شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

ملف ماضٍ لم يمضِ... عاشوراء الشيعة

في العاشر من شهر محرّم من كل عام هجري، تمتزج دموع المؤمنين من أبناء الطائفة الشيعية الإمامية بالدم. يستذكرون مقتل "الإمام الحسين" وبعض أقربائه وأنصاره في واقعة الطف، الواقعة الأكثر تأثيراً في وجدان الشيعة.

1340 عاماً مرّت على المقتلة التي جرت على أرض كربلاء، ولكن الاهتمام بها لم يفتر بل كثيراً ما نراه يتزايد، بحسب الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشها الشيعة في بلادهم.

فعاشوراء ليست قصة جرت في الماضي. هي قصة يعيشها الشيعة باستمرار بعد أن دخلت في صلب معتقداتهم وفي لاوعيهم الجماعي. معانيها، أو لنقل تأويلاتها، مشاع، يستثمر فيه الجميع ليخرج منه بتشبيهات تربطه هو بالحسين وتربط خصومه بيزيد.

تعرف الأحزاب الشيعية المنظمة كيف تستثمر في هذه المناسبة. عندما يلقي الخطيب كلامه على مسامع أشخاص يغلب عليهم الحزن، تصير قدرته على النفاذ إلى دواخلهم أقوى بكثير. كل الأحزاب الشيعية تتماهى مع الحسين. دائماً ما تجد سردية تضعها في هذا الموضع.

ولكن أيضاً، ليس غريباً أن نرى المشاركين في أربعينية الحسين في العراق، وهي مسيرة يشارك فيها الملايين في كل 20 من شهر صفر، بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل الحسين يهتفون: "كلا كلا للفساد... نعم نعم للإصلاح"، كما فعلوا العام الماضي. فهم، كأشخاص يرون أنهم مظلومون، فيتماهون مع الحسين، وتصير السلطة، وهي شيعية، صورة عن يزيد.

وليس غريباً أن يشبّه الشيعة اللبنانيون المعارضون لحزب الله الأرض السورية بأرض كربلاء فيصير الشعب السوري هو الحسين وأصحابه ويتحوّل نظام الأسد المدعوم من إيران، أكبر قوة شيعية، إلى يزيد...

مظلومية الحسين ولّدت لدى كل الشيعة مظلومية دائمة ومستمرة يصعب عليهم الفكاك منها حتى عندما يكونون في موقع قوة، أو حتى في موقع اضطهاد للآخرين. دائماً يحتاجون إلى وجود "يزيد العصر" ليبنوا تصورات اجتماعية وسياسية لها علاقة بمناهضته. هكذا تفعل كل الجماعات الدينية، خاصةً تلك التي تعيش في بؤر توتّر. دائماً هناك "الجماعة" المتخيّلة كوحدة صلبة ودائماً هناك "العدو" الذي يريد أذيتها أو تفكيكها.

يتضمّن  هذا الملف مواضيع جديدة وأخرى نشرها رصيف22 على مدار السنوات الماضية، وعبرها نتعرّف على جوانب كثيرة من عاشوراء.

بعض المواضيع تلقي الضوء على طقوس وشعائر الشيعة في عاشوراء، وأخرى تتحدث عن العادات المرتبطة بهذه المناسبة وعن الأطعمة الخاصة بها...

وتتطرق بعض المواضيع إلى "عاشوراء" الأخرى التي تشترك مع عاشوراء الشيعة بالاسم بينما تختلف عنها في كل شيء آخر. فعدد كبير من المسلمين غير الشيعة يصومون يوم العاشر من محرّم على أساس أنه سنّة نبوية هدفها الاحتفاء بنجاة النبي موسى وقومه من فرعون.

وفي الملف أيضاً مواضيع تتناول جوانب من تاريخنا القديم، تعود إلى أيام مقتلة كربلاء لنتعرّف من خلالها على الواقع السياسي المليء بصراعات كثيرة على الخلافة، كان صراع الحسين ويزيد فقط واحداً منها.

Website by WhiteBeard
Popup Image