ما إن نشر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدته التي انتقد بها حكاماً يخافون من شعوبهم، وتحدث عن الأحلام الضائعة لملايين الشباب العرب حتى انهالت عليه ردود من ناشطين وصحافيين يذكرونه بالتدخلات الإماراتية في اليمن وليبيا والحصار على قطر، واعتقالات تطال ناشطين في بلاده.

وكتب محمد بن راشد آل مكتوم على تويتر: "علمتني الحياة أن الخليفة عمر بن الخطاب كان يخاف. كان يخشى أن تتعثر بغلة في الطريق فيُسأل عنها. نرى اليوم حياة الملايين من الشباب العرب تتعثر، وآمالهم تتبخر، بسبب حاكم يخشى النوم بين شعبه".

وأضاف: "علمتني الحياة إذا خاف حاكم من شعبه، فلا بد أن يخاف الشعب على مستقبل بلاده".

وحصدت التغريدة أكثر من 30 ألف إعجاب، و14 ألف اعادة نشر لها، بعض المغردين تفاعل معها بإيجابية ووصفه البعض "بالحاكم الرشيد الذي يزرع الأمل في شعبه".  وقال الإعلامي الإماراتي سعود الكعبي في رده على التغريدة:" أنتم من يزرع الأمل ويشحذ الهمم ويدفع الطموح ويرتقي بالإنسان والمكان. أنتم سيدي الدافع الأكبر لكل ماهو أفضل للشعب والأرض".

"كلامك جميل لكن…"

ولعل استشهاد الشيخ محمد بن راشد بقصة عن الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب الذي يصفه المسلمون بأنه رمز للعدل في دينهم، هو ما دفع عدداً من الشخصيات العربية والنشطاء للرد مذكرين بالسياسات الإماراتية في المنطقة. كما طالبه بعضهم بالرد على ما أثير عن انتهاكاته بحق زوجاته.

وكتبت الاعلامية في قناة الجزيرة القطرية غادة عويس، مخاطبةً حاكم دبي، : "دعنا من الشباب وحدّثنا عمّا تكتبه الصحافة الغربية عنك. أنت شخصية عامة يعني نموذجاً للشباب، فأي نموذج تقدّمه عن شخصيتك هذه الصحافة؟".

وتفاعل مدونون مع رد عويس،  فكتب عاطف الجعدي : "علمتنا الحياة أن أخاف إذا هربت زوجتي فيسأل عنها لماذا هربت!".

ونشرت صحيفة التايمز البريطانية، في الأسبوع الماضي، تقريراً عن منع الشيخ محمد بن راشد، زوجته السابقة راندا البنا، من رؤية إبنتها، منذ سنوات طويلة، وعن تعرضها للتنكيل حين حاولت زيارتها.

كما كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تموز/يوليو الماضي، هروب زوجته  الأميرة هيا بنت الحسين برفقة نجليها الى لندن، حيث طلبت من القضاء البريطاني حمايتها هي وأسرتها من زوجها الشيخ محمد بن راشد.

وتساءل عدد من النشطاء العرب عن مصير إماراتيين معتقلين باتهامات تتعلق بحرية الرأي في الإمارة التي تفرض على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قيوداً صارمة بموجب قانون أصدرته لمكافحة جرائم تقنية المعلومات عام 2012.

في هذا السياق، كتب المدون الفلسطيني أدهم أبو سلمية : "ماذا عن عشرات الشباب الإماراتي المبعد من وطنه لأن حياته مهددة بالاعتقال كما عشرات معتقلي الرأي، وأكثر من ذلك يحرم أهله من السفر لزيارته! هل يعد هذا خوف النظام من الشعب؟!". وقال أبو سلمية : "كلامك جميل لكنه لا يتفق مع الفعل للأسف، كم كنا نود أن تكون الإمارات قبلة لكل أبناء الأمة ومعول بناء لا هدم".

حاكم دبي يكتب تغريدة يأسف فيها على الأوضاع التي يعيشها الملايين من الشباب العرب، وتعثر أحلامهم وتبخر آمالهم بسبب الحكام. ومدونون ينتقدون تدخل الإمارات في ليبيا واليمن.

  الجدل الذي أثاره حاكم دبي باستشهاده بقصة عن الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب الذي يصفه المسلمون بأنه رمز للعدل في دينهم، دفع العديد من الشخصيات العربية والنشطاء لمطالبته بالرد حول ما أثارته الصحافة الغربية عن قيامه بانتهاكات بحق زوجاته.

جزء كبير من المغردين العرب ذكّر حاكم دبي بما أسموه السياسات الخاطئة لدولة الإمارات بحق الشعوب العربية، لا سيما في اليمن حيث تدعم أبو ظبي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ضد الحكومة الشرعية، وفي ليبيا حيث تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر ضد المجلس الرئاسي المعترف به دولياً.

وقال محمد المسوري محامي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في تدوينة : "علمتني الحياة إن ما بنيتموه في الإمارات في السنوات الماضية، سيهدم سريعاً كما بني، إن لم تتداركوا الأمر سريعاً".

‏وأضاف المسوري: "كونوا كما كنتم في حالكم وفي شأنكم الداخلي، ولا تسمحوا للصغار بينكم بهدم المعبد على رؤوس الجميع. والله إن عواقب ما يحدث في المنطقة بسبب تدخلاتكم وخيمة... نصيحة صادقة وكفى!".

وخاطب الناشط اليميني محمد عبدالله المسمري حاكم دبي، قائلا " علمتني الحياة أن جيشكم الذي دربتموه وسلحتموه وأنفقتم عليه المليارات انهار في غمضة عين في جبال ووديان اليمن على أيادي الحفاة اليمانيين ".

وأضاف المسمري: "علمتني الحياة أن الإمارات أصبحت شوكة في حلق الأمة الإسلامية وخنجراً في ظهر كل مسلم وكل عربي. علمتني الحياة أنكم كالخمر ضرركم أكثر من نفعكم".

وقال حامد الزاوي الناطق باسم المجلس الرئاسي الليبي: "ستعلمك الحياة أن دخولكم  ليبيا ودعمكم للإنقلابيين ونشر الفوضى بها ستكلفك الكثير، ربما لن تبقوا لشعبكم حكاماً. عندها فقط ستتعلم من الحياة ذلك الدرس".

وذكّره مدونون آخر ن بالأزمة الخليجية التي أدت إلى انقطاع التواصل بين الكثير من العائلات الإماراتية وأقاربهم في قطر منذ عام 2017.

وكتبت فاطمة من قطر :"جميل ضرب أمثال بحال الخلفاء وعدالتهم لكن هل من العدالة إدخال شعوب بريئة في خلافات سياسية وتعقيد تواصل الأرحام وذوي القربى وعدم شعوركم بتعب كبار السن والمرضى والأمهات بأطفالهم الصغار، وهم ينتقلون من بلد لآخر لزيارة أقاربهم ثم عدم اهتمامكم بالتكاليف المضاعفة عليهم لشراء التذاكر".