يصل الجنون بعشاق كرة القدم في بعض الأحيان، إلى حد يعتبرون فيه نجومهم جزءاً من الألعاب الإلكترونية التي لا تكل ولا تمل، وينتظرون منها أن تكون على أتم الاستعداد لتقديم ما هو مطلوب من متعة وترفيه.
تؤدي مثل هذه الأفكار إلى صدمة كبيرة تعيد صاحبها إلى أرض الواقع، عندما يقع اللاعب النجم في ورطة ما، فيتأكد حينذاك أنه بشر يمكن أن يتقدم مستواه ويتراجع، وأن يغضب والدته أو يسعدها، أو أن يرتكب مخالفة مرورية، أو حتى جريمة تنتهي به في السجن.في الأول من مارس، ظهر أولي هونيس Uli Hoeneß، نجم المنتخب الألماني والفريق البافاري في سبعينيات القرن الماضي، للمرة الأولى في الملاعب بعد خروجه من السجن.
عام 1995 كان النجم الهولندي باتريك كلويفرت Patrick Kluivert جزءاً من حادث أليم تسبب بوفاة المخرج المسرحي مارتن بوتمن. النجم الذي اختاره بيليه ضمن قائمته لأفضل اللاعبين الأحياء، احتجز بعد الحادث ثم نجا من عقوبة السجن عندما اكتفى القضاء بإلزامه بساعات من الخدمات الاجتماعية.
في العام ذاته، أذهل الحارس الكولومبي رينيه هيغويتا Rene Higuita العالم بـ"ركلة العقرب" الشهيرة خلال مباراة ودية ضد إنكلترا، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن شهرة الحارس المجنون El Loco، سبقتها أشهر قضاها في السجن بعد تورطه في قضية اختطاف طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً، الأمر الذي أدى إلى غيابه عن كأس العالم 94.
صحيح أنه لم يلعب لفرق الصف الأول في أوروبا، ولم يمثل المنتخب الإنكليزي سوى في مباراة واحدة، إلا أن جوي بارتون Joey Barton يعتبر واحداً من أكثر اللاعبين المشاغبين في العالم. شغب بارتون لم يقتصر على المستطيل الأخضر فقط، بل تعدى ذلك إلى لكم رجل، وهذا ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن 6 أشهر قضى شهرين منها خلف القضبان عندما كان يلعب لنادي نيوكاسل يونايتد.
وسجل واحد من أشهر حوادث "جرائم" اللاعبين باسم حارس فريق فلامينغو البرازيلي برونو فيرنانديز دي سوزا Bruno Fernandes de Souza، الذي حكم عليه بالسجن 22 عاماً وثلاثة أشهر بعد إدانته بقتل صديقته، وتقديم جثتها كطعام للكلاب.
برازيلي آخر كان بطلاً لحادثة مثيرة للجدل عام 2011 انتهت به إلى السجن، فبعد أن كان المدافع برينو Breno Borges يضع قدمه الأولى على طريق النجومية مع بايرن ميونخ، أدين بتهمة إحراق منزله تحت تأثير الكحول، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات و9 أشهر في ألمانيا، ثم عاد إلى فريقه السابق ساوباولو.
أخيراً، تنتظر قائمة "مساجين الكرة" اسماً لامعاً جديداً قد ينضم لها قريباً، فقد أفادت وسائل الإعلام العالمية بأن فابيو كانافارو Fabio Cannavaro، أفضل لاعب في العالم وقائد الآزوري للقب المونديال الألماني، حكم عليه بالسجن لمدة عشرة أشهر بعد دخوله لأحد منازله دون إذن الشرطة التي سبق لها أن منعته من ذلك في ظل اتهامات وتحقيقات بالتهرب الضريبي. كانافارو طعن بالقرار، فيما لم تأمر المحكمة بتنفيذه بعد من أجل إعادة النظر في القضية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...