10 أعوام مرّت على تحوّل اسم مجموعة قنوات الرياضة القطرية البنفسجية من "الجزيرة الرياضية" إلى مجموعة قنوات الرياضة والترفيه BeIN SPORTS وبالتحديد في كانون الثاني/ يناير عام 2014. تأسّست "الجزيرة الرياضية" في آب/ أغسطس عام 2003 وانطلق البث في تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام.
يعتبر البعض أن تغيير الاسم كان هروباً من الربط بين القنوات الرياضية وشبكة الجزيرة الإخبارية، ولكن المعلق السابق لدى قنوات BeIN SPORTS وحالياً لدى قنوات SSC السعودية، حاتم بطيشة، له رأي آخر. يقول لرصيف22: "حتى وهي بالمسمى القديم، الجزيرة الرياضية، لم تكن لها علاقة بالجزيرة الإخبارية. كان هناك فصل تام للرياضة عن السياسة وأي ضيف أو محلل لمس ذلك وشاهد أنه لا يوجد تداخل بين الشبكتين".
على مدار هذا العقد، لم تهدد هيمنة BeIN أي قناة عربية أو إقليمية وربما عالمية حتّى ظهرت شبكة قنوات SSC السعودية التي يراهن البعض على قدرتها على إطاحة الشبكة البنفسجية عن عرض البث الرياضي، بدعم الحكومة السعودية السخيّة والطامحة إلى الريادة الرياضية عربياً. فهل تنجح حقاً؟ وهل تسعى المملكة إلى التفوق على جارتها الخليجية؟ وهل التنافس بين البلدين في هذا المجال أبعد من تنافس رياضي؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذه العجالة.
الاتجاه نحو العالمية
منذ تأسيسها، مروراً بصعودها فتسيّدها مجال البث الرياضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، امتلكت BeIN مجموعة من نقاط القوة التي منحتها التميّز والشعبية السريعة.
فمجموعة القنوات الرياضية كانت توفر لجمهورها عدداً من البطولات العالمية مجاناً مثل مباريات الدوري البرتغالي والدوري الإسباني. لكنها اضطرت إلى تشفير الدوري الإسباني مثل باقي البطولات، والسبب في ذلك يوضحه بطيشه: "الدوري الإسباني كان يذاع على القناة المفتوحة وطالبت إسبانيا بتشفيره لأن إرسال النايل سات يصل إلى إسبانيا، وبالتالي تطور الفكر والمشروع في توسّع كبير، ومن هنا بدأ التوجه إلى أمريكا الشمالية وآسيا وأستراليا وفرنسا وإسبانيا بعد أن كان مقتصراً فقط على شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
على مدار العقد الأخير، لم تهدد هيمنة BeIN أي قناة عربية أو إقليمية وربما عالمية حتّى ظهرت شبكة قنوات SSC السعودية التي يراهن البعض على قدرتها على إطاحة الشبكة البنفسجية عن عرض البث الرياضي، بدعم الحكومة السعودية السخيّة والطامحة إلى الريادة الرياضية عربياً. فهل تنجح حقاً؟ وما التحديات التي قد تعرقلها؟
الإدارة الجديدة
بعد أن تحوّل اسم القناة إلى مجموعة قنوات BeIN SPORTS تم تعيين ناصر الخليفي رئيساً لمجلس إدارتها في حين كان مديراً لإدارة البث قبل ذلك. قام الخليفي بتوسيع نشاطات المجموعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتشمل الأفلام والترفيه العام والوثائقيات والمحتوى المخصص للأطفال. وفي عام 2016، امتلك الخليفي استوديوهات ميراماكس في هوليوود، وهي تتميز بإنتاج أبرز الأفلام الدولية الحائزة جوائز عالمية، وذلك وفقاً لما ذُكر على موقع BeIN Media Group.
وأصبحت قنوات BeIN SPORTS تستحوذ على بطولات عالمية بشكل حصري على غرار الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى في إنكلترا، والدوري الإسباني، والدوري الفرنسي، والدوري الألماني، وبطولة دوري أبطال أوروبا، وبطولة دوري أبطال أفريقيا، وبطولة كأس العالم، وأمم أفريقيا، وبطولة أمم أوروبا، كل هذا في مجال كرة القدم فقط.
كما أنها توفر خدمة البث المباشر طوال الـ24 ساعة. ففي أي وقت في اليوم عندما تفتح القناة تجد بطولة رياضية تُلعب فهي تستحوذ على بطولة السلة الأمريكية وبطولات التنس جميعها مثل رولان غاروس وبطولة ويمبلدون، وفي السيارات تستحوذ على سباقات "الفورمولا وان"، بالإضافة إلى الأولمبياد وغيرها من البطولات.
استقطاب الكفاءات الأجنبية
أحد أسباب نجاح المجموعة البنفسجية هو قدرتها على استقطاب الكفاءات الرياضية العالمية مثل المعلقين الرياضيين الشهيرين في Sky Sports، ريتشارد كيز وآندي غراي اللذين يقدمان برنامج The Keys & Gray Show. وقد صرّح كيز بأنهما يحظيان بملايين المشاهدات على قنوات BeIN SPORTS، وبأنه يشغل وظيفة أكبر بكثير من التي كان يشغلها في Sky Sport، في إشارة منه إلى مكانة القناة البنفسجية.
تأثير BeIN على قنوات أبوظبي الرياضية
قبيل ظهور المجموعة القطرية، كانت مجموعة قنوات أبوظبي الرياضية تستحوذ على الدوري الإنكليزي الذي يكتسب شعبية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. لذلك جذبت الأنظار إليها، كما عزّزت البطولات لديها بإذاعتها مباريات الديربي الإسباني والأشهر عالمياً، بين نادي ريال مدريد وبرشلونة. كذلك، كانت لديها حقوق بث الدوري الإيطالي وبعض مباريات دوري أبطال أوروبا.
وكان حصول أبوظبي الرياضية على حقوق بث مباريات الدوري الإنكليزي بمثابة نجاح كبير إذ حصلت عليه اعتباراً من عام 2010 من مجموعة قنوات شوتايم مقابل 360 مليون دولار كما ذكر على موقع Sport 360.
وفي عام 2009، قال المدير التنفيذي لشركة أبوظبي، إدوارد بورغيردينغ لجريدة الرياض السعودية، "هذه فترة حاسمة لأبوظبي وشركتنا للإعلام حيث أنشأنا شراكة مع أكثر البطولات إثارة في العالم. وهدفنا أن تستمر الشراكة مع الدوري الإنكليزي لسنوات عديدة للبث في الوطن العربي وتقديمها للأسرة العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهذا يدعم إستراتيجيتنا للتطوير نحو تقديم أفضل الخدمات الترفيهية والرياضية والإخبارية للجمهور العربي".
لكن هذا النجاح لم يدم طويلاً إذ استحوذت مجموعة قنوات BeIN SPORTS على الدوري الإنكليزي، ولكي تستحوذ عليه بالكامل وبشكل حصري في عام 2020 دفعت المجموعة نحو 500 مليون دولار، وفق بلومبرغ.
وأصبح المتنفس الوحيد حالياً لدى مجموعة قنوات أبوظبي الرياضية للمنافسة هو الدوري الإيطالي الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم القادم، وليس واضحاً إذا كانت المجموعة القطرية تنوي الحصول على حقوق بثه هو الآخر.
قرصنة "سعودية"
محاولات السعودية التغلّب على الاحتكار القطري للبث الرياضي لأبرز البطولات العالمية بدأت إبّان أزمة الحصار الخليجي الدبلوماسية، وقطيعة كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين لدولة قطر، لكن بطريقة غير شرعية.
في عام 2017، ظهرت مجموعة تلفزيونية مقرصنة تسمى BeoutQ تبث بشكل كامل كل محتوى مجموعة قنوات BeIN SPORTS، بسبب وقف بث قنوات BeIN في السعودية، ليجد المشاهد السعودي أنه لكي يتابع مباريات أنديته الأوروبية المفضلة ليس عليه سوى القرصنة.
حققت BeoutQ انتشاراً كبيراً داخل السعودية، الأمر الذي أثار غضب رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، فصرّح: "على السعودية الالتزام بقواعد البث… حكم منظمة التجارة العالمية يثبت بلا جدل دور السعودية في واحدة من أكثر عمليات القرصنة تعقيداً وضرراً على الإطلاق"، وذلك حسب موقع قنوات BeIN SPORTS الرسمي.
المنافس السعودي
لاحقاً، تحديداً خلال عام 2022، ظهرت قنوات SSC السعودية كمنافس محتمل للمجموعة القطرية إذ حصلت الأولى على حقوق بث بطولة كأس إسبانيا ثم بطولة السوبر الإسباني، فبطولة دوري أبطال آسيا. ومع الطفرة التي يشهدها الدوري السعودي لكرة القدم، بقدوم لاعبين أوروبيين، لمع اسم مجموعة القنوات السعودية اعتباراً من عام 2023 بالتزامن مع حصولها على حقوق بث بطولة كأس العالم للأندية.
يرى المحلل السعودي علي يعقوب أن القنوات السعودية ليست مؤهلة بعد إلى منافسة نظيرتها القطرية حيث خاطب القائمين على SSC قائلاً: "الأغلبية بل الجميع يشعر بأن القناة تسير بدون مشروع وبدون أي طموح، وهنالك هدر مالي كبير واستغلال مُقرف لحقوق الدوري السعودي"
في موازاة دخولها قلب المنافسة مع BeIN SPORTS على النقل الحصري للبطولات العالمية، ظهر تنافس من نوع آخر بين الطرفين على الأسماء التي لها باع في مجال التعليق الرياضي ومجال التحليل، فاحتفظت المجموعة السعودية بمعلقين بارزين على رأسهم فارس عوض وحاتم بطيشة وفهد العتيبي ومدحت شلبي وغيرهم. وأخيراً، شهدت صعود أسماء لافتة في مجال التحليل بينها أحمد عز وتامر بدوي اللذان يمتازان بالتحليل الحديث القائم على العلم والأرقام، وليس التحليل الذي يعتمد على خبرة لاعب سابق في كرة القدم كما يحدث في استديوهات BeIN.
مع ذلك، لا يبدو أن SSC تصل إلى اعتبارها تهديداً لشعبية BeIN على مستوى العالم والشرق الأوسط، على الأقل حالياً وفي المستقبل القريب. أحد العوائق الرئيسية أمام المجموعة السعودية هو أنها تبث فقط عبر القمر الصناعي عرب سات بينما تظهر المجموعة القطرية على جميع الأقمار الصناعية - النايل سات وعرب سات وبدر 1 و2.
يدعو هذا للتساؤل أحياناً إذا كان العائق نفسه يقف أمام محاولات SSC للفوز بحقوق بث المنافسات الأوروبية بما في ذلك الدوري الإسباني الذي تنتشر بعض التكهنات بأنه سوف يذاع على قنوات SSC.
إلى ذلك يعتقد المحلل السعودي علي يعقوب أن "الفوز بحقوق البث يعتمد على كمية ضخ الأموال والعلاقات وأحياناً يتدخل رؤساء دول في الفوز بالبث وشراء لاعبين، كما حدث في فرنسا في تجديد عقد إمبابي في المرة الأولى وعدم ذهابه إلى نادي ريال مدريد. كذلك، يحدث في عمليات شراء حقوق البث، فالعلاقات أولاً وثانياً وثالثاً لها دور في الفوز، بالإضافة طبعاً إلى الأموال التي تُدفع من أجل الشراء".
مع ذلك، هو يرى أن القنوات السعودية ليست مؤهلة بعد إلى منافسة نظيرتها القطرية. كتب في تغريدة عبر "إكس"، منشوراً مطولاً موجهاً للقائمين على SSC يؤكد لهم فيه: "الأغلبية بل الجميع يشعر بأن القناة تسير بدون مشروع وبدون أي طموح، وهنالك هدر مالي كبير واستغلال مُقرف لحقوق الدوري السعودي".
جرأة يعقوب نابعة من غيرته على تنافسية قناة بلاده، ومن عدم التجهيز لمنافسة مع شبكة بحجم BeIN حيث يضيف في التغريدة: "تخيلوا أن القناة هذه التي تمتلك حقوق الدوري السعودي ما عندها غير استوديو واحد تُعرض فيه ثلاثة برامج (استوديو تحليلي، ونشرات أخبار، وبرنامج راوند أب)، وعندها استوديو آخر في مقر العالمية يعرض فيه برنامج برا الـ18، بعكس القنوات الرياضية الإماراتية والقطرية مثل الكأس وأبوظبي التي تنقل دوري أقل من دورينا مع احترامي الشديد لهم من استوديوهات مختلفة وبرامج متنوعة وتغطيات استثنائية تجذب حتى غير المهتمين بدورياتهم ولنا في كأس آسيا خير مثال".
وهو يحذّر القائمين على القناة: "يجب أن تعلموا أن سقف طموحنا عالٍ وعالٍ جداً وما يحدث لا يرضينا كمشتركين ومستهلكين دافعين مبلغاً وقدره لمتابعة دورينا بأفضل جودة ممكنة وبمحتوى راقٍ"، ناصحاً إياهم "إذا أردتم بناء مشروع إعلامي رياضي كبير ومؤثر لا تفكروا في الأرباح إلّا بعد 5 سنوات… اصرف، ادفع، تعاقد، تعاون، ابحث عن القصور والمشاكل المتكررة، وبادر بحلّها، قدّم تجربة جديدة ومختلفة للمتابع والمشترك".
ربما تجيب تدوينة يعقوب على مدى قدرة المجموعة السعودية على سحب البساط من تحت أقدام المجموعة القطرية الراسخة. لكن لا أحد يعلم، فالأخطاء تُعالج والمشكلات قد تُحل. كما أن BeIN ليست مثالية بل وتواجه مشكلات داخلية وخارجية.
صراعات داخل القناة البنفسجية
بعد نهاية كأس العالم في قطر 2022، والتغطية الناجحة لقنوات Bein، خرج المذيع القطري عبد العزيز النصر ليعلن استقالته من المجموعة ويذكر أن التوقيت غير مناسب ولكنه سوف يكشف كل شيء قريباً.
لكن النصر عاد مرة أخرى للقناة وبدأ يلمع نجمه أكثر على شاشاتها على حساب زميله وقائد المذيعين محمد سعدون الكواري إذ افتتح النصر الاستديو التحليلي لبطولة يورو 2024 من قلب ألمانيا ولم يسافر الكواري كما كان معتاداً. وسافر النصر أيضاً لحضور دور نصف النهائي والنهائي للبطولة في ألمانيا واحتفل بسفره عبر منصة "إكس" بنشر صورة تجمعه بفريق العمل المسافر من القناة، مع تعليق: "عائلتي".
ومن المذيعين، إلى المراسلين والضيوف. قال الإعلامي الرياضي سهيل الحويك الذي يظهر ضيفاً أساسياً في برنامج "المساء الرياضي"، مع انطلاق يورو 2024، إن إيطاليا فازت بالبطولة الماضية بطريق الحظ. الأمر الذي يبدو أنه أثار غضب المتخصص في تغطية الدوري الإيطالي، حسن ياسين، فردّ: "بالمناسبة في عالم كرة القدم عندما تتحدث عن حظ تسبب بفوز أي فريق أو منتخب ببطولة ما، فهذا يعني ببساطة أنك لا تفقه شيئاً على الإطلاق في هذه اللعبة، وبالتالي نصيحة أن تحاول تعلم أبجدياتها".
أزمة تجديد وأزمة هوية
عندما يخرج مقدم ومحلل برامج Bein السابق أيمن جادة، في تصريح قوي بأنه لا يستمع إلى المعلقين العرب زملائه في القناة وبأن لديه قانوناً في المنزل: أنه يستمع إلى المعلق الإنكليزي فقط، والسبب في ذلك أن المعلق الإنكليزي إذا لم يقدم له معلومة جديدة، فعلى الأقل "لن يسبب له وجع رأس"، كما قال في مقابلته مع موقع المشهد.
@almashhadmedia أيمن جادة يتحدث عن أسباب تفضيله المعلقين الإنجليز على العرب بالرغم من حبه الكبير للغة العربية يمكنكم متابعة المقابلة كاملةً في بودكاست #معلبنا مع الكابتن #لطفي_الزعبي عبر قناة ومنصة #المشهد ♬ original sound - Al Mashhad المشهد
كان هذا التعليق الأغرب، بعد أن رحل عن المجموعة القطرية، ومعه عدد من المعلقين ومقدمي البرامج أبرزهم الأخضر بريش ويوسف سيف ورؤوف خليف. هذا الرحيل تسبب في اعتماد القناة البنفسجية بشكل كبير على المعلق حفيظ دراجي الذي هوجم بشدة من جمهور كرة القدم في الوطن العربي عبر "إكس"، بما في ذلك من لاعب كرة القدم السابق وصانع المحتوى مساعد فوزان كتب أن حفيظ دراجي أزعجه كثيراً كما أزعج الكثير من متابعي كرة القدم بسبب عدم الحياد في التعليق.
يبرر حاتم بطيشة أزمة المعلقين في المجموعة القطرية بأن "القصة تتلخص في الحقوق والكم. حتّى عام 2010، كان كم المباريات الذي يُعرض على قنوات Bein معقولاً جداً وكمية البطولات تتناسب مع عدد المعلقين في القناة، ويتم توزيعها عليهم بشكل عادل، إلى أن حصل الاستحواذ على شبكة ART فزادت حقوق بث المباريات ما سبّب ضغطاً كبيراً على المعلقين الموجودين في القناة رغم استقطاب معلقين جدد".
الأمر الثاني - بحسب بطيشة - هو كثرة المباريات واستمرارها على مدار الأسبوع كله تقريباً إذ "كان المتفق عليه أن تُلعب جميع المباريات يومي السبت والأحد ولكن حالياً تلعب أيام الجمعة والسبت والأحد والاثنين، ثم مباريات دوري الأبطال تُلعب يومي الثلاثاء والأربعاء، ومباريات اليويفا يوم الخميس، فأصبح العمل طوال الأسبوع، وعدد المعلقين غير كافٍ للمباريات. لذا كنا نعلق أحياناً على ثلاث مباريات في اليوم الواحد".
التعليق على الطريقة التقليدية
لا تعتمد BeIN سياسة التجديد ومواكبة العصر، بل تحافظ على نفس أداء التحليل القديم، ستديو يحتوي على "كوكبة من نجوم العالم العربي"، كل منهم يعطي رأيه فقط ووجهة نظره مع شبكة قوية من المراسلين، ولكن لا وجود للإحصائيات والرسوم البيانية التي ينبغي أن يعرضها المحلل للجمهور، بل يكتفي بالمعلومات التي يأخذها من فريق الإعداد قبل المباريات.
في التعليق أيضاًً، ومع وجود مجموعة جديدة من الشباب مثل أحمد البلوشي وحسن العيدروس وعامر الخوذيري ما زالت القناة تعتمد في البطولات والمباريات الكبرى على الحرس القديم الممثل فى عصام الشوالي وعلي محمد علي وحفيظ دراجي.
عن ذلك، يقول بطيشة: "هناك مدرستان في التعليق رئيستان، الأولى مدرسة الزعيق والصراخ المبالغ فيه بداعٍ أو بدون داعٍ، والمدرسة الثانية التي أنجذب إليها وهي التعليق الهادي الذي يتطرّق إلى النواحي الفنية ويبتعد عن التضخيم والتفخيم والصراخ".
"الموضوع ليس ضخاً مالياً. فالجهتان لديهما قدرات مالية عالية ولكن الجمهور يميل أكثر إلى المهنية التي بدأت BeIN تفتقدها"... على الرغم من المزايا ونقاط القوة التي تتمتع بها المجموعة القطرية فهي تواجه تحديات ليست بالقليلة أبرزها الخلافات الداخلية، وعدم التجديد في مجال التعليق والتحليل، وقلة عدد المعلقين والمآخذ على طريقة عدد منهم
يستدرك المعلّق المصري: "لكن في آخر سبع سنوات أصبح لدينا مشكلة لدى المتلقي العربي الذي أصبح لا يفرق بين الجيد والسيىء، لذلك كان يجب على مسؤولي القناة مراعاة الفروق في المدارس أثناء توزيع جدول المعلقين، إنما حدث انحياز للمدرسة التي تفضل الزعيق والزجل والشعر لبعض اللاعبين أثناء سير المباراة".
في بطولة كبيرة مثل اليورو، قررت القناة القطرية الاستعانة بجندي سابق لها، هو علي سعيد الكعبي، ليعلق على المباريات الكبرى، الدعوة التي أعلن الكعبي أنها جاءت من رئيس القناة شخصياً - ناصر الخليفي.
هذا الحديث يطرح مزيداً من التساؤلات حول ما إذا كان الجمهور السبب في سوء مستوى المعلقين، لا سيّما أن انتقادات الجمهور لهذا النمط من المعلقين لا تتوقف. يتابع بطيشة: "القناة تبحث عمّا يُرضي الجمهور، فإذا كان هناك مشكلة لدى الجمهور في النوع الذي يروقه من المعلقين، فيجب أن لا تسير إدارة القناة على هواه بل أن تحاول توجيهه إلى الطريق الصحيح. فأنت غير مطالب بإرضاء الجمهور في كل شيء لأن الاستناد إلى الشعبية والجماهيرية خطأ، ويجب أن تكون الأولوية للاختيار وفق معايير التقييم المهنية، حتى لا نكتفي بالمعلق الذي يقول كلمتين محفوظتين في كل مباراة دون اعتبار لأهمية المباراة والمنافسين والأحداث".
هل تواصل BeIN نجاحها؟
يرى المحلل الرياضي وصانع المحتوى، عمرو منعم، أن تفوّق القناة البنفسجية ينطفئ شيئاً فشيئاً. يقول لرصيف22: "التفوّق القطري في حالة تلاشٍ بمرور الوقت. فقد خسرت BeIN العديد من البطولات خلال السنوات الماضية، فهي لا تملك شيئاً عن الكرة الإيطالية سواء الدوري الأيطالي أو السوبر أو كأس إيطاليا، بالإضافة إلى بطولة كوبا أمريكا".
ويتابع: "أضف إلى ما سبق عدم ثقة الجماهير في مهنية القناة، بالإضافة إلى ضعف المحللين، عكس مجموعة SSC التي تعتمد على قوة المحللين والمهنية، فالمجموعة السعودية بمرور الوقت تثبت أقدامها. لذلك من المحتمل أن ترى انتصارات كبيرة لها في حقوق البث قريباً، فالمشروع السعودي ليس وليد الصدفة ولا العشوائية فهو مخطط له من سنوات. لذلك هو قادم بقوة".
وفي ما خصّ قوة المال، يعتقد منعم أن "الموضوع ليس ضخاً مالياً. فالجهتان لديهما قدرات مالية عالية ولكن الجمهور يميل أكثر إلى المهنية، التي بدأت BeIN تفتقدها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.