعدّ سبباً رئيسياً للإصابة بسرطان الكبد. يقدر عدد المصابين بعدواه المزمنة عالمياً بـ71 مليوناً.
وكثيراً ما تتطور حالة النسبة الكبرى من المصابين بعدوى مزمنة لتنتج من ذلك إصابتهم بتشمع الكبد أو سرطان الكبد.
وتشير تقديرات "الصحة العالمية" لعام 2016 إلى وفاة 399 ألف شخص بسبب التهاب الكبد (سي).
وتعالج الأدوية المضادة للفيروسات أكثر من 95% من المصابين بهذه العدوى، لكن لا يوجد لقاح ناجع ضده حتى الآن.
وفيما تنتشر الإصابات بالمرض في شتى أنحاء العالم، تُعد منطقتا شرق المتوسط وأوروبا الأكثر تضرراً به.
الكوليرا
تودي الكوليرا، وهي عدوى حادة تسبب الإسهال وتستطيع قتل المصاب بها في غضون ساعات إذا لم يقدم له العلاج، سنوياً بحياة 21 إلى 143 ألف شخص حول العالم. في حين تتراوح جملة الإصابات بها بين 1.3 وأربعة ملايين حالة سنوياً.
يمكن علاج المصابين عبر حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد وكذلك المضادات الحيوية. وتتوفر لقاحات الكوليرا الفموية، لكن كل هذا لا يغني عن تدابير الوقاية من المرض المرتبطة بتوفير مرافق المياه والصرف الآمنة.
وفي نهاية عام 2016، اجتاح اليمن أكبر تفشي للكوليرا في العالم، حيث أدى إلى إصابة ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص، وكان أكثر المتضررين من الأطفال وكبار السن والحوامل. وتخطت الوفيات 2800 شخص.
الحصبة
الحصبة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى، وتمثل "أحد أهم أسباب الوفيات بين الأطفال الصغار في العالم على الرغم من توافر لقاح آمن وفعال لها"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
انشغال العالم بتفشي كورونا والقيود المفروضة على الطيران للحد من انتشاره، عوامل تهدد بتفشي أوبئة أخرى لا تقل خطورة بسبب صعوبة نقل علاجاتها وسبل مكافحتها، لاسيما الملاريا والإيبولا
وأخطر المضاعفات الناتجة منها هي العمى والتهاب الدماغ (حالة عدوى تُسبب تورماً في الدماغ) والإسهال الشديد وحالات الجفاف ذات الصلة وحالات عدوى الجهاز التنفسي الشديدة مثل الالتهاب الرئوي.
ومع انخفاض الوفيات العالمية الناجمة عن الحصبة بنسبة 75% في السنوات الأخيرة، من 544 ألف حالة وفاة عام 2000 إلى 146 ألف حالة وفاة عام 2013، لا تزال الحصبة منتشرة في بعض البلدان النامية، خاصةً في قارتي إفريقيا وآسيا.
وهناك أكثر من 20 مليون إصابة بالحصبة سنوياً، وتقع غالبية الوفيات بسببها (95٪) في الدول ذات الدخل الفردي المنخفض والبنى التحتية الصحية الضعيفة.
وشهدت جمهورية إفريقيا الوسطى انتشار الحصبة بين كانون الأول/ديسمبر عام 2019.
التيفوئيد
حمى التيفوئيد عبارة عن مرض معدٍ تسببه بكتيريا السالمونيلا التيفية، وتحدث الإصابة به عادة عند تناول طعام أو شرب ماء ملوث.
وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين به بين 11 و20 مليوناً، يُتوفّى منهم بين 128 و161 ألفاً سنوياً.
وبرغم تزايد مقاومة هذه الحمى أنماطاً مختلفة من المضادات الحيوية، فإن الأخيرة تسهم في علاجها، كما يتوفر لها لقاحان.
ويستمر المرض باعتباره مشكلة صحية عمومية في المناطق النامية لأقاليم إفريقيا والأمريكتين وجنوب شرقي آسيا وغرب المحيط الهادئ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...