برز دور الملصق السياسي الفلسطيني، بين أواسط الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات، كأداة حشد وتعبئة ودعاية، خلال الثورة الفلسطينية وفترة الكفاح المسلح، وخاصة بعد تأسيس وحدة الفن والثقافة الوطنية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965، بقيادة الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط. هكذا يقدم كتيّب عرض "مدى البرتقال" بالمتحف الفلسطيني.
إذ يعرض المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت، ملصقات سياسية فلسطينية مُختارة من مجموعته الدائمة، ضمن عرض "مدى البرتقال"، الذي يستمر حتى الأحد 5 نيسان/أبريل المقبل، وهي جزء من الملصقات السياسية الموجودة ضمن المجموعة الدائمة للمتحف الفلسطيني، ومقدمة كمنحة من السفير الفلسطيني السابق، علي قزق، وتضم 540 ملصقاً، صُمِّمت بين أواخر الستينيات وحتى أوائل التسعينيات.
ملصق صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى النكبة عام 1989. يحتوي الملصق على تصميم لمارك رودِن يضم حربتين، غرزت إحداهما في برتقالة فيما كُسرت الأخرى.
الحالة البصرية في النضال السياسي
يبحث "مدى البرتقال" في "تمثيلات الأرض والجغرافيا والطبيعة الفلسطينية"، بحسب الكاتبة والناقدة البصرية آديل جرار، القيّمة على العرض.
كتبت جرار، إن "مدى البرتقال" يبحث في التغيرات التي شهدتها جغرافيا فلسطين، عبر الحالة البصرية واللغة الفنية التي ظهرت في الملصق السياسي الفلسطيني. وذلك في جزء من الملصقات السياسية الموجودة ضمن المجموعة الدائمة للمتحف الفلسطيني، ضمن مجموعة الملصقات السياسية الفلسطينية.
ملصق صادر عن حركة التحرر الوطني (فتح) في ذكرى معركة الكرامة عام 1977. يضم الملصق عمل فني لإيميل منعم برفقة عبارة نصها "معركة الكرامة، أول انتصار فلسطيني أول هزيمة صهيونية".
برز دور الملصق السياسي الفلسطيني، بين أواسط الستينيات وحتى أواخر الثمانينيات، كأداة حشد وتعبئة ودعاية، خلال الثورة الفلسطينية وفترة الكفاح المسلح، وخاصة بعد تأسيس وحدة الفن والثقافة الوطنية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965
الملصق… فعل نضالي
يشير الكتيب الذي أنتجه المتحف الفلسطيني أنه "تم إنتاج هذه الملصقات بشكل أساسي خارج حدود فلسطين الجغرافية، وقد منعت السلطات الإسرائيلية إنتاجها ونشرها خلال فترة الحكم العسكري وما قبلها، فطبعت هذه الملصقات في بيروت وتونس، وغيرها من المدن التي انتشرت فيها كوادر منظمة التحرير الفلسطينية حول العالم".
تشتمل الملصقات على تصاميم العديد من الفنانين والمصممين من أنحاء العالم، مثل: محي الدين اللباد- مصر، ضياء العزاوي- العراق، كاظم حيدر- العراق، منى السعودي- الأردن، محمد شبعة- المغرب، كمال بلاطة- فلسطين، سليمان منصور- فلسطين، نبيل عناني- فلسطين، مارك رودين- سويسرا، جاك كوالسكي- بولندا، توشيو ساتو- اليابان، برهان كركوتلي- سوريا، يوسف عبدلكي- سوريا، وغيرهم.
استُلهم الاسم "مدى البرتقال"، من مذكرات الشاعر الفرنسي جان جينيه، والتي يتحدث فيها عن رؤيته لأضواء الجليل في المدى من الحدود الأردنية، أثناء تخييمه مع الثوار الفلسطينيين، أوائل السبعينيات، حين انضم للثورة.
ويأتي "مدى البرتقال" في سبعة أقسام، تم تقسيمها، رمزياً أو موضوعياً، إلى: بذور التحرر، النضال كفعلٍ مؤنث، الدمار كمشهد، فلسطين تتجلى، فدائي، زهر وحنون وردّ البرتقال. وتعرض الأقسام طرقاً مختلفة استخدم فيها هذا الرمز أو ذاك الموضوع، وعلاقته بالمشهد الطبيعي.
ملصق صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية حوالي عام 1976 يحتوي عملًا فنيًا لمؤيد الراوي مدمجًا بصورة لمخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، بيروت.
ليس رداً على خطة ترامب
رغم أن عرض "مدى البرتقال" يأتي بالتزامن مع تصاعد الأزمة التي خلفتها الخطة الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن"، إلا أنه لم يأتِ رداً عليها.
تقول حنين ماخو، إحدى المسؤولات بالمتحف الفلسطيني: "لم يأتِ (مدى البرتقال) ضمن توقيت مرتبط بظرف سياسي معين، بل جاء ضمن الخطة السنوية البرامجية للمتحف، لمشاركة الجمهور مختارات من مجموعتنا الدائمة كحلقة وصل بين معارضنا الرئيسة".
ملصق صادر عن حركة التحرر الوطني (فتح) في حدود عام 1988. يضم الملصق عملًا فنيًا لزولفيكارباشيش وميكانوفيتش يظهر فيه ركام منزل تبرز من وسطه دراجة هوائية مدمرة رُسم فوقها عجلة جديدة ملونة.
استُلهم الاسم "مدى البرتقال"، من مذكرات الشاعر الفرنسي جان جينيه، والتي يتحدث فيها عن رؤيته لأضواء الجليل في المدى من الحدود الأردنية، أثناء تخييمه مع الثوار الفلسطينيين، أوائل السبعينيات، حين انضم للثورة
جولة افتراضية بالمتحف
للأسف، لا يمكن لكثير من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين زيارة المعرض، لذلك، وعلى خطى العروض السابقة التي أقامها المتحف الفلسطيني، سيتم عمل جولة افتراضية إلكترونية عبر موقع المتحف.
تقول ماخو لرصيف22: "نظراً لخصوصية الوضع الفلسطيني، والعقبات التي يفرضها الاحتلال في التنقل والوصول للمتحف وواقع الشتات الفلسطيني، يحاول المتحف خلق حلقة وصل بينه وبين جمهور الفلسطينيين وغير الفلسطينيين في العالم".
وتابعت ماخو: "من خلال منابره الإلكترونية ومشاريعه الرقمية، نسعى في كل معرض لتوفير جولة افتراضية نصل من خلالها للجمهور في أي مكان، وسنحاول العمل على ذلك لمعرض (مدى البرتقال)".
ملصق صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية عام 1989 يضم رسماً لوردة بيضاء تنزف كُتب عليها "أنا لن أنساك يا شهيد".
ملصق صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية بمناسبة يوم الأمم المتحدة لفلسطين عام 1985. يضم العمل تسع رسمات تضيء على الحق الإنساني بالموطن، الحق الذي حُرم الفلسطينيون من تحقيقه.
ملصق صممه توشيو سَتو ونُشِر في يوم الأرض عام 1990. يضم الملصق لوحة للفنان الفلسطيني برهان كركوتلي تصور امرأة بثوبها الفلسطيني وعِقدها المقلد بخريطة فلسطين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...