انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.
هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.
العلاقة بين الفن والسياسة واستغلال أهل الفن للترويج للساسة ليسا جديدين، لكن انتفاضة اللبنانيين الحالية أسقطت الكثير من الأقنعة عن فنانين دفعتهم المصالح إلى التلون. فمن تلميع "نظام ديكتاتوري" في بلد عربي ووقوف ضد التظاهرات الشعبية فيه، إلى دعم كبير ولافت للتظاهرات في لبنان. فهل “شرعية” مطالب الشعوب تتغير من قُطر إلى آخر؟ أم أن الكيل بالمكيالين هو القاعدة؟
راغب علامة
منذ بداية الحراك الشعبي اللبناني، أعلن راغب علامة تضامنه مع المتظاهرين في بلده بقوله "باختصار دولة فاشلة، ونظام فاشل وحكام فاشلين".
وكتب في إحدى تغريداته على تويتر: "المسؤولية الأساسية لما حصل ويحصل يتحملها مجلس النواب بكل أعضائه وألوانه. مجلس النواب لم يحاسب ولا وزير ولا نائب ولا حكومة ولا فاسد. لماذا يتقاضى النواب هذه الأموال والامتيازات والمصاريف وماذا فعلوا؟ لقد غطوا النهب والسرقة لعقود من الزمن. هم المسؤولون عن دمار الاقتصاد والبلد".
ولم يكتف الفنان بذلك بل نزل إلى الشارع ليشارك أبناء وطنه غضبهم، لكنه رغم ذلك ذهب للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يطالب الحراك بتنحيه واستقالة حكومته معتبراً أن "الاستقالة لن تكون لمصلحة البلد".
ودافع راغب علامة عن جلوسه إلى "الجميع" مبيناً أنه سيتمنى أن يحاسب الحريري "جماعته حتى يفتح الباب للزعماء الآخرين بالقيام بالمثل وتطيير جميع المسؤولين عن الفساد” على حد قوله داعياً إلى تخفيض الضرائب والجمارك ورسوم تسجيل العقارات والسيارات ورسوم تجديد تذكرة السفر.
هذا الموقف الداعم للحراك كان سيلقى كل التقدير والشكر من قبل المواطنين العاديين لولا مواقف علامة الذي دعم قبل وقت وجيز نظاماً ديكتاتورياً في دولة أخرى. نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي استحضروا موقف راغب الداعم للنظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، مبدين تعجبهم من "الازدواجية" في التعامل مع "حق الشعوب في العيش الحر والكرامة".
وكان راغب قد ظهر في مقطع فيديو، في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، وهو يقول: "أنا راغب علامة، مواطن لبناني عربي لكن أعتبر مصر بلدي… أنا أدعم مصر ‘رئيساً‘، حكومةً وشعباً".
واعتبر المقطع رسالة واضحة لدعم السيسي والجيش بعد خروج المقاول محمد علي متهماً النظام بالفساد ونهب أموال الشعب، وخروج آلاف المحتجين في تظاهرات مناهضة للسيسي بعدها.
نانسي عجرم
المطربة اللبنانية نانسي عجرم واجهت بدورها اتهامات بـ"النفاق" لاسيما من قبل المصريين، بدعمها للحراك اللبناني وهي التي عرفت بـ"الدعاية والتغني" بنظام السيسي المتهم بقمع معارضيه وانتهاك حقوق الإنسان.
وعبر حسابها على تويتر، بدأت عجرم في دعم الانتفاضة اللبنانية منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر، فكتبت: "كل لحظة وكل تكة قلبي مع بلدي... نحنا شعب بيستاهل يعيش وحقنا نعيش بكرامة".
موقفان متناقضان من قضيتين إنسانيتين متشابهتين، تمجيد الظالم هنا ودفاع عن المظلوم هناك… فنانون وشعراء يدعمون انتفاضة لبنان بعد أن مجدوا أنظمة عربية قمعية ديكتاتورية واستكثروا على شعوبها التظاهر…حماقة أم تلون تحكمه المصالح؟
دعم ديكتاتور في بلد ودعم انتفاضة شعبية في بلد آخر… فايا يونان ونانسي عجرم وراغب علامة وقفوا بجانب أنظمة بعينها رغم سلطويتها لكنهم في الآن ذاته اتفقوا على شرعية تظاهرات لبنان
المحامي والحقوقي المصري جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، هاجم عجرم في تغريدة عبر حسابه في تويتر، في 20 تشرين الأول/أكتوبر، قائلاً: "نانسي هانم عجرم، تقول إنها تدعم حق شعب لبنان في العيش بكرامة، رائع. ولكن نانسي عجرم هانم ضمن من تواطؤوا على حق شعب مصر في أن يعيش بكرامة ودعمت الاستبداد. نانسي هانم عجرم، تركت لبنان مشتعلة وراحت السعودية تغني لدى قاتل جمال خاشقجي… نانسي هانم عجرم غلبت (فاقت) الأستاذ الكويس مصطفي بكري!"، في إشارة إلى التملق للأنظمة القمعية.
وكانت عجرم قد أطلقت أغنية "راجل وابن راجل"، التي اعتبرت دعماً صريحاً للسيسي، بالتزامن مع الاستفتاء على تعديلات دستورية مكنت الرئيس المصري من البقاء في الحكم حتى عام 2030.
وأحيت عجرم، في 18 تشرين الأول/أكتوبر، حفلاً ضمن موسم الرياض معربةً عن سعادتها الغامرة، فيما كانت التقارير الحقوقية تتحدث عن تعذيب معتقلات ومعتقلين داخل السعودية.
فايا يونان
الفنانة السورية المعروفة بولائها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فايا يونان، واجهت انتقاداً لاذعاً حين كتبت منشوراً تدعم فيه انتفاضة لبنان بقولها: "أنا بعيدة بس ماني قادرة شيل التلفون من إيدي أنا وعمشوف أخبار… وجوه رفقاتي يلي بحبها بشوارع بيروت يلي كلها قصص وذكريات… كل النضالات اليومية والنقاشات الحلوة مع شعب هالقد بيعرف شو الصح… صار الوقت… لبنان أكبر من كل الطوائف… وبدو يعيش… كتير منحبك يا لبنان… كتير".
لكن الرد وصلها سريعاً من فتاة لبنانية تدعى سارة شيخ علي "ما بيشرّفنا تضامنك معنا بوقت وقفتي فيه ضد ولاد بلدك ودعمتي وشبحتي للمجرم بشار الأسد. ونحن من ساحة الشهدا وجهنا تحيّة لشعب سوريا وشهدائها لأن ثورة لبنان اليوم هي امتداد لثورة سوريا وثورة كل شعب عربي ولأن اللي عم يقتل السوريين احتّل لبنان 30 سنة وقتلنا وذلنا عالحواجز…بقصد نظامك المجرم يا فايا. عاش الشعب السوري والشعب اللبناني ويسقط بشار الأسد وكل شبيحته".
وبدورهم، سخر العديد من السوريين المعارضين للنظام السوري من موقف فايا يونان.
ماجدة الرومي
بثت قناة لبنانية أغنيات "وطنية" للفنانة ماجدة الرومي في خلفية التظاهرات في بعض المناطق اللبنانية ما استدعى التعجب والانتقاد، لما للفنانة من تاريخ في دعم "الأنظمة" والتغني بها ولها.
وكانت الرومي قد أكدت في حوار صحافي، في شباط/فبراير الماضي، أنها تحب الرئيس السيسي كثيراً وتدعو له في صلاتها، كما تحدثت عن انبهارها بـ"انجازات النظام السعودي الحالي".
واعتبرت أن "ثورات الربيع العربي" لا تمت للربيع بصلة وإنما هي "مؤامرات ضد أوطاننا العربية" حسبما نقلت الصحيفة على لسانها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...