لطالما كان السببان الرئيسيان لهجرة العرب إلى بلاد الغرب هما البحث عن عيش أفضل والهروب من الحروب والنزاعات الدائرة في بلادهم.
وقد نقلوا معهم الكثير من عاداتهم وتقاليدهم إلى البلاد التي هاجروا إليها، وعمل بعضهم على إشاعة أجواء شبيهة بتلك التي اعتادوها في محيطهم، فتأسست شوارع تحمل طابع البلاد العربية. روائح الحلويات العربية، المقاهي الشعبية بنراجيلها وقهوتها المرة، واليافطات العربية التي تتوزع هنا وهناك.
سوريا الصغيرة Little Syria، نيويورك
تشكل أول شارع أو حي للعرب في بلاد الغرب في أواخر الثمانينيات، وكان يطلق عليه اسم "سوريا الصغيرة" Little Syria في منطقة مانهاتن في نيويورك. امتد هذا الحي إلى شوارع عدّة وكان يسكنه آلاف المهاجرين من بلاد الشام أي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، بعد أن هربوا من الجوع وغياب القوانين والملاحقة بسبب الهوية الدينية.اليوم، ازدادت الهجرة بنسبة هائلة، تحركها الحروب والأوضاع السياسية المضطربة. ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، نشأت أحياء سورية في مدن عدّة حول العالم. لعلّ أبرزها في إسطنبول. ولكن لم يكتسب أي منها لقب "سوريا الصغيرة"، على الرغم من وجود أكثر من مليونين و800 لاجئ سوري في تركيا حالياً.
شارع العرب، برلين
يسمى شارع سونينالي Sonnenallee في منطقة نوكولن، شرق العاصمة برلين، شارع العرب. وذلك لأنّه شهد تحولاً جذرياً منذ 16 عاماً إلى اليوم، بعد انتقال مهاجرين من جنسيات عربية للعيش فيه وافتتاحهم مجموعة من المطاعم التي تقدم أطعمة عربية وشرق أوسطية، أبرزها الشاورما والحمص والفلافل والبقلاوة. وتشير بعض المصادر إلى أنّ طليعة الوفود العربية إلى ألمانيا كانت خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت العام 1975، إذ لجأ حوالى 80 ألف فلسطيني إلى ألمانيا. ومنذ العام 2013، قدم أكثر من 3 آلاف لاجئ، غالبيتهم من سوريا والعراق، واستقروا في نوكولن، ويقدر عدد سكان هذه المنطقة بـ320 ألفاً.شارع العرب، بانكوك
يقع هذا الشارع الشهير المعروف أيضاً بـ"شارع النانا" وشارع "السوكومفيت" في العاصمة التايلندية بانكوك. وتعتبر الجالية العراقية أكبر الجاليات فيه. إلا أنّه بعد اندلاع الأحداث السورية، لجأ الكثير من السوريين إلى المدينة، للعمل خصوصاً في المطاعم. وتنتشر في الشارع متاجر عربية ومطاعم تعتمد "الذبح الحلال" وأسماؤها ويافطاتها كلّها بالعربية، حتى تكاد تظن أنك في إحدى المدن العربية.المغرب الصغير Little Maghreb، مونتريال
اجتمع المهاجرون من المغرب العربي في حيّ واحد في مونتريال في كندا. وتعتبر الجالية الجزائرية أكبر من الجاليتين التونسية والمغربية. تشير المعلومات إلى أنّ بداية الهجرة العربية إلى هذا الحي بدأت في أواخر التسعينات، إلا أنّ أكبر موجة وصلت بعد عام 2001.إدغوير رود Edgware Road، لندن
هو شارع في شمال غرب لندن، يشتهر بأجوائه العربية. ويعرف بكثرة المطاعم العربية عموماً واللبنانية خصوصاً. بدأ العرب الاستقرار فيه أواخر القرن 19 إثر الحكم العثماني لبلادهم. ثمّ وصلت وفود من مصر في خمسينيات القرن الماضي ثم من لبنان عام 1975 إثر الحرب الأهلية اللبنانية. [caption id="attachment_97328" align="alignnone" width="700"] OLYMPUS DIGITAL CAMERA[/caption] وتشير صحيفة الإندبندت إلى أن بغداد صغيرة وبيروت صغيرة أُنشئَتا في المدينة الصناعية غرب لندن حيث تنتشر المطاعم اللبنانية والعراقية.شارع العرب، ماليزيا
يقع شارع العرب في ماليزيا في منطقة "بوكيت بنتانغ" Bukit Bintang في قلب العاصمة كوالالمبور. ولعلّ سهولة الدخول إلى هذا البلد وعدم الحاجة إلى تأشيرة من أبرز العوامل التي تجعل من العرب يعتبرونه من أفضل الوجهات السياحية، خصوصاً أنه يمزج بين الطابعين الحديث والمحافظ. يمتاز الشارع بحيويته التي تستمر على مدار الساعة، ليستفيد روّاده من ليله الصاخب ونهاره الهاديء. ويضم فنادق ومنشآت سياحية، وأسواق تجارية ومراكز تسوّق، بالإضافة إلى عشرات محال المأكولات تزيّن لافتاتها الكتابة باللغة العربية.ديربورن Dearborn، ميشيغان
تعتبر ديربورن، ضاحية ديترويت في ولاية ميشيغان، عاصمة العرب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعيش فيها أكبر جالية عربية منذ 7 عقود. في المدينة أكبر مسجد في شمالي أميركا، وكنائس لمختلف الطوائف المسيحية، بالإضافة إلى المتحف العربي الأمريكي الذي يوثق موجات الهجرة العربية إلى البلاد. وتشير المعلومات إلى أنّ أوائل العرب الذين هاجروا الى ديربورن عملوا في مصانع السيارات التي تشتهر بها ديترويت. ويشغل العرب اليوم مناصب مميزة في دوائر الأمن والقضاء في المدينة. هل تعرفون شوارع أخرى ذات طابع عربي أو شرق أوسطي حول العالم؟ شاركونا صوراً منها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...