شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
تعرّفوا على شارع العرب في العاصمة الماليزية... شارع التسوّق و

تعرّفوا على شارع العرب في العاصمة الماليزية... شارع التسوّق و"الماساج"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الأحد 20 نوفمبر 201606:56 م

عندما تضع قدميك في العاصمة الماليزية، فإن السؤال الأول الذي يواجهك هو: هل زرت شارع العرب؟ يقترح زيارته الأصدقاء أو موظف الفندق أو سائق التاكسي. هو شارع يقع في منطقة "بوكيت بنتانغ" Bukit Bintang في قلب العاصمة كوالالمبور. يعتبر الكثيرون من العرب، وخاصةً الذين زاروا ماليزيا، أنها أحد أفضل المقاصد السياحية، وذلك بسبب سهولة الدخول إليها وعدم الحاجة إلى تأشيرة، والشكل العام للبلد الذي يمزج بين الطابعين الحديث والمحافظ، ويتمتّع بالأمن والاستقرار، وبالبعد عن مناطق الصراعات السياسية والخلافات المذهبية. ورأى الشاب عبد الرحمن، وهو يمني المولد ومقيم في الإمارات، أن من أسباب جاذبية ماليزيا للسائحين "الشكل العام للبلد الحديث والذي يحافظ في الوقت نفسه على الطابع المحافظ الذي يولي مكانة للدين والآداب العامة".

في قلب "البوكيت"، يقع شارع العرب Arab street حيث توجد فنادق ومنشآت سياحية، وأسواق تجارية ومراكز تسوّق، ومطاعم ومقاهٍ. ويمتاز الشارع بحيويته التي تستمر على مدار الساعة ليستفيد روّاده من ليله الصاخب ونهاره الهاديء.

أهم ملامح شارع العرب

1ـ المراكز التجارية والفنادق

تعتبر منطقة البوكيت من أفضل مناطق التسوق والترفيه في العاصمة الماليزية، لما فيها من مراكز تسوق فاخرة وعلى رأسها المجمع التجاري "بافيون بلازا" Pavilion ومركز "فهرنهايت 88" Fahrenheit 88، إضافة إلى المركز الأشهر لتجارة الإلكترونيات "لو يات بلازا" Low Yat Plaza.

ومن الأسواق التجارية القائمة في المنطقة أيضاً برجايا تايمز سكوير Berjaya Times Square، سوناي وانج Sungei Wang Plaza، ستارهيل Starhill Gallery، لوت 10 Lot 10، إضافة إلى العديد من محال الملابس والأكسسوارات الكبرى لماركات عالمية.

2ـ المقاهي والمطاعم العربية والآسيوية

عشرات محال المأكولات تزيّن لافتاتها الكتابة باللغة العربية، ومن أشهرها: طربوش، خيمة الصحراء، مطعم الباشا، منتزه الخليج، قهوة محمد المصري، ليالي بغداد، مطعم النخيل، مطعم مروش، ومندي حضرموت.

هذه المطاعم تجاور فروعاً لسلاسل مطاعم الوجبات السريعة العالمية التي تقدّم لحماً مذبوحاً على الطريقة الإسلامية، إضافة الى العديد من المطاعم الصينية التي لا تقدم طعاماً "حلالاً". ومن أهم معالم البوكيت "آلور رود" Alor Road، وهو شارع كبير فيه العديد من المطاعم المفتوحة في الهواء الطلق، والتي تقدم أطعمة صينية ومحلية رخيصة الثمن ولكنها تتميز بجودتها وبإعدادها أمام الزبائن الذين يتراصون على كراسٍ وطاولات مرصوفة على جانبي الطريق على مدار الساعة، في حركة لا تهدأ يستغلّها زوار المكان لتسجيل لقطات لمعالمه.

3ـ مراكز مساج الجسد والقدمين

تنتشر في منطقة البوكيت مراكز التدليك (المساج)، وخاصة في منطقة الممشى الصيني. فهنالك، نجد العناية بتدليك القدمين وبالعلاج بطرق تبدو غريبة ولكنها مستوحاة من التراث الصيني القديم. إلى جانب مساج القدمين، هنالك عروض لتدليك له مآرب أخرى ويهتم به نوع خاص من الزبائن. إنه الدعارة التي تتستّر خلف يافطات مراكز التدليك. في الشارع، استوقفتنا إحداهن بإصرار لتعطينا ورقة الدعاية لمركز المساج قائلة: "هالو .. مساش سير، مساش"، بإنجليزية ضعيفة وبلغة جسد قادرة على إيصال العرض الذي تتحدث عنه.

شارع العرب في العاصمة الماليزية وبعض أسرار جاذبية هذه المدينة السياحية
مطعم للأكل الحلال، وبقربه فتاة تطلب 100$ مقابل قضاء 12 ساعة مع الراغب في خدماتها... إنها ​العاصمة الماليزية
سعر جلسة المساج يبدأ من 100 رنجت للساعة (30 دولاراً تقريباً)، وعليها صور لفتيات ذوات ملامح شرق آسيوية يمكن الاختيار من بينهن. ويتّضح من ملامح القائمات على هذا النشاط أنهن من الفيليبين والصين وتايلاند. وبحسب جمعة محمد، 47 عاماً، وهو مقيم في العاصمة الماليزية منذ سنوات بصحبة زوجته التي تدرس الدكتوراه في إحدى الجامعات الماليزية "تجد تجارة بائعات الهوى رواجاً لدى بعض الزائرين العرب ولكنها لا تقتصر عليهم، فهي سوق رائجة لمَن يدفع والطريق إليها لا يحتاج إلى بيان".

كما يقول الطالب حمادي مروان، 25 عاماً، إن "الأمر لا يقتصر على الحديث المباشر مع بائعات الهوى المنتشرات في الشارع، فهنالك تطبيقات مواعدة تُعلمك ببائعة الهوى الأقرب منك جغرافياً". وتستغل بائعات الهوى في ماليزيا هذه الخدمة لتسويق خدماتهن، عبر تبادل الصور والكلمات. ولكن إذا أردت الالتقاء بإحداهنّ فإنها ستشترط عليك أن تدفع مسبقاً. وبمجرد تحويل المبلغ إلى الحساب المطلوب يأتيها الأمر بالتنفيذ. في محاولة للتعرّف على عالم هذه التطبيقات، طلبت إحدى الفتيات مئة دولار مقابل قضاء 12 ساعة مع الراغب في خدماتها، ويزيد الثمن 25 دولاراً على مَن لا يتوافر لديه مكان. ولكن هذه المبالغ تصل كاملة إلى حسابات تجار الرقيق. أما الفتيات فيعشن في ظروف معيشية صعبة نظراً لوجود أوراقهن ووثائقهن في يد مافيات. وكانت وكالة "رويترز" قد نشرت تقريراً بيّنت فيه أن بائعات الهوى الذين يعملن لحسابهنّ يدفعن للرجال المحليين نحو 1500 دولار أميركي شهرياً، مقابل أن يتزوّجوهنّ على الورق فقط ليتسنى لهنّ البقاء في البلاد للعمل. فبموجب قوانين الهجرة في ماليزيا، تُمنح الأجنبيات المتزوّجات من ماليزيين في البداية تأشيرات لمدة ثلاثة أشهر ثم يتبع ذلك منحهنّ تصاريح إقامة سنوية تجدّد تلقائياً. والمبلغ الذي يدفعنه للأزواج الوهميين ليس ضخماً إذا ما عرفنا أن بائعة الهوى تجني شهرياً نحو 20 ألف رينجت (6000 دولار).

4ـ رسامو البورتريه

على أرصفة شارع العرب، ينتشر رسامون بعضهم إلى جانب بعض لرسم وجوه المارة خلال دقائق. يتجمّع المارة حولهم لمشاهدة عملهم والتقاط الصور التذكارية، أو لطلب تنفيذ بعض الصور كهدايا يحملونها إلى ذويهم.

5ـ الموسيقى الصاخبة

بعض أرصفة شوارع البوكيت تشهد حضوراً لفرق الموسيقى الشبابية. يعزفون مقطوعات محلية وعالمية وأحياناً عربية لإرضاء المارة الذين يبادرونهم بالابتسامة وبالمساهمة بمبلغ مادي في صندوق يوضع أمام الفرقة أثناء العزف. هذه الفرق يُسعد وجودها المارة. يبدو ذلك من تعاطف الناس مع أصحاب هذه الفنون. وتختلف مستويات فرق الشارع فنياً، لكن مع صخب الأماكن العامة، قلما تجد مَن يركّز على المضمون. وجود هذه الفرق لا يقتصر على شارع العرب فهو من مميزات كوالالمبور، وتجدها بالقرب من مبني البرجين الشهيرين (بتروناس) وكذلك في محطات المترو.

6ـ وجود كثيف للشرطة

تنتشر قوات الشرطة بكثافة لكنك لا تكاد تلاحظها، وتنتشر أيضاً كاميرات المراقبة في الميادين والأنفاق والأماكن العامة. ولكن عناصر الشرطة ينتشرون بصورة ملحوظة خلال الساعات المتأخرة من الليل لمتابعة الانضباط في الشارع. يعطي هذا الوجود الأمني لرواد شارع العرب إحساساً متزايداً بالأمان، وهذا الإحساس هو إحدى مميزات هذه المدينة وأحد أسرار جاذبيتها وقدرتها على استقطاب سائحين عرب.

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image