لم يكتف أغنياء العرب بالسيطرة على أكبر الفرق الأوروبية من خلال المليارات التي تدفع في سبيل شراء هذا النادي أو ذاك، بل حاول العديد منهم استقطاب أبرز نجوم الساحرة المستديرة ولو كانوا في المراحل الأخيرة من عمرهم الاحترافي، لأسباب تتراوح ما بين الفنية والتسويقية.
شهد مطلع العام الجديد عرضاً هو الأبرز والأعلى والأكثر جدلاً في تاريخ الكرة العربية، وتمثل هذا العرض بتقديم نادي الهلال السعودي مبلغ يقارب 542 مليون دولار مقابل ضم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي Lionel Messi من صفوف نادي برشلونة Barcelona.
صحيفة دياريوفيلوز Diarioveloz الإسبانية كانت صاحبة السبق التي انفردت بالخبر قبل أن ينتشر بسرعة البرق عبر المواقع ووكالات الأنباء العالمية. جاء في التفاصيل التي أوردتها الصحيفة أن النجم الأرجنتيني تلقى عرضاً للانضمام إلى نادي الهلال السعودي مقابل ملياري ريال سعودي.
المثير للجدل أن نادي الهلال بحسب ما ذكرت الصحيفة، لم يكن مستعجلاً على إتمام الصفقة في هذا الموسم، بل قدم عرضه على أساس انضمام ميسي إلى الفريق، أي بعد نهاية عقده مع النادي الكتالوني، علماً أن الهداف التاريخي للبارسا لم يجدد عقده مع الفريق حتى الآن، و هو الأمر الذي زاد مطامع الهلال متسلحاً بملايينه الأربعمئة، وطامحاً بأن يجعل من السعودية ملعب الختام لمسيرة ميسي الحافلة.
حلم نادي الهلال بضم ميسي، على الرغم من صعوبة تحقيقه على المدى المنظور، إلا أنه يأتي بعد تجارب مبشرة في معظمها، فقد شهد الدوري السعودي عبر تاريخه مشاركة عدد من النجوم الكبار، بالإضافة إلى بروز نجوم لم يسبق لهم أن لبسوا ثوب الشهرة، قبل أن تتفتق مواهبهم في ملاعب المملكة. النجم الأشهر بين اللاعبين الذين وطأت أقدامهم عشب السعودية هو البرازيلي ريفيلينيو Rivelino لاعب منتخب السامبا الأول، الذي انضم إلى نادي الهلال عام 1979، واستطاع خلال ثلاث سنوات تحقيق لقبين، الأول في بطولة الدوري والثاني في كأس الملك.
برازيلي آخر قدم لكرة القدم السعودية أهدافاً من الصعب نسيانها، هو أندرسون تشيكو Tcheco الذي وصل مغموراً إلى الملاعب السعودية، ليصبح فيها من أشهر المحترفين الأجانب في قارة آسيا. قاد نادي الاتحاد في العام 2004 إلى تحقيق معجزة كروية في دوري أبطال آسيا بعد أن قلب تخلفه الكبير أمام نادي سوينغام Seongnam الكوري ذهاباً ليفوز بخماسية في الإياب، محققاً لقب البطولة.
الملاعب السعودية شهدت أيضاً تواجد أسماء لامعة، برز بعضها وخفت نجم بعضها الآخر، فكان السويدي ويلهامسون Wilhelmsson الذي ضمه نادي الهلال من ديبورتيفو لاكورونيا Dep la coruna الإسباني مقابل ما يقارب 12 مليون دولار، من أفضل اللاعبين الأجانب الذين مروا على الزعيم، في الوقت الذي لم ينجح فيه النجم اليوناني أنجيلو خاريستياس Charisteas بتقديم ما هو مأمول منه مع نادي النصر الذي سارع إلى فسخ عقد مسجل الهدف الذي منح اليونان لقب بطولة أمم أوروبا عام 2004 بالتراضي.
الملاعب الإماراتية شهدت هي الأخرى تواجد أسماء لامعة، وإن كانت تفوقت على نظيرتها السعودية بالقيمة المادية والإعلامية أكثر من الفنية، فجاءت الـ 20 مليون يورو (ما يقارب 27 مليون دولار) لتجعل من البرازيلي ريكاردو أوليفيرا Oliveira أغلى لاعب في تاريخ الدوري الإماراتي بعد انضمامه إلى نادي الجزيرة، متفوقاً على البرازيلي الآخر، رافاييل سوبيس Sóbis والذي انضم للجزيرة أيضاً مقابل ما يقارب 24 مليون دولار.
نادي الأهلي لم يكن أقل شأناً من الجزيرة، حيث استطاع إقناع قائد المنتخب الإيطالي وأفضل لاعب في العالم عام 2006 فابيو كانافارو Cannavaro باللعب في صفوفه لمدة موسمين مقابل ما يقارب 8 ملايين دولار. أما نادي العين فاستطاع الظفر بتوقيع النجم الغاني أسمواه جيان Gyan الذي قدم مستويات رائعة توجها بألقاب هداف العرب وهداف الدوري الإماراتي مرتين متتاليتين، وذلك بعد قدومه من نادي سندرلاند Sunderland مقابل ما يقارب 7 ملايين دولار.
لاعبون آخرون تركوا بصمات مميزة في الدوري الإماراتي، أمثال البرازيلي غرافيتي Grafite والإيراني علي كريمي Karimi اللذين تألقا مع فولفسبورغ Wolfsburg وبايرن ميونخ Bayern Munich الألمانيين، قبل الانضمام إلى الأهلي، في الوقت الذي لم تكلل فيه تجارب الدولي البرازيلي ميشيل باستوس Bastos مع العين، والدولي الإيطالي لوكا توني Luca Toni مع النصر بالنجاح، حيث وصف الأخير قدومه إلى الإمارات بأكبرالأخطاء التي ارتكبها في حياته.
ختام حصاد نجوم الكرة في الملاعب العربية، لا يمكن أن يكون إلا في قطر التي عملت أنديتها مع بداية "دوري النجوم"، إلى تحويل بطولتهم المحلية إلى أفضل "المنتجعات الاعتزالية" للاعبي النخبة الأوروبية الذين رغبوا باختتام مسيرتهم الطويلة من خلال بطولة لا تتطلب منهم ذلك الجهد الكبير، ويضمنون من خلالها عوائد مادية ضخمة، حصلوا عليها مقابل أهداف تسويقية وإعلانية، أكثر منها فنية.
في استعراض سريع لأبرز النجوم الذين لعبوا في دوري نجوم قطر، يأتي الاسباني بيب غوارديولا Guardiola (الأهلي) على رأس القائمة، يليه الأسطورة البرازيلية روماريو Romário (السد)، والهداف الأرجنتيني باتيستوتا Batistuta (العربي)، وزميله كانيجيا Caniggia (قطر). تعود إسبانيا مجدداً باسمين لامعين، هما هداف ريال مدريد راؤول غونزاليس Raúl (السد) ورفيق دربه وقائد المنتخب الإسباني فيرناندو هييرو Hierro (الريان)، لتضم القائمة أيضاً نجما وسط البايرن سابقاً، ستيفان إيفينبيرغ Effenberg (العربي) وماريو باسلر Basler (الريان)، وصخرة الدفاع الفرنسية فرانك لوبوف Leboeuf (السد).
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...