شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
ما قبل

ما قبل "كورونا"... ستة فيروسات أظهرت للعالم مدى هشاشته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 28 يناير 202005:20 م

قد يحتاج الأمر لفيروس غير ظاهر للعيان لكي يدرك العالم، بين حين وآخر، مدى هشاشته.

فهذا العالم بحضارته وتقنياته وثوراته الصناعية والمعرفية ونزعته للحروب وتبادل التهديدات لا يزال هشًا أمام الكوارث الطبيعية والأوبئة مثلًا.

ها هو فيروس "كورونا" التنفسي يثير الهلع بعدما بلغ عدد قتلاه في الصين 106، من بين نحو أربعة آلاف حالة إصابة بالفيروس الذي ينتقل عبر الجهاز النفسي، وفقاً لما أعلنته السلطات الصينية في 28 كانون الثاني/يناير.

ولكن كورونا ليس الفيروس الأول. ففي آخر مئة عام شهد العالم عدة فيروسات قاتلة حصدت أرواح الملايين من البشر.

ما هي؟ وكم عدد ضحايا كل منها؟

الإنفلونزا الإسبانية أو الفرنسية 1918-1920

عقب الحرب العالمية الأولى عام 1918، اجتاح العالم، وبخاصة قارة أوروبا، نوع جديد وخبيث من الأنفلونزا مخلفاً ملايين القتلى.

تميز هذا الفيروس بسرعة الانتقال والعدوى إذ قدرت إحصاء صادر عن المعهد الوطني للصحة بميريلاند الأمريكية، أنه بين 1918و 1920 أصيب حوالى 500 مليون شخص به. وبين 50 و 100 مليون قضوا بسبب إصابتهم بالمرض، وهو نحو ضعفَي عدد المتوفين في الحرب العالمية الأولى.

فيروس "كورونا" ليس الفيروس الأول الذي يثير ذعر العالم، ففي آخر مئة عام شهد العالم عدة فيروسات حصدت أرواح الملايين من البشر. ما أبرزها؟ وكم عدد ضحايا كل منها؟

وعلى عكس الأوبئة التي غالباً ما تستهدف كبار السن والأطفال وضعيفي المناعة، فإن غالبية ضحايا الإنفلونزا الإسبانية كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء، ومعظمهم من الجنود المشاركين في الحرب. لذلك يُعتقد أن اكتظاظ ثكنات الجنود وتحركات المشاة حينذاك قد تكون من الأسباب التي سرعت من وتيرة انتشار الوباء، وتحول الجنود إلى حاضنات نقلت المرض عبر مختلف الدول.

ولأن المملكة الإسبانية لم تشارك في تلك الحرب كان للصحافة الإسبانية دور كبير في التقصي عن أخبار هذا الوباء، وربما لهذا السبب حملت هذه الإنفلونزا صفة "الإسبانية" برغم أن الصحف الإسبانية كانت تطلق عليها إسم "الإنفلونزا الفرنسية".

الإنفلونزا الآسيوية 1957

في شباط/فبراير عام 1957، لاحظ العالم انتشار فيروس تنفسي جديد ينتقل بوتيرة سريعة. بعد التقصي، اتضح أنه ظهر في الصين عام 1956، وانتشر في الدول المحيطة مثل سنغافورة وهونغ كونغ ثم وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في يونيو/  1957، متسبباً بوفاة قرابة 70 ألف شخص هناك في مارس/أذار 1958.

وتم تطوير لقاح له في العام نفسه، لكنه كان قد قضى على مليوني شخص حول العالم، بحسب الموسوعة البريطانية "بريتانيكا".

إنفلونزا هونغ كونغ 1968

لم يكد يمر 10 أعوام على تبدد مخاوف العالم من الإنفلونزا الآسيوية حتى جاءت نسخة إنفلونزا جديدة، قادمة من آسيا أيضاً.

عُرفت هذه المرة باسم "إنفلونزا هونغ كونغ" السريعة الانتشار وتم تصنيفها مرضاً شديد العدوى. وبعد أسبوعين على ظهور أولى حالات الإصابة بها، في منتصف يوليو 1968، سجّلت هونغ كونغ نصف مليون إصابة، أي ما يعادل 15% من إجمالي عدد سكانها حينذاك، بحسب كتاب "الطاعون وسارس وقصة العلاج" الصادر عن جامعة هونغ كونغ.

واصل الفيروس انتشاره ليبلغ الصين والهند والفلبين وشمال أستراليا في أيلول/سبتمبر من العام نفسه، كما سجلت عدة حالات إصابة بإنفلونزا "هونغ كونغ" في بريطانيا واليابان وأوروبا الشرقية وجنوب القارة الأمريكية وإفريقيا بمطلع العام التالي.

ومع الجنود العائدين من فيتنام، انتقل المرض إلى الأراضي الأمريكية، وسجلت أولى حالاته في ولاية كاليفورنيا إذ قضى على 34 ألف شخص في أمريكا، وأكثر من مليون حول العالم، قبل أن يتمكن العلماء من ابتكار لقاح وضع حداً له في نهاية عام 1969.

فيروس سارس 2002

يتشابه فيروس "كورونا" الجديد مع فيروس انتشر عام 2002، أطلق عليه إسم "سارس" ويعني "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة" وهو التهاب رئوي خطير يسبب صعوبة في التنفس، وقد يؤدي إلى الموت. قضى هذا الفيروس على حياة 744 شخصاً حول العالم، فضلا، عن إصابة 8437 آخرين، بحسب منظمة الصحة العالمية.

إنفلونزا الطيور 2003

عام 1997 اجتاحت أنفلونزا الطيور مزارع الدواجن في الصين أيضاً، قبل انتقال العدوى للبشر. إلا أنه لم يتفش بين البشر إلا عام 2003، وأدى إلى نفوق عشرات الملايين من الدواجن والطيور، قبل احتوائه وإعدام أعداد كبيرة من الدواجن حول العالم. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فقد خلّفت إنفلونزا الطيور 98 وفاة من 177 حالة أصيبت بالفيروس من 2003 حتى 2006.

فيروس إيبولا 2014

هذه المرة لا ذنب للصين في انتشار فيروس "إيبولا". إذ انتشر من منطقة وسط أفريقيا، تحديدًا في جنوب السودان والكونغو الديمقراطية والغابون وكوت ديفوار.

لا تزال معاناة المصابين بهذا الفيروس راسخة في الأذهان.

تبدأ أعراضه بالظهور بين يومين وثلاثة أسابيع بعد الإصابة به، وتتمثل في  الحمى، والتهاب الحلق، وآلام في العضلات، والصداع، والقيء، وإسهال وانخفاض وظائف الكبد والكلى، ثم يبدأ بعض المصابين بالنزف داخلياً وخارجياً. هذا الفيروس قتل أكثر من 11 ألف شخص.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image