شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هل تورّط كبار رجالات الشيعة في تدمير الخلافة العباسية حقاً؟

هل تورّط كبار رجالات الشيعة في تدمير الخلافة العباسية حقاً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

الخميس 20 أبريل 202307:38 ص

رغم مرور ما يزيد عن 760 عاماً على وقوع الغزو المغولي لبغداد عام 656هـ/ 1258م، لا تزال تلك اللحظة التاريخية الدامية محافظة حتى الآن على ما ارتبط بها من زخم عاطفي كبير، سببه الأساسي السقوط الدامي لعاصمة الخلافة أمام زحف المغول المدمر.

الغزو المغولي لبغداد عام 656هـ/ 1258م.

وارتبط تخليد العقل الإسلامي الجمعي لتلك اللحظة العصيبة بالصراع المذهبي السنّي-الشيعي، إذ أسهب كثيرون من مؤرخي السنّة في وصف "خيانة" بعض أعلام الشيعة وعلمائهم، ممّن عاصروا أحداث سقوط بغداد، واستفاضوا في وصف كيفية تعاونهم مع العدو المغولي.

ولكن العديد من مؤرخي الشيعة رفضوا هذا الاتهام، وعدّوه تشنيعاً وافتراء باطلاً، يفتقر إلى الموضوعية والحياد، وعملوا على دحضه وتفنيده.

إعصار مغولي على المشرق الإسلامي

في بدايات القرن السابع الهجري، توحّدت قبائل مغولية رعوية تحت قيادة تيموجين، الذي اشتهر في ما بعد باسم جنكيزخان، واجتاحت مساحات واسعة من آسيا، ولم يمرّ الكثير من الوقت حتى حطمت الدولة الخوارزمية في آسيا الوسطى وغرب إيران.

 منكوخان

بعد وفاة جنكيزخان، توقفت موجة التوسعات الحربية المغولية في الأراضي الإسلامية لما يقترب من الثلاثين عاماً، قبل أن تُستكمل في عهد حفيده، منكوخان الذي أعدّ جيشاً قوياً بقيادة أخيه هولاكو، وأمره بالزحف على قلاع الحشاشين الواقعة في إيران.

نجح هولاكو في الاستيلاء على ما يقرب من خمسين قلعة من قلاع الحشاشين المنيعة، وكانت قلعة آلموت، التي استولى عليها عام 654هـ أهم تلك القلاع على الإطلاق، لما عُرفت به من مناعة وتحصين.

هولاكو خان، قائد الجيوش المغوليَّة التي اجتاحت بغداد.

يذكر المؤرخ الإيراني عباس إقبال في كتابه "تاريخ إيران بعد الإسلام" أن المغول قضوا تماماً على خطر الحشاشين، بعدما قتلوا زعيمهم ركن الدين خورشاه.

وفي الوقت ذاته، كان استيلاء هولاكو على آلموت سبباً في لقائه بالعالم والفيلسوف الشيعي المعروف نصير الدين الطوسي، وكان الأخير محتجزاً في قلعة آلموت منذ سنين. وتروي مصادر أنه سرعان ما توطدت العلاقة بينهما، فأصبح الطوسي "اليد اليمنى لهولاكو ووزيراً له"، بحسب ما يذكر ابن العبري في كتابه "تاريخ مختصر الدول".

هولاكو الطامح إلى استكمال فتوحاته المظفرة وجّه أنظاره بعد ذلك صوب بغداد، فأرسل إلى الخليفة المستعصم بالله طالباً الطاعة والتسليم، ولما لم يتلقَّ منه إذعاناً وتسليماً، تحرك بجيوشه الجرارة إلى بغداد، فدخلها بعد فترة قصيرة من الحصار.

الرواية السنّية... تفسير تآمري وخيانة

تذهب أكثرية الروايات السنّية التي عرضت أحداث الغزو المغولي لبغداد إلى مسؤولية اثنين من كبار رجال الشيعة عن هذا الغزو، وهما الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي، والفيلسوف نصير الدين الطوسي.

نصير الدين الطوسي جالساً على مكتبه في مرصد مراغة في بلاد فارس.

أصحاب هذا الرأي من المؤرخين يرون أن الوزير الشيعي الاثناعشري، ابن العلقمي، كان يعمل على تدمير الخلافة العباسية بكل وسيلة ممكنة، بسبب الأذى الذي تعرّضت لها طائفته قُبيل وصول المغول إلى بغداد.

يذكر الدكتور السيد الباز العريني، في كتابه "المغول"، أن الاحتدام المذهبي السنّي-الشيعي في بغداد كان على أشده في الفترة القصيرة التي سبقت الغزو المغولي، إذ وقع نزاع بين الفريقين، وقامت قوات الخلافة باجتياح حي الكرخ، ذي الأغلبية السكانية الشيعية، وقُتل كثيرون من الشيعة الاثناعشريين وقتها.

ويتفق كل من ابن الوردي في تاريخه وشمش الدين الذهبي في كتابه "العبر في خبر من غبر"، على أن ما تعرّض له الشيعة في حي الكرخ، من سلب ونهب وتنكيل، كان السبب الرئيسي في خيانة ابن العلقمي.

في طريقها إلى بغداد، لم تختر جيوش المغول ضحاياها على أساس مذهبي، فقد "نُكبت الأمة، وسُفكت دماء الشيعة والسنّة" بحسب تعبير المؤرخ السنّي ابن الوردي... فلماذا يلصق المؤرخين تهمة الخيانة بالشيعة؟

ويتبنى ابن تغري بردي، في كتابه "النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة"، هذا القول، ويضيف إليه أن ابن العلقمي خان الخلافة العباسية، لأنه كان يُمني نفسه بزوال ملك العباسيين، وتنصيب أحد العلويين في منصب الخلافة.

في هذا السياق، يؤكد مؤرخو السنّة أن ابن العلقمي تبادل عدداً من الرسائل السرية ذات الطابع التآمري مع هولاكو. ويذكر ابن أيبك الصفدي أخبار بعض تلك المراسلات في كتابه "الوافي بالوفيات"، فيروي أن الوزير الشيعي أراد إرسال رسالة إلى المغول، وخاف انكشاف أمره، فأتى بأحد الخدم "وحلق رأسه حلقاً بليغاً، وكتب ما أراد عليه بوخز الإبر كما يُفعل بالوشم، ونفض عليه الكحل وتركه عنده إلى أن طلع شعره، وغطى ما كتب، فجهزه وقال إذا وصلت مرهم بحلق رأسك ودعهم يقرأون ما فيه، وكان في آخر الكلام قطعوا الورقة، فضربت رقبته".

وأكدت مصادر سنّية عدّة أن مقترحات ابن العلقمي كانت السبب الرئيسي في إضعاف جيش الخلافة، وتهيئته ليصبح لقمة سائغة في ميدان المعركة، إذ تقلص عدد المقاتلين التابعين للخليفة، مما يزيد عن المئة ألف إلى أقل من عشرين ألفاً، بعدما عُزلوا عن إقطاعاتهم التي كانت تدر الأموال عليهم.

هولاكو خان على رأس جيشه الكبير.

يذكر ابن الوردي في تاريخه: "كان عسكر بغداد مائة ألف فارس، فحسن ابن العلقمي وأمثاله للمستعصم قطعهم ليحمل إلى التتر متحصل إقطاعاتهم، فصار عسكر بغداد دون العشرين ألفاً".

ويصف تاج الدين السبكي، في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"، الحالة المهينة التي وصل إليها جند الخلافة في عهد المستعصم بالله بفعل مشورة ابن العلقمي ومكيدته، ويقول إنه بسبب تلك المشورة "صار الجند يطلبون مَن يستخدمهم في حمل القاذورات، ومنهم مَن يكاري على فرسه، ليصلوا إلى ما يتقوتون به".

أما الفيلسوف الشيعي نصير الدين الطوسي، والذي وصفه السبكي في كتابه بـ"الشيطان المبين" وبأنه "من أشد الناس على المسلمين"، فقد اعتبره الكثيرون من مؤرخي السنّة المسؤول الأول عن دفع هولاكو دفعاً للتوجه لغزو بغداد، وذلك بعدما استشاره الأخير كعادته في سؤال المنجمين قُبيل الإقدام على أي عمل مهم، كما اتهموه بأنه هو مَن أشار على هولاكو بتنفيذ المذابح ضد المسلمين من أهل السنّة، وبقتل الخليفة وأبنائه، لتنقطع ذرية العباسيين، وتنهار الخلافة العباسية.

الرواية الشيعية... مقاربة في سياق تاريخي

بعكس وجهة النظر السنّية التقليدية، رفضت مجموعة من مؤرخي الشيعة الأقدمين وبعض مؤرخي السنّة كذلك، التماشي مع نظرية المؤامرة، وذهبوا إلى أن هناك أسباباً أخرى، أكثر موضوعية ومنطقية، من شأنها تفسير سقوط حاضرة الخلافة العباسية.

يمكن القول إن الرواية الشيعية لحادثة سقوط بغداد تعارض مثيلتها السنّية في مجموعة نقاط على قدر كبير من الأهمية والاعتبار.

أغلبية المصادر التاريخية الإسلامية تذكر أن الخليفة العباسي السنّي الناصر لدين الله كان أوّل مَن دعا المغول لدخول بلاد الإسلام، وذلك عندما أرسل إلى جنكيزخان، يطلب منه مهاجمة أراضي وأقاليم الدولة الخوارزمية

النقطة الأولى تتمثل في تركيز مؤرخي السنّة على شخصيتي الفيلسوف نصير الدين الطوسي والوزير ابن العلقمي، واعتبارهما الشخصين اللذين يتحملان كامل المسؤولية عما حدث، دونما اعتبار للروايات التاريخية التي تؤكد محاولتهما إنقاذ المسلمين في أكثر من مناسبة، وعملهما الدائم على تدارك المصيبة التي كانت على وشك الوقوع.

على سبيل المثال، يرفض الباحث الشيعي المعاصر محمد تقي مدرس رضوي اتهام مؤرخي السنّة لنصير الدين الطوسي بالتحريض على إراقة دماء أهل السنّة إبان الغزو المغولي، ويقول في كتابه "العلامة الخواجة نصير الدين الطوسي... حياته وآثاره": "لا شك أن وجود الخواجة كان مؤثراً جداً في الحؤول دون قتل الناس ونهب أموالهم، وفي المحافظة على كثير من العلماء وأهل الفن وإنقاذ أرواحهم من سيف ذلك الجيش السفاح".

ويضيف أن مما يشهد على ذلك أن الطوسي نجح في إنقاذ مجموعة كبيرة من أهل بغداد بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، فقد أنقذ المؤرخ السنّي الحنبلي ابن الفوطي من الأسر، كما أنقذ حياة الابن الأصغر للخليفة العباسي، وأخذه للعمل معه في المرصد الفلكي الذي بناه في مراغة في ما بعد.

وفي السياق ذاته، يذكر ابن أيبك الصفدي، في كتابه الوافي بالوفيات، أن هولاكو لما غضب من علاء الدين الجويني صاحب الديوان، عمل الطوسي على تخليصه مما حاق به من الأذى، وهو سنّي.

نموذج لملابس وعتاد الجنود المسلمين.

أما بالنسبة إلى الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي، فإن ابن الطقطقي، في كتابه "الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية"، مدحه في أكثر من مناسبة، فوصفه بأنه "من أعيان الناس وعقلاء الرجال"، كما كان "عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية، متنزهاً مترفعاً".

ومن بين النقاط المهمة التي عمل عدد من الباحثين المعاصرين على إثبات زيفها وتهافتها القول الشائع بأن العلقمي كان يتراسل سراً مع هولاكو، والادعاء بأن الوزير الشيعي كان السبب في إضعاف جيش الخلافة.

ففيما يخص المسألة الأولى، يذكر محمد عيدان العبادي في كتابه "ابن العلقمي ودوره السياسي"، أن طبيعة عمل ووظيفة ابن العلقمي حتّمت عليه التواصل مع جميع القوى السياسية المؤثرة في عصره، ومنها المغول بطبيعة الحال. ويشكك العبادي في رواية إرسال رسالة سرية مكتوبة على رأس خادم، ويتساءل عن منطقيتها، وكيفية تحمل هذا الخادم وخز كل تلك الإبر لكتابة رسالة كاملة.

أما في ما يخص مسألة إضعاف الجيش العباسي، ومسؤولية ابن العلقمي عن ذلك، فيبدو أنها تتصف بطابع المبالغة والتحامل الواضح على الوزير، ذلك أنه من غير المنطقي التسليم بأن جيش الخلافة وصل لما يزيد عن المئة ألف مقاتل في السنين الأولى من حكم الخليفة المستنصر بالله، إذ أن ذلك العدد لا يتناسب البتة مع السلطة الحقيقية التي حظيت بها الخلافة في تلك الفترة، فمن المعروف أن الخليفة العباسي في القرنين السادس والسابع الهجريين لم يفرض نفوذه الفعلي إلا على بغداد وبعض المدن والقرى الصغيرة المتناثرة حولها، ولو توافرت تلك الأعداد الضخمة من الجند تحت راية الخلافة، لكان من المؤكد أن خلفاء تلك الفترة كانوا سيعملون على الاستيلاء على المزيد من الأقاليم.

ويعلق الدكتور سعد الغامدي على تلك النقطة، فيذكر أنه لو سلمنا جدلاً بحدوث إضعاف فعلي للجيش العباسي في عصر المستعصم بالله، فإن المسؤول الأول عن ذلك، هم أمراء المماليك، من أمثال مجاهد الدين أيبك المعروف بالدويدار الصغير "إذ قاموا بتصفية جيش الدولة العباسية في العقدين أو الثلاثة عقود الأخيرة من عمرها، من جميع العناصر الأخرى، وبذلك اقتصرت قوات المستعصم خاصة على المماليك من جنسهم، ليكون لهم القول الفصل في كل أمر من أمور الدولة".

تصوير حصار المغول لبغداد قبل اقتحامها.

وفي السياق نفسه، تذهب مجموعة من الباحثين إلى أن مشورة ابن العلقمي بالجنوح للسلم والمهادنة مع المغول، كانت على سبيل قبول الأمر الواقع الذي لا يمكن رفضه، فقد طرح الخيار الدبلوماسي "لأن قدرة الخلافة العباسية تنعدم أمام قدرة المغول المتعاظمة، ولذا اختار ابن العلقمي مسالمة ومداراة المغول، للحيلولة دون وقوع مزيد من إراقة الدماء"، بحسب ما يذكر عيدان العبادي في كتابه المذكور.

ويعلق الدكتور رسول جعفريان في كتابه "الشيعة في إيران" على تلك المسألة، مشيداً بموقف الوزير ابن العلقمي، ويقول: "كانت نبوءة الوزير النابه صائبة تماماً"، مضيفاً أن المحيطين بالخليفة العباسي جرّوه إلى الهلاك حين أقنعوه بعدم الأخذ بنصيحة الوزير.

ويتماشى ذلك الرأي مع مجموعة من الروايات التي أوردها رشيد الدين الهمذاني في "جامع التواريخ"، وتذكر أن ابن العلقمي حذّر الخليفة المستعصم من اقتراب المغول من بغداد مراراً، ونصحه بتهيئة الجيوش لصدهم، ولكنه لما لم يلقَ تجاوباً من الخليفة "يئس، ورضي بالقضاء، ووضع عين الانتظار على نافذة الاصطبار".

أما النقطة الثانية التي التفتت إليها المصادر الشيعية، فهي التغافل عن واجب البحث في أدوار مجموعة من الشخصيات التاريخية الأخرى، والتي تعتنق المذهب السنّي، وكانت ذات قدر عظيم من التأثير في صناعة وتشكيل الأحداث، ومن أهمها القائد العسكري الدويدار الصغير الذي تسببت ممارسته للعنف المنظم ضد الطائفة الشيعية الإمامية في حي الكرخ، في حدوث فتق داخلي في المجتمع البغدادي قُبيل وصول المغول، وهو الأمر الذي أثّر بالسلب على مقاومة العدو الغازي، هذا بالإضافة إلى أن الكثير من الروايات التاريخية أسهبت في شرح تفاصيل الصراع المتكرر الذي كان يدور في بلاط الخليفة، بين الدويدار الصغير وأتباعه من جهة وابن العلقمي وأعوانه من جهة أخرى، ما يعطينا صورة واضحة عن الخلل الجسيم والمعيب الذي أصاب بنية السلطة العباسية في تلك اللحظة التاريخية الدقيقة.

أيضاً، من النقاط المأخوذة على الرواية السنّية لسقوط بغداد أنها اهتمت وركزت على انضمام ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي إلى الصف المغولي، ونست أو تناست الأخبار المتواترة التي تذكر أن جمعاً كبيراً من العلماء والأمراء السنّة لحقوا بهولاكو وناصروه وأيدوه.

فبحسب ما يذكر الباحث المعاصر خميس بن علي الرواحي في كتابه "موقف العلماء المسلمين في العراق وبلاد الشام من الغزو المغولي"، فإن كلاً من فخر الدين الطهراني الحنفي، ومحي الدين بن الزكي الشافعي، والفخر محمد بن يوسف الكنجي الشافعي، كانوا من كبار علماء السنّة الذين أيّدوا المغول.

هولاكو وهو يحبس الخليفة عند كنوزه.

أيضاً، يذكر الباحث أبو الفضل القونوي في كتابه "المهول من نبأ من خدم المغول"، أسماء الكثير من كبار مشايخ الصوفية ممّن انضموا لركب هولاكو، ومن أهمهم، تاج الدين الرفاعي، ومحمد بن سكران، ومحمد الرصافي.

كما يذكر عباس إقبال في كتابه سابق الذكر، مجموعة أمراء وساسة لم يمنعهم انتماؤهم السنّي من خدمة المغول وموالاتهم، ومنهم، بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، والأتابك أبو بكر بن سعد أتابك فارس، وعطا ملك الجويني حاكم العراق، وأخاه علاء الدين صاحب الديوان.

خارطة لبغداد وضواحيها كما كانت تبدو تقريباً في زمن الغزو المغولي.

وبالإضافة إلى كل ما سبق، تجدر الإشارة إلى أن أغلبية المصادر التاريخية الإسلامية، ومنها "الكامل" لابن الأثير، تذكر أن الخليفة العباسي السنّي الناصر لدين الله، كان أوّل مَن دعا المغول لدخول بلاد الإسلام، وذلك عندما أرسل إلى جنكيزخان، يطلب منه مهاجمة أراضي وأقاليم الدولة الخوارزمية في أواخر القرن السادس الهجري.

كما تجدر الإشارة إلى أن جيوش المغول المدمرة لم تصل إلى بغداد السنّية في العراق إلا بعد أن أخضعت معاقل الشيعة الحشيشية في إيران، ولم تختر أو تنتقِ ضحاياها بعد غزو بغداد على أساس مذهبي، فقد "نُكبت الأمة، وسُفكت دماء الشيعة والسنة" بحسب تعبير المؤرخ السنّي ابن الوردي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ماضينا كما يُقدَّم لنا ليس أحداثاً وَقَعَت في زمنٍ انقضى، بل هو مجموعة عناصر تجمّعت من أزمنة فائتة ولا تزال حيّةًً وتتحكم بحاضرنا وتعيقنا أحياناً عن التطلّع إلى مستقبل مختلف. نسعى باستمرار، كأكبر مؤسسة إعلامية مستقلة في المنطقة، إلى كسر حلقة هيمنة الأسلاف وتقديم تاريخنا وتراثنا بعين لا تخاف من نقد ما اختُلِق من روايات و"وقائع". لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. ساعدونا. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard