كشف تقرير نشرته صحيفة "هاآرتس" العبرية، الاثنين 24 يونيو، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيسمح أخيراً لسيدة فلسطينية بزيارة قبر والدها داخل قاعدة جوية إسرائيلية بعد 40 عاماً من محاولاتها القانونية لكسب هذه المعركة.
وقالت الفلسطينية سلوى سلام قبطي إن زيارة قبر والدها، الذي لم تقابله يوماً "ستكون نهاية فصل عمره عقود".
وبحسب ما نشرته هاآرتس، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيسمح لقبطي بزيارة المقبرة حيث دفن والدها وأقاربها الآخرون، وتقع المقبرة داخل قاعدة جوية في مدينة الجليل السفلي.
وقاتلت سلوى سلام قبطي، التي يبلغ عمرها 71 عاماً، أربعين عاماً من أجل السماح لها بزيارة قبر والدها، قبل أن يبلغها مكتب المدعي العام الإسرائيلي الأسبوع الماضي، وقبل أسبوع من الموعد المقرر أن تناقش فيه محكمة العدل العليا الالتماس الذي تقدمت به، بأنه سيسمح لها بزيارة قبر أبيها.
وبحسب مكتب المدعي العام، سيسمح جيش الاحتلال للسيدة الفلسطينية، وعمها صبحي منصور، 93 عاماً، بزيارة المقبرة المسيحية في قرية معلول في مدينة الناصرة، لكن سيتعين على قبطي ومنصور طلب تصريح بالزيارة قبل 30 يوماً، إذ سيتم منحهما قائمة ببعض الشروط الأمنية قبل الزيارة، ومنها أنه لن يسمح لهما بإحضار معدات لتوثيق الزيارة أو تسجيلها.
ونقلت هاآرتس عن قبطي قولها إنها تلقت خبر زيارة قبر والدها بمشاعر مختلطة، مؤكدة أن السماح لها بزيارة القبر جاء بعد معركة دامت أربعة عقود، مشيرة إلى أنها تجاوزت بالفعل سن السبعين وباتت على كرسي متحرك بعد بتر ساقها.
وأضافت قبطي أنها ستطلب تصريحاً لزيارة قبر والدها مع اثنين من أفراد عائلتها في الأيام المقبلة. وقالت: "آمل أنه في النهاية سأصل إلى قبر والدي، الذي لم أره قط"، مضيفةً أن تحقيق ذلك سيغلق فصلاً عمره عقود.
وساعد قبطي في معركتها القانونية، مركز عدالة الحقوقي الواقع داخل أراضي 48. وفي تعقيبها على القرار، قالت محامية المركز سوسن زاهر، التي قدمت الالتماس: "للأسف، منع الجيش السيدة قبطي من زيارة قبر أخيها وأبيها طوال عقود، ومن ممارسة حقها الإنساني والقانوني والدستوري، بدون وجه حق وبدون الاستناد إلى دليل قانوني واحد، وأخيراً أجبرناهم على التنازل عن موقفهم بعد تقديم الالتماس". وتابعت زاهر "صحيح أن القرار جيد بالنسبة لقبطي التي ستتمكن أخيراً من زيارة قبر أبيها وأخيها اللذين لم ترهما قط، لكن هذا لن يعوض سنوات الحرمان والشقاء التي عانتها طوال هذه المدة".
ووفق هاآرتس، فقد قدمت قبطي التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية في وقت مبكر من هذا العام، مطالبةً وزارة الدفاع الإسرائيلية بالسماح لها بزيارة المقبرة. وقدمت التماسات إلى سلطات أخرى سابقاً، بما في ذلك وزارة الدفاع الإسرائيلية.
انتظرت أربعين عاماً ليسمح لها بزيارة قبر والدها. الفلسطينية سلوى سلام قبطي (71 عاماً) ستزور قبر أبيها الموجود في قاعدة جوية إسرائيلية بقرار من القضاء بعد منعها عقوداً.
وفي العام 2015، سمح قائد القاعدة الجوية الإسرائيلية للسيدة الفلسطينية بالدخول، ولكن ليس لزيارة المقبرة. وقتذاك قالت إنها اكتشفت خلال زيارتها عمليات تنقيب وتدنيس للقبور داخل القاعدة.
وولدت سلوى سلام قبطي في يوليو 1948، بعد أربعة أشهر من وفاة والدها ودفنه في معلول، وبعد طرد أسرتها من القرية انتقلت سلوى إلى الناصرة ونشأت هناك، وبعد زواجها استقرت في كفر كانا، ولديها أربعة أبناء وحفيدان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...