يقول بشوي شلبي، الخبير في تربية الكلاب والشريك في إحدى المزارع: "باتت تربية الكلاب بيزنس كبيراً يضم الآلاف بداية من عامل النظافة حتى الممسك بطوق الكلب في عروض المسابقات handler، مروراً بالمدربين والبيطريين وتجار أغذية الكلاب، والتجار المحليين والمستوردين".
بيزنس أم هواية؟
فهل إقبال المصريين على هذا الأمر بدافع البيزنس أو الهواية؟ يجيب شريف المساح، صاحب ومدير إحدى شركات فلاتر المياه: "البيزنس قبل أي شيء، فمع التراجع الحاد للجنيه المصري أمام الدولار في الفترة الاخيرة، ارتفعت أسعار فلاتر المياه التي أتاجر فيها، فتوقف عملي إلى حد كبير، لذا دفعني البيزنس ورغبتي في الحصول على مصدر دخل آخر والفراغ وحبي للكلاب إلى السير في هذا الطريق". [caption id="attachment_102926" align="alignnone" width="700"] Husky[/caption] وأضاف: "قمت بشراء جرو أنثى من نوع غولدن لأربيها في المنزل، وبعد بلوغها، زوّجتها من كلب أحد جيراني من النوع نفسه، باتفاق على اقتسام الجراء التي ستلدها بيننا، وهكذا أصبحت مصدراً لدخل يصل إلى نحو 8 آلاف جنيه (4500$) كل ستة أشهر من بيع جرائها". غير أن الصحفي شادي أنور في مؤسسة أخبار اليوم المصرية يرفض ذلك: "الهواية وحب الكلاب دفعاني للإقدام على هذه الخطوة، فكنت دائماً أتمنى تربية كلب. هو مخلوق شجاع وصديق وفي، وما كان يمنعني هو رفض أبي وجود كلب في البيت، ولكن بعد أن أصبح لي بيتي المستقل حققت رغبتي القديمة". وأضاف: "قمت بشراء جرو ذكر من نوع جيرمن شيبرد، ونصحني صاحب المزرعة التي حصلت منها على الكلب أن أشتري أنثى لو كنت أعتزم دخول هذا البيزنس، ولكنني وزوجتي أحببنا الجرو. فالموضوع ليس بيزنس بالنسبة إلي". من جهته، يقول شلبي: "هناك عوامل أخرى مثل المرض النفسي والوجاهة والاستعراض الاجتماعي واللعب مع الأطفال والحراسة، والسبب الأكبر في مصر لهذه الظاهرة هو الوجاهة والاستعراض الاجتماعي. كما أن انتشار المدن الجديدة، مثل الرحاب ومدينتي وغيرهما، حيث تتوفر المساحات، سهّل على سكان تلك المناطق اقتناء الكلاب". ويقول ياسر أحمد، صاحب مزرعة غارد دوغ لتربية الكلاب: "الأمر ازدهر بعد ثورة يناير بسبب الإحساس بانعدام الأمن فانتشرت كلاب الحراسة، وحالياً أستورد من 15 بلداً".تجربة أولى
بعد الحصول على كلب لأول مرة ، كيف تكون الحياة مع هذا المخلوق الجديد في البيت؟ يجيب المساح: "اشتريت مونيكا قبل نحو عام من إحدى مزارع الكلاب بالسادس من أكتوبر مقابل ألفين جنيه (110$)، ووفرت لها الإقامة بشرفة المنزل، وكانت تتناول بقايا طعامنا". وأضاف: "عندما بلغت مونيكا قمت بتزويجها ولدى إنجابها ثمانية جراء احتلت وصغارها غرفة المعيشة، وصرت أطعهما الخبز واللبن والعسل، لأن ذلك يساعدها في مرحلة الرضاعة، وبعد فطام الصغار، حصل صاحب الكلب الذكر الذي زوجته مونيكا على 4 جراء، وبعت ثلاثة واحتفظت بذكر أطلقت عليه اسم عنتر". [caption id="attachment_102905" align="alignnone" width="682"] بيكو[/caption] ويروي أنور: "اشتريت بيكو وهو جرو عمره ثلاثة أشهر بألفين جنيه من مزرعة لتربية الكلاب، وهو بمثابة طفل صغير، يعتبرني والده، ومتعلق بي جداً لأنني من يقوم بإطعامه وأخذه في نزهات، واللعب معه أنا وطفلي، وهو يأكل بقايا طعام المنزل ويحب بشكل خاص الزبادي".مزارع الكلاب
كان من الطبيعي أن ترتبط هذه الظاهرة بانتشار مزارع الكلاب في مصر، وقد بات لبعضها فروع في بعض الدول العربية والأوروبية. يقول أحمد: "نوفر في مزرعة غارد دوغ خدمات البيع والإقامة والتدريب، والرعاية الصحية، ونتواصل مع عملائنا على مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير النصائح اللازمة". ويقول شلبي: "نساعد عملاءنا في شراء الكلب من أحسن السلالات المتاحة لدينا، وننجز التطعيمات، ومن مصدر مضمون". وأشار إلى أنهم يقومون بالاستيراد من أكبر المزارع العالمية، خصوصاً صربيا وأوكرانيا. وأضاف: "المزرعة تساعد عملاءها في أي مشكلة صحية تواجه كلابهم، وتقدم لهم نصائح أسبوعية على الموبايل لتنمية معلوماتهم عن الهواية، كما توفر للعميل خدمة زواج كلبه عندما يكبر، من أعلى السلالات، من النوع نفسه، وتساعده في البيع. كما نرشد العميل إلى أفضل أماكن الإقامة عند السفر، وأفضل المدربين. كذلك وفر خدمة التدريب على الطاعة والحراسة وتعديل السلوك وتأهيل الجراء، وفهم الأوامر اللفظية". وتابع: "كما أن المزارع توفر فندقاً لاستضافة الكلاب فيمكن لعملاء المزرعة وغيرهم من الهواة إرسال كلابهم إلى الفندق خلال فترة سفر صاحب الكلب".الأغلى والأرخص
وحول أغلى سعر لكلب بيع في مصر، قال شلبي إنه كلب من نوع روت فايلر، والمشتري من الهند وثمنه مليون دولار. بينما قال أحمد إن أغلى كلب بيع في مصر كان كلب جيرمن شيبرد، الذي باعه مُٰربٍ مصري بـ600 ألف جنيه (33000$) لمشتر من الكويت. أما الأرخص فهو الكلب المصري البلدي، المتوفر مجاناً في الشوارع. يقول أحمد عنه: "إنه كلب محترم وذكي ومناعته عالية ويشبه كلب المالينواه، الذي يستخدمه الجيش الأمريكي، وسأقوم باستيراده، فنحن نعاني عقدة الخواجة".تاريخ
يتفق شلبي وأحمد، على أن الكلاب التي كانت في مصر قبل الحملة الفرنسية هي برية غير معروفة السلالة، وكانت الحملة قد اصطحبت كلاباً من نوع الأرمنت تزاوجت مع تلك الموجودة في مصر، وأنتجت الكلب البلدي المنتشر في الشوارع. وإذا كانت تربية الكلاب قد انتشرت مؤخراً كبيزنس وهواية، فإن مصر عرفت في تاريخها الحديث العديد من الكلاب المشهورة، مثل هول، الذي كان أشهر كلب بوليسي في ثلاثينيات القرن الماضي، وساهم في حل عدد كبير من القضايا. ومن أشهر الكلاب أيضاً روي، الذي شارك صالح سليم في فيلم الشموع السوداء، في ستينيات القرن الماضي، وكان من نوع جيرمين شيبرد. [caption id="attachment_102895" align="alignnone" width="700"] 1962-najat[/caption] كما أن هناك البرنس، كلب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الذي يقال إنه كان يلهو في حديقة قصر العروبة، وعندما نفق حزن عليه مبارك بشدة. من أشهر الكلاب، كلب السيدة أم كلثوم، الذي اعتدى على رجل في الشارع، وعندما تقدم بشكوى للشرطة سُجن، وذلك بحسب رواية الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم. وقد كتب نجم عن هذه الحادثة: "هيص يا كلب الست هيص... لك مقامك في البوليس... بكرة تتألف وزارة للكلاب ياخدوك رئيس".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...