"بلدانهم ما تبيهم وإحنا نبتلش فيهم؟ أطلعهم وأقطهم (أطردهم) برا والله لو أقطهم بالبر (الصحراء)، أنا مو ضد الإنسانية إنما ملينا. الكويت ما تتحملنا كلنا".
هذا التصريح الغاضب أدلت به الفنانة الكويتية حياة الفهد، في 31 آذار/مارس، مخلفةً استياءً واسعاً بين المغردين الكويتيين والعرب الذين وصفوا موقفها من الوافدين إلى بلدها في زمن الكورونا بـ"غير الإنساني".
خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "أزمة وتعدي" عبر قناة "ATV" الكويتية، قالت الفهد: "لو نمرض ما في مستشفيات. الديرة (البلاد) خربانة من تجار الإقامات، كل الملفات اللي بالشؤون لازم توقف ويجب تسفير العمالة السائبة إلى دولهم، فالكويت لا تتحمل هذا العدد. ملينا، أكلوا الخير ولعبوا واستأنسوا بس يروحون (يخرجون)".
واستطردت: "حتى الموظفين، أنا ماني ضد الموظف لكن ليش تصرفوا الرواتب؟ خليه يروح ديرته (بلده)".
"أين الإنسانية؟"
تفاعل مغردون كويتيون وعرب مع تصريحات الفهد، مستغربين موقفاً وصفوه بـ"غير الإنساني" و"غير الأخلاقي" لـ"أيقونة مثّلت أدوار الحب والسلام والتعايش" وارتبطت في أذهانهم منذ الطفولة بـ"الطيبة والأصالة".
وقال بعضهم إن من إيجابيات أزمة تفشي كورونا أنها "كشفت عن الوجه الحقيقي للكثيرين"، منهم الفهد.
وغرد نجم عبد الله: "الفنانة الكبيرة والقديرة حياة الفهد أدلت بتصريحات منفعلة جداً لا تليق بقامة فنية مثقفة محبة لوطنها. لكِ أن تتخيلي سيدتي أن تكون المعاملة بهذه الأزمة لأبنائنا في لندن ونيويورك والقاهرة والأردن كطرحكِ الكارثي هذا! ما هكذا تعقل الإبل يا أم سوزان".
وقالت أم فاطمة: "الكويت بلد الإنسانية ولا نقبل بكلام حياة الفهد الذي يحمل كمية من العنصرية. تعالجنا على يد ‘وافد‘، تعلمنا على يد ‘وافد‘، زاملنا في عملنا ‘وافداً‘. هم شركاؤنا في الوطن وأهل الدار، لهم بالكويت أكثر من بلدانهم من ذكريات وعشق لهذه الأرض الطيبة".
"الكويت ما تتحملنا كلنا"... دعوة الفنانة الكويتية حياة الفهد إلى طرد الوافدين وعدم علاجهم تصدم جمهورها وتفتح النقاش حول "الإنسانية في زمن الكورونا" و"سقوط الأقنعة"
وعلق الكاتب السعودي عبد الرحمن اللاحم: "يا ليتني ما سمعت كلام حياة الفهد، يا ليتها أبقت صورة خالتي قماشة سبيجه عقاب أبو العيش وغنيمة... جميلة بيضاء كما كانت"، في إشارة إلى بعض أبرز أدوار الفنانة.
وذكّرها آخرون بالزمن الذي كان فيه الكويتي لاجئاً في الدول العربية إبان غزو العراق عام 1990.
في المقابل، دافع مغردون عن موقف الفهد، لافتين إلى أنها قصدت العمالة السائبة غير المنتجة فقط، وإلى أن رأيها هذا يمثل "وجهة نظر غالبية الكويتيين".
كورونا و"العنصرية ضد الوافدين"
تصريحات الفهد بشأن الوافدين في الكويت، لا سيما حديثها عن "العمالة السائبة"، لم تكن غريبة عن مواقف العديد من الشخصيات العامة في البلاد الذين تبنوا دعوات مماثلة أخيراً، غير أن رد الفعل على ما قالته الفهد تحديداً بدا نابعاً من صورتها الإيجابية المطبوعة لدى الجمهور الكويتي والعربي.
وهناك اعتقاد بين فريق واسع من الكويتيين بأن العمالة الوافدة، لا سيما الآسيوية والمصرية، هي مصدر تفشي عدوى كورونا، خصوصاً بعد صدور اتهامات بأن هؤلاء أقل التزاماً بتدابير الوقاية ومطالبات بإعادتهم إلى بلدانهم.
ومن 317 إصابة مؤكدة بكورونا في الكويت، حتى كتابة هذا التقرير، سُجلت 76 إصابة في صفوف الآسيويين.
وخلال الأسبوع الماضي، دعت النائبة الكويتية صفاء الهاشم سلطات بلدها إلى استغلال الفرصة لـ"تطهير الكويت من العمالة المخالفة" بترحيل الوافدين من دون فرض أي التزامات مادية عليهم، وذلك بالتنسيق مع سفارات بلدانهم.
واعتبرت ذلك "الإجراء السليم لحماية البلد من احتمالات تفشي كورونا باعتبارهم الأقل اهتماماً بالتعليمات الصادرة عن حكومة الكويت".
اعتقاد كويتيين بأن الوافدين هم مصدر عدوى فيروس كورونا وسبب تفشيه، يثير دعوات لـ"تطهير الكويت من العمالة المخالفة"، كان آخرها دعوة الفنانة الكويتية الشهيرة حياة الفهد التي قالت "أطلعهم وأقطهم (أطردهم) برا"
وغرد الإعلامي والكاتب مبارك البغيلي: "لدينا 4 ملايين وافد، مليون منهم مصاروة (مصريين) و60% من هذه العمالة لا تحتاج إليهم بلادنا. هذا ليس كلامي، بل كلام وثيقة حكومية أكدت ذلك في العام الماضي. فماذا ننتظر؟ لنبدأ بترحيلهم إلى بلادهم، فنحن نواجه وباء وقد تستمر مواجهته طويلاً، ووجودهم سيشكل عبئاً على الدولة".
وقبل أيام، تداول عدد من المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إعلاناً قالوا إنه من داخل إحدى الجمعيات الاستهلاكية في الكويت يحدد الحصة المسموح بها من الخبز لكل مواطن بخمسة أكياس، مقابل ثلاثة للوافد، واعتبروا هذا التصرف "عنصرياً". ورد كويتيون على ذلك لاحقاً بأنه "تصرف فردي، تعاملت معه السلطات".
وفي 26 آذار/مارس الماضي، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني في الكويت أنها أجْلَت نحو 600 وافد، 350 مصرياً و253 فيلبينياً إلى بلادهم، جميعهم من "المخالفين لقانون الإقامة أو ممن صدرت بحقهم قرارات إبعاد عن البلاد في إطار الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا". ولفتت إلى أن رحلات إبعاد الوافدين مستمرة.
ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر لم تذكرها اليوم، في 1 نيسان/أبريل، أن "الإجراءات الرسمية المتخذة سواء تجاه مخالفي الإقامة أو العمالة الهامشية، تستهدف نحو 200 ألف عامل، سعياً لتخفيف الضغط على المنظومة الصحية ومواصلة احتواء انتشار فيروس كورونا ومنع تفشّيه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين