لطالما كانت العلاقة بين الإنسان والحيوان محور تأمل فلسفي عن الطبيعة البشرية. فالحيوانات تذكر الإنسان أن وجوده قدر محتوم، وأنه مخلوق حي مختلف عن الحيوان، وفي الوقت نفسه مشابه له. عددٌ كبير من البشر، خصوصاً في منطقتنا العربية، لا يفهمون ذلك الرابط الوطيد بينهم وبين تلك الكائنات، بل ينظرون للحيوان ككائنٍ دوني يمكنهم السيطرة عليه، والتحكم بحياته وتصرفاته. كأنه شيء يتم التخلص منه بسهولة، إذا تهيّأ للإنسان أنه خطر عليه، أو إذا كان وجوده يزعجه بكل بساطة. جمعية
Animals Lebanon موجودة منذ أعوام عدة، لإعادة رسم العلاقة بين الإنسان والحيوان، لحياةٍ أفضل لكليهما.
المهمة المستحيلة
تعمل جمعية "حيوانات لبنان" على تحسين وضع الحيوانات، عبر قوانين تشريعية خاصة بها، ومن خلال المساعدة في إنقاذ وحماية الحيوانات الأليفة والبرية المهددة بالانقراض. وتهدف إلى زيادة امتثال لبنان للقوانين والأنظمة المنصوصة في المنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومعاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض.

بلغةٍ أبسط، تدفع الجمعية بصانعي القرار إلى إقرار حقوق الحيوانات على الأراضي اللبنانية، وتشجع المجتمع المدني وتمكنه، ليساهم في تحسين وضع رعاية الحيوانات. في العام الواحد تتحرك "حيوانات لبنان" لإيجاد حلول لأكثر من 7000 تقرير عن حيوانات أليفة بحاجة لمساعدة أو إنقاذ. وتعمل على إغلاق حدائق حيوانات لا تمتثل لاحترام الحيوانات، وإنقاذ تلك التي تعاني من سوء معاملة من مالكيها، وعددها نحو 100 حيوان. وطبعاً تأمين الملجأ لبعضها، وإرجاع الحيوانات البرية مثل الأسد والنمر، إلى حيث يجب أن تكون، داخل أو خارج لبنان. والإنجاز الأكبر حققته الجمعية، حين أطلقت حملة لتفعيل حماية الحيوانات على المستوى الوطني، والتشريعات الخاصة برعايتها إذ تمت الموافقة على قانونٍ يطبقه مجلس الوزراء، وهذا أمرٌ يساعد الجمعية على الحد من انتهاك حقوق الحيوانات في الأراضي كافة.
انضموا للعائلة

ربما تتساءلون ماذا بإمكانكم أن تفعلوا للمساهمة في عمل الخير، الذي يحمي الطبيعة وأولادها من اعتداءات الإنسان. الجواب سهل مع "حيوانات لبنان"، زوروا موقعهم، واختاروا أن تتبرعوا بمبلغٍ رمزي يساهم في إنجاح الخطوات التي تقوم بها الجمعية، لإنقاذ حياة الحيوانات، وتأمين ملجأ للمشردين منها. كما يمكنكم تبني حيوان بحاجة لبيتٍ يعامله باحترام، أو تأمين الحضانة لهم، أو حتى الانضمام إلى النشاطات والحفلات التي تنظمها الجمعية لجمع التبرعات، مثل غالا Gala for Change 7th، الذي سيقام في the o1ne في بيروت في 30 مايو. وهو موعدٌ سنوي ينتظره الجميع، إذ يجمع بين محبي الحيوانات، في أجواءٍ صاخبة تتمحور هذا العام حول الحقبة الذهبية التي عاشها لبنان في الستينات، من موسيقى وعروض حية وعرض أزياء وتذوق لنكهات مميزة وغيرها.
احجزوا بطاقتكم الآن!
أجوبة لأسئلتكم
إليكم أجوبة سريعة لأسئلة طرحناها على المدير التنفيذي لجمعية Animals Lebanonجايسون ماير، قد تساعدكم على فهم مبادرة هذه الجمعية أكثر، والمعنى الحقيقي لرعاية الحيوانات، الأليفة والبرية.
ما الجديد في قوانين رعاية الحيوانات؟
أنهينا منذ فترة محاكمة طالت 8 سنوات، أسفر عنها مرسوم جديد من وزارة الزراعة لتنظيم حدائق الحيوانات، ومحالّ بيع الحيوانات الأليفة. وبدأنا هذا الشهر ببرنامج جديد هام يهتم بمساعدة الكلاب.
أين يقف لبنان في المنطقة بما يخص المعاملة الأخلاقية للحيوانات؟
تقدم لبنان أشواطاً من تلك الناحية منذ 5 سنوات حتى اليوم، ومن المهم طبعاً أن تتم ملامسة تحسينات على المستوى الإقليمي، بما أن بلدان المنطقة تؤثر بعضها في بعض. لكن هدفنا هو جعل لبنان يعيش التحسينات بغض النظر عما تقوم به الدول الأخرى. كل بلد لديه مشاكله وثقافته وأولوياته، وقضاياه الخاصة بما يتعلق بالرفق بالحيوان.
كيف تنظر لكم الجمعيات العالمية لحماية الحيوانات؟
تقدير عملنا وجهدنا استحق جائزة Marsh Christian Award من لندن عام 2013.
هل تدخلكم على الأرض يطال معاملة الحيوانات في المسالخ؟
الملايين من الحيوانات يتم ذبحها بطريقة عشوائية سنوياً، أمرٌ لا يؤثر فقط على الحيوان، بل على المزارع والمستهلك أيضاً. الاعتداء الذي يحصل قبل مرحلة الذبح، يؤثر على اللحمة التي يأكلها الإنسان، إذ تكون أقل صحية بطبيعة الحال. نحاول معالجة ذلك الجانب من خلال إقامة ورش عمل بالتعاون مع وزارة الزراعة والمفوضية الأوروبية لتحسين معاملة الحيوانات، خلال نقلها إلى المسالخ وحتى لحظة ذبحها.
ماذا عن الاتجار غير الشرعي بالحيوانات؟
نركز على هذا الشق من خلال حملات توعية تتماشى مع اتفاقية التجارة الدولية بالحيوانات المهددة بالانقراض. وخضنا قضية، طالت سنواتٍ طويلة، لإنقاذ شمبانزي تم الاتجار به. وسيتم إطلاق حملة جديدة شاملة للحد من ذلك الاتجار. للأسف على مستوى المنطقة، الاتجار غير الشرعي يحصل بطريقة فاضحة، ووسائل التواصل الاجتماعي تشجع على الحفظ والاتجار بالحيوانات المهددة بالانقراض.
نصائح للشباب الناشطين الذي يريدون إحداث تغيير في حياة الحيوانات؟
أي شخص بإمكانه الانضمام إلى عملنا لمساعدة الحيوانات بمفرده، ونحن نساعد ونرشد أكثر من 9000 شخص سنوياً في قضايا تتعلق بالقطط والكلاب وحدها. بدأت جمعيتنا كمجموعة صغيرة من الأفراد فقط، وهذا دليل على أن أي إنسان عازم على التغيير، يمكنه أن يحدث فرقاً كبيراً. نحن هنا للإرشاد وإعطاء النصائح والتوجيه.
هل يجب أن نستمر في أخذ أولادنا للاستمتاع بعرض حيواني في السيرك؟
لا شيء ممتع في استخدام الحيوانات في عرض السيرك. فذلك يسيء للحيوانات المعنية، ويعلم الأولاد أن الحيوانات تستخدم لمجرد التسلية، ويقلل من احترام الحيوان وكيانه. لهذه الأسباب العروض في السيرك العالمية التي تحترم نفسها، لم تعد تتخللها عروض حيوانات، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك الأمر في السيرك الموجود في لبنان.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 7 ساعاتيعني اذا اليسا اللي عملت اغاني وفيديو كليبات عن العنف ضد النساء وقال حملت قضايا المرأة العربية، غنت ودافعت عن المغتصب سعد المجرد... قرطة منافقين.
Farah Alsa'di -
منذ 14 ساعةرغم قديه الحادثة موجعة ومؤسفة إلا أني مبسوطة أنه هاي من المرات القليلة تقريباً اللي المجتمع الأردني بوقف فيها مع "المرأة" الضحية... عشان تعودنا يكون الحق عليها دايماً أكيد!
Line Itani -
منذ يومعجيب في بلد ومجتمع "محافظ" زي المصري انه يكون فيه حرمات على أشياء كثيرة بس الموت لا - ودا بس لأن فيها أرض ومصاري..
jessika valentine -
منذ يومالمشكلة هي المجتمع واللغة انبثقت منه وتغذي هذا الفكر الذكوري. لن تتغير اللغة الا إذا نحن تغيرنا. وزيادة على الأمثلة التي قدمتها للغة العربية، الانكليزية ليست افضل حالا فيُقال للقميص الابيض الذي يُلبس تحت القمصان wife beater باللغة الانكليزية، والنق bitching. وعلى سيرة say no، يقول الذكور المتحدثون باللغة الانكليزية no means yes and yes means anal. على الدجاجة أن تكسر قوالب التربية لبيضها الإناث والذكور لان أحدا سواها لن يفعل.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعit would be interesting to see reasons behind why government expenditure on education seems to be declining -- a decreasing need for spending or a decreasing interest in general?
Benjamin Lotto -
منذ أسبوعجدا مهم البحث