يبدو أن رئيس هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ يخوض حرباً غير معلنة على الفنانة اللبنانية إليسا. فبعد "جدال" محتدم في سبتمبر/أيلول الماضي بين الشيخ الذي أراد "السمع والطاعة" وإليسا التي لم تعتد تلبية الأوامر، تداول جمهور الأخيرة عبر مواقع التواصل أنباء عن "منع عرض ما يتعلق بها" على قنوات مجموعة إم بي سي.
وتجاهل برنامج "Trending" المختص بأخبار أهل الفنّ على شاشة "MBC4" اسم إليسا في تقريرين تمّ عرضهما على الأقل، أحدهما عن "مواساة أهل الفنّ لأصالة عقب طلاقها من طارق العريان" والثاني عن "دعم النجوم لنانسي عجرم عقب قتل زوجها فادي الهاشم 'لصاً مسلحاً' اقتحم منزلهما ليلاً"، برغم مواساة إليسا للفنانتين عبر حسابها على تويتر.
وكانت أصالة قد ردّت فقط على تغريدة إليسا التي تضمّنت: "خليكي قوية ونحنا رح نكون حدك. كل الحب أصالة، إلك ولولادك ولرقيّك بالتعاطي مع قصة شخصية". فما كان على أصالة سوى أن ردت: "غاليتي إليسّا ألّف شكر على كلامك الطيّب، والّلي خلقنا ما بيتركنا".
ومن قرارات قناة إم بي سي كان استبعاد إليسا من لجنة تحكيم الموسم الخامس من برنامج The Voice بعدما شاركت في الموسم الرابع.
ولم تكن لإليسا أية مشاركة في فعاليات موسم الرياض الذي استقبل عشرات الفنانات، منهنّ شيرين عبد الوهاب التي أحيت حفلين ضمن موسم واحد امتدّ من 11 أكتوبر/تشرين الأول إلى 15 ديسمبر/كانون الأول.
وفيما التزمت إليسا الصمت حيال هذا "التجاهل"، أطلق جمهورها هاشتاغ "#مقاطعة_برنامج_تريندينغ" مطالبين بمقاطعة البرنامج لعدم "حياديته".
تعليقاً على الأمر، قالت إحدى المغردات على تويتر: "ليس غريباً على إم بي سي التحيّز"، لافتةً إلى أنها "لا تفقه في حرية التعبير شيئاً".
وقالت شابة سعودية: "مثلما ترفضون أن يسيء أحد إلى لبنان، فنحن نرفض أن يسيء أحد إلى السعودية. السعودية فوق إليسا وكل مسيء".
وكانت إليسا قد أعلنت في أغسطس/آب الماضي أنها "تعمل على ألبومها الأخير" في مسيرتها الفنية، لافتة إلى أنه لا يمكنها العمل في مجال "شبيه بالمافيات" من دون أن تكشف عن المزيد من التفاصيل.
"مثلما ترفضون أن يسيء أحد إلى لبنان، كذلك نحن نرفض أن يسيء أحد إلى السعودية. السعودية فوق إليسا وكل مسيء"... هل يخوض آل الشيخ حرباً غير معلنة على إليسا؟ وما هي "الإساءة" التي وجّهتها إليه؟
يبدو أن هناك 3 عقوبات على الأقل فرضها تركي آل الشيخ على إليسا. هل يخوض حرباً غير معلنة عليها حالياً؟
تفاصيل "الجدال"
"الإزعاج" الذي سببته إليسا لآل الشيخ بدأ منذ أن ناشدت إحدى معجبات إليسا، آل الشيخ، على تويتر يوم 24 أيلول/سبتمبر الماضي، توجيه دعوة إلى إليسا لإحياء حفل في المملكة، وهو ما دفع الأخيرة إلى القول: "سيتم ذلك في الوقت المناسب. لستِ بحاجة إلى طلب هذا من أي أحد لأنني أكون أينما أستحق أن أكون".
وهنا ردّ آل الشيخ: "عشان كذا لم تستحقي أن تدعي!". فأجابته: "بشكرك معالي المستشار. مش مشكلتي إذا انفهم كلامي بطريقة مغايرة. على العموم، ما في شي بيغيّر من محبتي للشعب السعودي".
تابع آل الشيخ ردوده بالحدّة نفسها بقوله: "ما بننتظر محبتك... محبتك خليها ليكي... ولا شكر على واجب".
وبينما كان الآلاف ينتظرون ردّ إليسا وكأنها "معركة"، لكل طرف فيها جمهور يُصفّق ويشجع، قالت: "أكّن كل محبة وتقدير للمملكة العربية السعودية ولشعبها والوقت الذي ترونه مناسباً لوجودي بينكم سأفعل بكل محبة"، ليجيبها في تغريدة (لم تكن رداً مباشراً عليها): "أيوا كذا بوضوح... أحب المملكة وفي الوقت اللي بنطلب فيه أنا جاهز".
والتقت إليسا عقب هذا الحوار الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة روتانا، ومدير القناة سالم الهندي في الرياض، وهذا ما دفع بالبعض إلى التساؤل عن إمكانية توسط الأمير لعقد مصالحة بينهما آنذاك.
هل أساءت إلى السعودية؟
عدا حوارها مع آل الشيخ الذي قد يعتبره البعض "إساءة" إلى السعودية كون آل الشيخ مستشاراً في الديوان الملكي السعودي (وبرتبة وزير)، سجلت إليسا مواقف قد تُزعج القادة في السعودية، وهي مواقف "كُشف عنها" أو تم التركيز عليها في الوقت الذي أعلن آل الشيخ فيه حربه الباردة على إليسا.
ففي ذلك الوقت، أي بالتزامن مع تغريداتهما التي أثارت ضجة واسعة، فتّش السعوديون في حساب إليسا على تويتر وكشفوا أنها أعادت إبراز منشورات خاصة بقضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، منها خبر لـ "كشف أمل كلوني اسم من أعطى الضوء الأخضر لقتل خاشقجي". ونشر مغردون سعوديون كيف وضعت إعجاباً (لايك) على تغريدة ذُكر فيها: "ماتت وردة بسبب سوء التغذية ونقص الدواء نتيجة الحصار الذي فرضه أصحاب النفط على اليمن".
واستذكر آخرون فيديو يعود إلى إليسا في إحدى حفلاتها في دبي وهي تقول فيه "أود أن أشكر ماهر خاشقجي" بدلاً من ماهر قهوجي، متعهد الحفلات، وهو ما اعتبره البعض سخرية من السعودية.
فهل يخوض آل الشيخ حرباً غير معلنة على إليسا حالياً؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...