الوردي الفاقع يرمز للجنس، والأحمر للحياة، والبرتقالي للشفاء، والأصفر للشمس، والأخضر للطبيعة، والفيروزي للسحر، والأزرق للصفاء، والبنفسجي للروح، هذه الألوان الثمانية شكّلت علم قوس قزح الراية الناطقة باسم الأقليات الجنسية والذي ابتكره الفنان والناشط الأمريكي المثلي الراحل جيلبر بيكر عام 1978 رغبةً منه في إبراز تنوّع مجتمع الميم أي مثليي الجنس ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً.
في يوم الفخر وهو يوم خاص يحتفي به مجتمع الميم في عدة دول حول العالم، من عام 1978 (آخر أحد في شهر يونيو) الذي صادف 25 يونيو، وتحديداً في ساحة الأُمم المُتحدة في وسط مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، رُفع علم قوس قزح لأول مرة ومنذ ذلك التاريخ أصبح الرمز الأكثر ارتباطاً بمجتمع الميم بتكليف من صديق جيلبر بيكر، هارفي ميلك وهو أول شخص مثلي يُنتخب لمنصب حكومي في ولاية كاليفورنيا.
قال بيكر في مُقابلة مع سي إن إن إن إن "مشهد العلم (60x30 قدماً) وهو يتطاير فاق ما كان يحلم به"، مُشيراً إلى أنه كان سعيداً بأن علم قوس قزح الذي قام بخياطته صار ملكاً للجميع.
وأضاف أن يوم 25 يونيو 1978 كان يوماً فارقاً، لافتاً إلى أنه علم حينها أن العلم "سيكون أعظم إنجاز في حياته".
وبعد نجاح العلم الذي أصبح رمزاً للمثليين في ذلك اليوم، قرر بيكر الاستغناء عن لونين ليُسهّل إنتاج الأعلام بكميّات كبيرة، هُما الوردي الفاقع والفيروزي والاكتفاء بستة ألوان قائلاً: "كنا بحاجة إلى شيء لنُعبّر عن فرحتنا وجمالنا وقدرتنا. وقوس قزح حقق لنا ذلك".
ولفت بيكر إلى أنه قرر أن يكون لمجتمع الميم علم لأن "الأعلام ترمز للقوة، لذلك يرى أنه من الملائم أن يكون للمثليين علم".
وأضاف "نحن قبيلة قديمة رائعة، اخترنا شيئاً من الطبيعة. اخترنا شيئاً جميلاً"، مُشيراً إلى أنه أراد أن يبعث برسالة من خلال تلك الراية الملونة تتضمن فكرة التنوع باستخدام “عنصر من الطبيعة" لقول إن "الجنس حق للجميع".
"لم يكن الأمر فظيعاً. لقد وقعت في الحُب وأردت أن أصرخ وأقول ذلك من سطح المنزل"...مُبتكر علم قوس قزح راية الدفاع عن المثليين يتحدّث عن ظروف تصميم العلم.
في عام 1978 في ساحة الأُمم المُتحدة وسط سان فرانسيسكو، رُفع علم قوس قزح لأول مرة ومنذ ذلك التاريخ أصبح الرمز الأكثر ارتباطاً بمجتمع الميم بتكليف من صديق جيلبر بيكر، هارفي ميلك وهو أول شخص مثلي يُنتخب لمنصب حكومي في كاليفورنيا.
مُبتكر علم قوس قزح في رسالة لمجتمع الميم: "لستم مجبرين على العيش في كذبة". من أين جاءت تلك الراية وإلى ما ترمز ألوانها؟
وقعت في الحب
"لقد بكيت، الأمر لم يكن مُجرد راحة نفسية، بل تحوّلاً جذرياً". هذا ما قاله بيكر حينما أعلنت الولايات المُتحدة عام 2015 اعتراف جميع ولاياتها قانونياً بزواج المثليين جنسياً.
وقال في حوار مع سي إن إن إنه ناضل من أجل المثليين لأنه "وقع في الحُب"، مُضيفاً "لم يكن الأمر فظيعاً. لقد وقعت في الحُب وأردت أن أصرخ وأقول ذلك من سطح المنزل".
وأشار إلى أن والديه احتاجا إلى ثلاثة عقود لفهمه قائلاً: "كانا يعتقدان أنني من خارج هذا العالم، وأنني المثلي الوحيد"، مُشيراً إلى أنهما كانا يعلمان بمثليته الجنسية ولكنهما لم يُريدا التطرق إلى الموضوع.
وقرر بيكر بعد ذلك "البحث عن عائلته المثلية جنسياً في سان فرانسيسكو" في إشارة منه إلى أنه يُريد البحث عن أفراد مُجتمع الميم، والتقى حينها بهارفي ميلك الذي طلب منه تصميم العلم، ما دفع بيكر ليقول "لحظة، نحن قبيلة عالمية، والعلم يُناسب مُهمتنا".
ووجه بيكر رسالة لأفراد مجتمع الميم قائلاً "لستم مجبرين على العيش في كذبة. العيش في كذبة سيخُرّب حياتكم ويقودكم إلى اكتئاب ويُشوّه مبادئكم"، مُضيفاً: "لا تفقدوا الأمل".
توفي بيكر في 31 مارس 2017 عن عمر ناهز 65 عاماً أثناء نومه في منزله في نيويورك، وقال السينمائي داستن لانس حينها "إنه بكاء قوس قزح، أصبح عالمنا أقل بهجة بعد أن بهتت الألوان دونك يا من أحببت".
شهر الفخر
يحتفل مجتمع الميم في شهر يونيو من كُل عام بشهر الفخر (Pride Month) مُنذ عام 1970، بعد سنة من أحداث ستونوول (Stonewall) التي وقعت يوم 28 يونيو 1969 في نيويورك، لإحياء ذكرى الاحتجاجات التي قامت بها مجموعة من المثليين ضد الشرطة التي داهمت نادياً خاصاً بالمثليين واعتقلت من كان يرتدي "ملابس مخالفة"، مُعتدية عليهم بالضرب.
وفي ذلك اليوم، بدلاً من أن تفترق الحشود، وتبتعد عن النادي، تجمّع مجتمع الميم بكثافة وتوّحد ضد الشرطة وألقى أفراده بالحجارة والزجاجات الفارغة، وحاصروا أفراد الشرطة داخل النادي وحاولوا إحراقه. ويُقال إن أعمال الشغب استمرت لخمسة أيام مُتتالية.
وقادت أحداث ستونوول إلى ظهور العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق المثليين، وكانت بمثابة نقطة تحول لحركة تحرير المثليين في الولايات المتحدة.
وتحتفل دول عدّة بشهر الفخر لدعم حقوق مجتمع الميم حيث تقام المهرجانات والحفلات والمسيرات وورش العمل والندوات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين