شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
حتى بعد الحجر لا يمكننا السّفر إلى هنا... من منزل بن لادن إلى أرشيف الفاتيكان

حتى بعد الحجر لا يمكننا السّفر إلى هنا... من منزل بن لادن إلى أرشيف الفاتيكان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الجمعة 10 أبريل 202006:05 م

هُناك عدة أسباب قد تُفرض علينا فتمنعنا من السّفر إلى بعض الأماكن، من بينها النزاعات السياسية، أو الخلافات بين الدّول. نتحمل نتائج تلك الأسباب ونُمنع من زيارة عدة أماكن مختلفة، أو حتى تصويرها، أوالاقتراب منها. بعضها يحمل وثائق سرية غير مسموح لأيّ شخص الاطلاع عليها، وأخرى لم تأخذ لقب حظر الدخول بشكل واضح أو مُعلن، لكننا قد نختار الحظر حمايةً  لأنفسنا مباشرة بعد التعرّف على السبب! ولا يقتصر الأمر على أماكن بعيدة وغريبة علينا، بل هناك ما هو بجوارنا. هنا نتعرّف إلى هذه الأماكن، ونعرف أنه لا يمكننا زيارتها حتى بعد انتهاء الحجر الذي نعيشه حالياً بسبب كورونا!

جزيرة روبين بجنوب أفريقيا

كانت هذه الجزيرة على مدار سنوات طويلة، عبارة عن منفى كامل، دام لأكثر من 400 عام، ولم تكون مجرّد منفى لأهداف سياسية، بل كانت منبعاً لسجون شديدة الحراسة.

ويعتبر أشهر من سُجنوا بها الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا، هو ومن تبعوه لسنوات طويلة. وتبعُد هذه الجزيرة عن شاطئ كيب تاون حوالي 12 كلم فقط. ظلت هذه الجزيرة محظورة زيارتها ودخولها طيلة هذه الأعوام، حتى هدأ التمييز العنصري، وانتهى معه نظام الفصل في جنوب أفريقيا بأكملها.

وبعدما كانت من أكثر الأماكن المحظور دخولها، بدأت مؤخراً بعض الزيارات تتوافد عليها، خاصة بعد إضافتها للأماكن التي يجب الحفاظ عليها من قبل هيئة اليونسكو بقائمة مواقع التراث الإنساني. ومن الطريف أن من تولوا الإرشاد السياحي بتلك الجزيرة هم أنفسهم من كانوا سُجناء بالجزيرة سابقاً.

المنطقة العازلة في قبرص

مدينة تخلو من السكّان، تجمد بها الزمن منذ أكثر من 37 عاماً، ولم تقلع طائرة واحدة من مطارها منذ عام 1977، ففقدت روح الحياة، وهجرها البشر إكراهاً، وحُظرَ عليهم دخولها. وهي التي تسمى بالمنطقة العازلة في جزيرة قبرص، ويُطلق عليها البعض الخطّ الأخضر.

وفُرض الحظر على زيارة تلك المنطقة بعد انتشار قوات حفظ السّلام من قبل الأمم المتحدة الأمريكية، منعاً للاشتباكات بين شطري الجزيرة، بعد اندلاع حرب أهلية بين سكانها من الأصول التركية واليونانية، والتي انتهت بوقف إطلاق النار والقتال، بعد السيطرة على العاصمة "نيقوسيا"، من خلال جدران ضخمة تفصل بين المنطقتين، وأصبح غير مسموح تماماً بتخطي تلك الحدود لتكون الآن ضمن الأماكن المحظور زيارتها عالمياً.

يُعدّ منزل بن لادن في باكستان ضمن الأماكن المحظور زيارتها حول العالم، لدرجة هدمه تماماً. ويُعتقد بأنّ بن لادن أقام في هذا البيت الخمس سنوات الأخيرة من حياته

الكاميرون وموزنبيق وأفريقيا الوسطى

أحياناً يكون الحظر إجبارياً بلا رجعة، وتتخطّى أسبابه الحروب بين البشر، أو الحفاظ على الموروثات الطبيعية. عندما يكون الخطرُ خاصّاً بالطاقة النووية ونفاياتها التي لا تفرق بين أخضر ويابس، فمن الطبيعي أن تصنّف ضمن الأماكن المحظور زيارتها بالعالم، ويبيت تجنبها أمراً إجبارياً. فمن الذي يستهين بحياته و يُقرّر قضاء خمس دقائق فقط بالقرب من مناطق دفن نفايات العالم النووي، التي يتمّ جمعها في الدّول الأفريقية مقابل أموال تفوق في ضخامتها تجارة الأعضاء والمخدرات؟

وتكمن القصة في بحث العالم الأول عن التخلص من تلك النفايات بعيداً عن تقدّمه، مهما كان الثمن، وكذلك احتياج دول العالم الثالت وخاصة أفريقيا للعملات الصعبة، التي لم تكن أبداً أصعب من حالتها؛ لذا نشأت تجارة دفن النفايات النووية عبر العالم، لتقتل الأبرياء بلا رحمة. فوصل مبلغ دفن الطن الواحد لتلك النفايات لأكثر من 1000 دولار. والأسوأ أنه لم يكن دفع هذا المبلغ مقابل دفن النفايات، بل هي تجارةُ وسطاء قائمين عليه، ولا يصل لدُول الدفن إلا 40 دولاراً فقط مقابل الطن الواحد. وهو الأمر الذي جعل حالتهم تذهب من السيئة إلى الأسوأ، فيحصدون مرضاً اشتروه بفتات المال، لتصل نسبة المتضررين من السكان إلى 95%.

وبحسب جريدة "لوسوار" البلجيكية، إن دولاً أوروبية منها فرنسا، وألمانيا، والنمسا، تهتمّ بدفن نفاياتها النووية في دول أفريقيا، كذلك دول أخرى كاليابان وكوريا الجنوبية.

وكما ذكرت جريدة "اللوموند" الفرنسية إن بعض الدول الإفريقية التي ينشأ بداخلها أزمات اقتصادية وتكون غير قادرة على تجاوزها بسهولة، لن تجد مشكلة أو تلقى اعتراضاً على صفقات دفن النفايات، في حالة كان المقابل المادي يتمّ دفعه مسبقاً بالدولار.

يضمّ أرشيف الفاتيكان السرّي أكثر من 53 ميلاً من الرفوف التي تضمّ وثائق خاصّة بالكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان، لذا توصف دائماً بأنها تحتوي على أخطر الوثائق في العالم

في حين رصدت مجلة "لوسولاي" السنغالية أن بعض الدول مثل موزنبيق وأفريقيا الوسطى تشكّل نسبة 33% من المساحة المخصصة في أفريقيا لدفن النفايات النووية للدول الغربية.

وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي رصدت هي الأخرى في تقرير لها عام 2003 عن سوق النفايات النووية، أن موزنبيق تعتبر من الدول الأفريقية الأهمّ في دفن النفايات النووية التي تلقي بها الدول الصناعية الكبرى.

كما نشرت منظمة الصحة العالمية، عام 1989، تقريراً يوضح أن سبب موت الأطفال في دول مثل الكاميرون وموزنبيق وأفريقيا الوسطى هو دفن النفايات النووية في هذه البلدان.

منزل بن لادن

يُعدّ منزل بن لادن هو الآخر ضمن الأماكن المحظور زيارتها حول العالم، لدرجة هدمه تماماً، ومنع دخول المنطقة بأكملها. يقع هذا البيت في مقاطعة أبوت آباد في باكستان. ويُعتقد بأن بن لادن أقام في هذا البيت الخمس سنوات الأخيرة من حياته. وعُرضت بعض اللقطات عنه من خلال فيلم "Zero Dark Thirty"، لتبين مكان قتل قائد إرهابي، صُنف ضمن أكثر المطلوبين أمنياً بالعالم.

جزيرة النفايات

بعدما أثارته من جدل سياسي، وخطر بيئي، أصبحت جزيرة النفايات في هاواي من الأماكن المحظور زيارتها، فهي تحمل أطناناً لا تُعدّ من المخلفات البلاستيكية والقمامة التي تزداد مساحتها بمرور الزّمن.

اسمها الفعلي هو جزيرة "غريت باسيفيك جاربتش باتش"، وتقع بالقرب من جزيرة الهونولولو في هاواي. يصل حيز إشغال هذه الجزيرة من القمامة 1.6 مليون كلم مربع من البلاستيك الطافي على وجه الماء، طبقاً لدراسة نشرتها مجلة "ساينتيفيك ريبورتس".

أرشيف الفاتيكان السري

أرشيف الفاتيكان السرّي عبارة عن منطقة تخضع لحماية أمنية مشددة، ويحظر على أي شخص زيارتها، لاحتوائها على أهمّ الوثائق السرية التي تخص الفاتيكان.

تتضمّن هذه المنطقة أكثر من 53 ميلاً من الرفوف التي تضمّ وثائق خاصّة بالكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان، والتي يعود تاريخهما إلى القرن الثامن الميلادي، لذا توصف دائماً بأنها تضمّ أخطر الوثائق في العالم.

ولا يُسمح لأيّ أحد بزيارتها رغم فتحها للبحاثين عام 1881. ومن شروط دخولها هو الحصول على تصريح، وقد تنتظرون الموافقة عليه لأكثر من ثلاثة أشهر. كما أنه لا يمكن السّماح لأكثر من 60 شخصاً بالتواجد داخل الأرشيف في آن واحد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image