في تصريحات عدّها كثيرون "دعوة إلى التضحية بحياة المصريين"، طالب الملياردير المصري نجيب ساويرس بوقف الإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا حتى "لا ينهار الاقتصاد ويفلس رجال الأعمال".
ودعا ساويرس، في تصريحات متلفزة في 29 آذار/مارس، الحكومة إلى اتخاذ قرار فوري يقضي بعودة العمل كامل جاً عقب انتهاء فترة حظر التجوّل المقررة حتى الأسبوع المقبل للحد من الخسائر الاقتصادية.
وقال: "سنشهد دماراً في الاقتصاد، ونزيفاً من الدماء الاقتصادية، وسيكون القطاع الخاص مهدداً بالإفلاس ولن تستطيع الحكومة مواجهة العواقب، لذلك نحتاج لقرار فوري أياً كانت التبعات".
وتابع ساويرس: "تم تسريح ملايين العمال، وآخرون يحصلون على ربع راتب، هؤلاء العمال خلال شهر أو اثنين سيكونون عرضة للاكتئاب، وسيتجهون إلى الانتحار أو سيصبحون مجرمين".
وأضاف: "نسبة الإصابة بكورونا في مصر ليست مرتفعة بفضل إجراءات الحكومة، ومعظم المصابين كبار في السن"، مشيراً إلى أنه "يقترح عودة العمال مع تقسيمهم إلى دوريات مختلفة لمنع التكدس في المصانع، والسماح لهم بالمبيت في مكان العمل لمنع انتقال العدوى خلال تنقلهم في المواصلات".
وبلغ إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في مصر 656، وعدد الوفيات 41، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة حتى نشر هذا التقرير.
اللافت أن الحكومة لم توقف، منذ بداية الأزمة، حركة المصانع إذ فرضت حظراً ليلياً فقط على التجوّل مع حظر شامل يومي الجمعة والسبت.
"دعوة إلى التضحية بحياة المصريين للحد من خسائر الاقتصاد"... هجوم شديد على نجيب ساويرس ودعوات إليه من أجل التضحية بالقليل من أرباحه لمصلحة عمال صنعوا مجده
وقبل ساويرس، اقترحت الحكومة، في 26 آذار/ مارس، على أصحاب المصانع توفير أماكن مبيت للعمال، وتنظيم العمل في دوريات بينهم حتى لا يحدث شلل اقتصادي.
غضب واستنكار
في الإطار نفسه، استنكر عدد كبير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات ساويرس المطالبة بعودة العمال إلى مصانعهم والمتجاهلة استمرار انتشار الفيروس.
ووصف المحامي الحقوقي خالد علي ما قاله الملياردير المصري بأنه "الرأسمالية في زمن الكورونا" و"الخوف على الأرباح بداعي الوطنية والدفاع عن اقتصاد الدولة".
وأضاف علي: "المذيعة تقولك (ساويرس) نسبة الوفيات عندنا كبيرة ٦%، يكون ردك فى محور تاني، وهو نسبة المرض مش كبيرة".
وتابع: "المذيعة تسألك عن نفسك وأسرتك، تقول مفيش حد بيقرب مني لمسافة ثلاثة متر، وولادي مانعهم من الخروج، في الوقت اللي إنت عايز العمال يرجعوا الشغل عشان عجلة الإنتاج! وبتقول إيه يعني لو الناس تعبوا هياخدوا علاج وبعد شوية يخفوا. طب اعتبر العمال ولادك، دول اللي بيجيبوا لك دهب، إيه يعني لما يرتاحوا شهر في الظرف القهري ده، وتشيلهم ما هم شلوك طول عمرهم".
وغرد المحلل السياسي عمرو خليفة: "احتفالاً بعبقريته وأنانيته فيما يخص اقتراحه الخاص بفتح الاقتصاد المصري ومطابقة موقفه لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أقترح أن نطلق على نجيب ساويرس لقب ترامب المصري".
"الرأسمالية في زمن كورونا"... رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس يدعو إلى عودة العمل، فيما يقول إنه منع أولاده من مغادرة المنزل خوفاً من كورونا
وقال حساب يحمل اسم جيفارا المصري: "نجيب ساويرس خايف على نفسه مش خايف على الاقتصاد المصري، خايف على خسارته مش خايف على الناس… نجيب ساويرس مثال للرأسمالي الانتهازي العفن!".
كتب عامر عبد المنعم: "تصريحات ساويرس منذ انتشار كورونا تكشف عقلية رجل الأعمال الجشع الذي يريد التربح من الوباء. في البداية طلب من الحكومة دعم رجال الأعمال بدلاً من التبرع بجزء من ثروته كما يفعل الأثرياء في كل مكان، ويقول إن من حق رجل الأعمال تسريح العمال من دون أن يتحمل تكلفة الإغلاق!".
وغردت رحاب: "الأمير الوليد بن طلال وضع شركاته تحت خدمة وطنه فى وقت الأزمة، نجيب ساويرس: القطاع الخاص مضطر لخفض الرواتب والاستغناء عن جزء من العمالة، الفرق واضح بين الاثنين".
"البلوك قادم"
برغم الهجوم الواسع عليه، كان رد ساويرس على منتقديه هو التهكم والسخرية، مدعياً أنه "سينتحر بسبب البقاء في المنزل"، وحظر حسابات بعض المنتقدين. وكتب تعليقاً على تغريدة منشورة في حساب "عسل أسود" انتقدت تصريحاته: "يا بني آدم، أنا هنتحر من الحبس والخنقة والبعد عن أصحابي وأهلي خسارة إيه ونيلة إيه... أنت لا عسل ولا فاهم حاجة... البلوك قادم".
وعلق على تغريدة أخرى: "كل واحد حر فى رأيه حتى الجهلة والأغبياء".
وأضاف: "اللي ينتقدوا بحسن ظن مش عارفين أنه لو طول الموضوع ده ممكن البلد كلها تفلس ويحصل جوع ومجاعات وفوضى، فلازم نبتدي نفكر هنرجع الشغل إزاي وما هي الاحتياطات التي يجب أن نتخذها لتجنب العدوى، بغض النظر عن التوقيت ومتى الحظر ينتهي".
ومعروف أن الأخوة ساويرس من أبرز الأغنياء في مصر والشرق الأوسط، إذ تبلغ ثروة نجيب ثلاثة مليارات دولار أمريكي وثروة ناصف ستة مليارات وثروة أنسي 1.9 مليار وثروة سميح 1.1 مليار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...