خلال 7 دقائق فقط، أبرم رئيس هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ صفقة مع المطربة المصرية أنغام لتُشارك في فعاليات اليوم الوطني السعودي (23 أيلول/سبتمبر)، لا من خلال لقاء جمع بينهما في القاهرة أو الرياض، ولا عبر رسالة نصية خاصة، بل على فضاء تويتر وعلى الملأ يوم 17 أيلول/سبتمبر.
بدأت هذه الصفقة بسؤال وجهه المستشار في الديوان الملكي (بمرتبة وزير) آل الشيخ عند الساعة 5:19 فجراً بتوقيت السعودية (4:19 بتوقيت مصر) مخاطباً الفنانة في تغريدة: "فينك ما شاركتيش معنا"، لتُجيبه بعد 7 دقائق بتغريدة: "أنا معاكم ده طبعاً ده تشريف"، فسرعان ما أعلن: "يبقى مع أبو نورة (محمد عبده) في حفلة 22".
حوار الفجر هذا يثير الكثير من التساؤلات على رأسها هل كان مدبّراً وما التغريدات إلا استعراضاً أمام الجمهور؟ وهو على الأغلب كذلك، ولكن ما الذي يحاول آل الشيخ إيصاله بطلبه الذي أتى دون أي مقدمات وعلى الملأ؟ هل بهذه الطريقة يدير تركي آل الشيخ الترفيه في المملكة من خلال صفقات سريعة على تويتر أم أنه يستعرض سلطته على الجمهور؟
ثم ماذا تعني له سرعة الرد التي تلقاها؟ وكيف كان سيتصرّف إن قوبل طلبه بالرفض؟ أو هل تستطيع أنغام أن ترفض وعلى الملأ؟
ما تعرّضت له الفنانة المصرية آمال ماهر قد يجيب عن آخر سؤال بالتحديد.
خلال 7 دقائق فقط، أبرم تركي آل الشيخ صفقة مع الفنانة أنغام على الملأ، أمام الجمهور، وفي تويتر. هل هناك ضغوط على الفنانين للمشاركة في فعاليات هيئة الترفيه السعودية؟
بحسب عدة مصادر: إقامة جبرية تتعرض لها الفنانة آمال ماهر في منزل أحد أقاربها بأمر من تركي آل الشيخ، وبعلم السيسي. فهل بوسع الفنانة أنغام أن ترفض طلب تركي آل الشيخ؟
إقامة جبرية بعلم السيسي
لم يعد هناك أي حضور للفنانة آمال ماهر على الساحة الفنيّة أخيراً. تطلّ بمنشور على مواقع التواصل من فترة إلى أُخرى لتشارك بمناسبة عالمية ما، آخرها كان يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار/مارس الماضي، ولكن ليس أكثر من هذا (علماً بأنها ليست هي التي تدير حسابها)، والسبب تركي آل الشيخ.
عدة أنباء تتحدث عن فرض الإقامة الجبرية على ماهر التي تقيم في منزل أحد أقاربها بأمر من آل الشيخ الذي مارس نفوذه داخل أجهزة الأمن المصرية بتوصية مباشرة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد انفصال ماهر عنه عقب زواج لم يُعلنه أي منهما رسمياً، وفقاً لما أكدته مصادر مقربة من ماهر لموقع درج. ولفتت إلى عدم استطاعة ماهر الوصول إلى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن من يديرها أشخاص تابعون لآل الشيخ.
وضجّت مواقع التواصل في أيلول/سبتمبر 2018 مطالبةً بالكشف عن حقيقة ما يجري مع آمال ماهر، التي لم تظهر حتى اللحظة بأي مناسبة أو حوار تلفزيوني أو حفل. حينذاك، وبينما كان نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر ينفي تعرّض ماهر للإخفاء القسري، قالت الإعلامية المصرية شهيرة أمين إن قوات الأمن اقتحمت شقة جارتها آمال ماهر في حي المعادي (جنوب القاهرة) وفتشت محتوياتها قبل أن تغلقها بالشمع الأحمر، وأن تلك القوات منعتها من الدخول، مرجحةً أن يكون آل الشيخ وراء ما حصل.
وقال هاني شاكر آنذاك إن ماهر "في رحلة استجمام مع ابنها بعد فترة من الضغوط الحياتية والفنية، ولا يوجد ما يدعو للقلق".
وكشفت ماهر قبل أن يتم إسكاتها: "كل الحرب اللي بتحصل لي دي علشان يجبروني أكون في مكان أنا مش عايزاه... أنا بنت مصرية عمري ما أقبل على نفسي الغلط وعمري ما أقبل أنحني لحد مهما حصل". وتابعت: "الضغوط والحرب اللي بتعرض لها أنا وأخواتي وعائلتي من فترة طويلة بتتزايد. امبارح الاستوديو بتاعي اتشمع والنهارده صيدلية أخويا اتشمعت، دة غير التهديدات والشتايم اللي على موبايلاتنا يا ترى حنفضل ساكتين لحد امتى الله أعلم؟!".
وفي آذار/مارس 2018، حررت ماهر محضراً (رقم 4410 لسنة 2018 جنح) ضدَّ تركي آل الشيخ، تتهمه فيه بضربها أمام بيتها في المعادي، برغم وجود عددٍ من رجال الأمن لحظة حدوث الواقعة.
هذه لمحة عمّا تعّرضت له، ولا تزال تتعرض له آمال ماهر، التي فشل أمن دولتها في حمايتها، وهو ما يدفعنا لنتساءل: هل هناك ضغوط على الفنانين للمشاركة في فعاليات آل الشيخ الترفيهية؟ وما مصير من يرفض عروضه مع كل النفوذ التي يتمتّع به؟
"إللي بعده"
لم يُظهر آل الشيخ عظمته في حواره فجر 17 أيلول/سبتمبر مع أنغام، ولا في ما يفعله بآمال ماهر فقط، فلا يزال الكثيرون يذكّرون الفيديو "الأسطوري" الذي أعلن آل الشيخ من خلاله انضمام الإعلامي عمرو أديب إلى مجموعة قنوات الإم بي سي، فتلك الصفقة كانت مثيرة أيضاً.
ظهر أديب خجولاً في مقطع الفيديو الذي تم تداوله في حزيران/يونيو 2018 بينما كان يُعلن آل الشيخ بأن أديب "أصبح أغلى مذيع في الشرق الأوسط"، مُرحباً به في السعودية بالقول: "Welcome to Saudi Arabia" ومن ثم أضاف: يلا اللي بعده (مع ضربة على الكتف).
ولا يضيّع أديب منذ تلك الجلسة أي فرصة للدفاع عن آل الشيخ عبر برنامجه "الحكاية"، أو الترويج لخططه الترفيهية، أو مدحها، آخرها مساء 16 أيلول/سبتمبر حينما روّج عبر حلقته عن ملف يتضمن 166 صفحة لفعاليات آل الشيخ الترفيهية بمناسبة العيد الوطني السعودي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...