شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
انتقادات لطبيب تأخر في إعلان قصته مع كورونا... عودة إلى شخصيات مصرية أنكرت إصابتها

انتقادات لطبيب تأخر في إعلان قصته مع كورونا... عودة إلى شخصيات مصرية أنكرت إصابتها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 8 أبريل 202005:09 م

في ظل نداءات حكومية عديدة طالبت بتحمل المسؤولية المجتمعية والتبليغ عن أية إصابة أو اشتباه بإصابة بفيروس كورونا المستجد، يبدو أن أشخاصاً من "النخبة" أو مشاهير المجتمع في مصر أكثر حرصاً على إخفاء الأمر. في طليعتهم، الملياردير الراحل قبل يومين منصور الجمال، والمتعافي حديثاً الطبيب العالمي ناصر لوزا، ورجل الأعمال سميح ساويرس.

مساء 7 نيسان/أبريل، أعلن لوزا، وهو رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية، في مداخلة مع برنامج "الحكيم في بيتك" على قناة "سي بي سي" المصرية، عن إصابته بفيروس كورونا وتعافيه منه، مشيداً بكفاءة الأطقم الطبية المصرية والتزام المستشفيات التابعة لوزارة الصحة البروتوكول الذي توصي به منظمة الصحة العالمية لمكافحة الفيروس.

لكن مداخلته كشفت عن محطات لافتة، أبرزها رفضه تصديق احتمال إصابته بالفيروس مدة يومين برغم ظهور الأعراض عليه، وانتقاله من لندن إلى مصر لإجراء الفحص نظراً لمنح بريطانيا مواطنيها الأولوية، وهذا ما عدّه مشاهدون "تصرفات غير مهنية لا ينبغي أن تصدر عن طبيب واع".

وقال لوزا: "أمضيت نحو أسبوعين في إحدى مستشفيات وزارة الصحة، أمتلك خبرة تمتد أربعين عاماً في إدارة الطب والمستشفيات، ولم أتخيل أني كنت سأحظى بالخدمة التي قدمت لرعايتي كما حدث في مصر".

وأضاف: "تعافيت نهائياً الآن، لكني نادم على أني لم أذهب إلى المستشفى فور ظهور الأعراض"، معلقاً "بدايةً، شعرت بإرهاق عام وأعراض أنفلونزا، وصداع ظننته بسبب آلام الجيوب الأنفية. لكن بعد ارتفاع درجة الحرارة بدأت أشك".

وأوضح: "كنت في لندن، ومن رابع المستحيلات أن أستطيع إجراء حتى الفحص هناك. لذا عدت إلى مصر، وبعد وصولي تواصلت مع الأطباء وأجريت التحليل وعندما ظهرت النتيجة انتقلت إلى المستشفى".

اللافت أنه ختم المداخلة ناصحاً: "دا مرض، ومش عيب أن أتعرض لمرض. المريض ينبغي أن يذهب لتلقي العلاج. لماذا أجلس في بيتي وأخفي الأمر وأكذب؟".

استنكار وتساؤلات

فور بث المداخلة انتقد مواطنون كثر سلوك الطبيب المخضرم في التعامل مع مرضه ورأوا أنه يتناقض مع نصيحته في ختام المداخلة.

وكتب عمرو عبر تويتر: "هايل جداً، معرفش يعمل تحاليل في لندن فرجع بالطائرة الخاصة إلى مصر لأن الأولوية في لندن للمواطنين من أي درجة، أما مصر فسيعامل معاملة خمس نجوم مرتكباً خطأ فادحاً لعلمه بإصابته… حاجة لطيفة جداً".

وأوضحت الصحافية المصرية رشا عزب أن مداخلة لوزا "بها عدة كوارث مركبة!"، مردفةً "أولاً: لم يتم إعلان إصابته قبل أسبوعين وجرى التعتيم على الأمر من جميع العاملين معه".

"تصرفات لا تصدر عن شخص واعٍ"... طبيب مصري عالمي يعلن عن إصابته بكورونا بعد تعافيه كاشفاً -من دون قصد- عن أخطاء ارتكبها قد تؤدي إلى إصابة الكثيرين

وتابعت: "ثانياً، الدكتور يقول إنه كان صعباً إجراؤه الاختبار في لندن فعاد إلى مصر. كيف عاد من دون أن يخالط آخرين ومن هم وما مصيرهم؟ طبعاً لن يعرف أحد لأن الأمر تم التعتيم عليه من جميع الأطراف".

وزادت: "أخيراً، ليس الجهلة والفقراء وحدهم الذين يرون الكورونا وصمة عار. هذا أكبر خبير في الطب النفسي تعامل بطريقة لا تختلف عنهم".

كذلك يجدر التساؤل عن كيفية وصول الطبيب المريض إلى البلاد والذهاب إلى منزله رأساً، وهو العائد من بقعة موبوءة بالفيروس من دون إخضاعه لحجر صحي أو حتى للكشف في المطار لا سيما أن درجة حرارته مرتفعة. وهذه الإجراءات التي تؤكد السلطات المصرية اتباعها بدقة شديدة للحد من انتشار الفيروس.

الجمال وساويرس أيضاً

بالإضافة إلى لوزا، هنالك الملياردير منصور الجمال، صهر الرئيس الأسبق حسني مبارك، وطليق الفنانة ليلى علوي، الذي توفّي بعد إصابته بالفيروس.

وفي 6 نيسان/أبريل، أعلنت وفاة الجمال بسبب "تدهور حالته الصحية عقب إصابته بالتهاب رئوي شديد"، وتبارى مقربون منه في نفي إصابته بكورونا، فيما وصفت الصحف الرسمية الأمر بالـ"شائعات".

لكن الحقيقة سرعان ما ظهرت بعدما كشف فريد الديب، محامي صهر الجمال، جمال مبارك زوج كريمته خديجة، لموقع "القاهرة 24" المحلي، عن أن الجمال شعر بإعياء شديد خلال وجوده في منطقة العين السخنة الساحلية، فعاد إلى العاصمة وأجرى تحليل كورونا الذي ظهرت نتيجته سلبية للمرة الأولى.

"ليس الجهلة والفقراء وحدهم الذين يرون الكورونا وصمة عار"... قصص ثلاثة من أبرز رجال الطب والأعمال في مصر حاولوا إخفاء أو إنكار الإصابة بكورونا

وروى الديب أن ضيق تنفس شديداً استولى على الجمال الذي يعاني أمراضاً مزمنة في الكبد، فنُقل على إثره إلى المستشفى حيث اتضح أن لديه تليّفاً في الرئة، إذ ذاك تعذّر إنقاذه.

الأمر نفسه تقريباً حدث للملياردير سميح ساويرس، إذ أثيرت شائعات بشأن إصابته هو وزوجته وابنته بفيروس كورونا في نيويورك. واستمات مقربون منه في نفي الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام. ولم يصدق الكثيرون محاولات النفي هذه، لا سيما مع استمرار تواري ساويرس عن الأنظار.

وسبق أن قالت نورا سليم المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية في مداخلة هاتفية مع برنامج "معكم" على فضائية "سي بي سي": "لا صحة لما تردد عن إصابة سميح بفيروس كورونا"، مؤكدةً أنها تواصلت معه وأكد لها أنه بخير.

أما دينا نجاتي مديرة مكتب ساويرس في شركة "أوراسكوم" للتنمية فكتبت عبر حسابها في تويتر: "بالنسبة للخبر اللي بيقول سميح ساويرس ومراته وبنته عندهم كورونا، أنا مديرة مكتب سميح ساويرس أؤكد الخبر ده إشاعة وسميح مرجعش بالطائرة اللي كانت جاية من لندن! ومكنش مع ناصر لوزة (الذي تربطه به صلة قرابة)".

وأضافت في تسجيل صوتي متداول: "عاد على طائرته الخاصة التي لا يستخدم سواها غالباً. وهو في منزله. لم يصبه سوء من الأساس".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image