شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ويكيليكس تفجر فضائح

ويكيليكس تفجر فضائح "السي آي إيه": اختراق هواتف وأجهزة تلفاز وسيارات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 8 مارس 201707:25 م
أكثر من 8 آلاف وثيقة وملف نشرها موقع "ويكيليكس" حديثاً، تحت عنوان "السنة صفر"، وهي جزء من سلسلة "Vault 7" (القبو 7)، التي وصفها الموقع أنها أكبر التسريبات في تاريخ الاستخبارات عبر التاريخ.

وفي الملفات المتاحة على ويكيليكس، والتي تمّ تسريبها في أوساط الأمن المعلوماتي، معلومات خطيرة عن آليات عمل وكالة الاستخبارات الأمريكية وأساليبها في التجسس.

وتغطي هذه الوثائق الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2016، ونشرها ويكيليكس بعدما أكد أنه دقق في مصادرها ومصداقيتها، موضحاً ذلك بالإشارة إلى أن فبراير كان كموعد أفضل للنشر تزامناً مع قضية ترامب والتسريبات والأزمة مع الوكالة، لكن الموقع فضل أخذ وقته الكامل حرصاً على سلامة معلوماته.

قد يكون بعض ما فُضح متوقعاً، لكن ذلك لم ينتقص من أهمية ما كشفته الوثائق عن الـ"سي آي إيه"، أما التفاصيل فتبدو مثيرة للاهتمام ومقلقة جداً في آن.

ما أبرز ما فضحته تلك الوثائق؟

يمكن لوكالة الاستخبارات الأمريكية اختراق الهواتف الذكية والتلفزيونات الذكية وحتى السيارات، والتحكم بها.

في ما يتعلق بالهواتف الذكية، ذكرت الوثائق أن الأجهزة العائدة إلى سامسونغ وسوني وأتش تي سي وغيرها تعرضت للقرصنة، إذ تمكنت وكالة الاستخبارات من قراءة الرسائل على "واتساب" و"سيغنال" و"تلغرام" و"ويبو" وبرامج محادثة أخرى.

بموازاة ذلك، أسست "السي آي إيه" وحدة خاصة بهواتف "آيفون" وأجهزة "آيباد"، تمكنت من قراءة الرسائل على هذا النوع من الهواتف ومن تشغيل الكاميرا الخاصة بالجهاز ومكبر الصوت وغيرها.

وبحسب تسريبات ويكيليكس، حتى التطبيقات التي تعتمد خاصية التشفير مثل "واتساب" و"تلغرام"، تمكنت الوكالة من الالتفاف عليها عبر التقاط الاتصالات قبل تشفيرها، أي قبل وصولها إلى المتلقي.

المفارقة في الوثائق، ما ذكرته عن مساعدة "السي آي إيه" لـ"آبل" عبر إعداد سجل من 24 خلل أمني في الشيفرات لدى نظام "أندرويد" (الذي يستعمله دونالد ترامب للمناسبة)، حمل اسم "الأيام صفر".

وبخصوص أجهزة التلفاز الذكية، ففي وثائق تعود للعام 2014، تمكنت الوكالة من اختراق أجهزة "سامسونغ" التلفزيونية. يعتقد المشاهد أن شاشته أغلقت فجأة، لكن البرامج الخبيثة التي استخدمتها الوكالة تجعلها تسجل المحتوى الصوتي، ثم تنقله لاحقاً عندما يعاد تشغيل التلفاز وتجدد ربطه بشبكة "الواي فاي".

ويبدو كذلك أن الوكالة كانت تخطط للعمل على إمكانية أخذ لقطات فيديو من المكان، مع محاولة التغلب على قيود تشغيل "الواي فاي".

وقد تعاونت الوكالة مع جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "أم آي 5"، من أجل شن قرصنة إلكترونية على أجهزة التلفاز من "سامسونغ".

في العام 2014 كذلك، تبيّن أن "السي آي إيه" كانت تحاول اختراق برامج التحكم المستخدمة في السيارات والشاحنات حديثة الصنع. لا تظهر الوثائق هدف الوكالة من هذا الأمر بشكل واضح، لكن موقع ويكيليكس يشير إلى أن ذلك يمكنها من التحضير عمليات اغتيال نظيفة.

ألف برنامج خبيث

بحسب الوثائق، طورت الوكالة أكثر من ألف برنامج خبيث لتستخدمها كأسلحة إلكترونية، وتستهدف الحواسيب وأجهزة الاتصال التي تعمل على أنظمة "أندرويد" و"ويندوز" و "آي أو أس" و"لينكس"، فضلاً عن موزعات الإنترنت.

ويظهر من برامج القرصنة تلك أن الـ"سي آي إيه" تنافس وكالة الأمن الوطني في اختصاصها في الحرب المعلوماتية. وكما ذكر الموقع، الذي أسسه جوليان أسانج، فإن المجموعة تحتوي على مئات الملايين من خطوط الشيفرات التي تعطي لمن يملكها قدرات القرصنة الكاملة التي تحوزها الوكالة.

هذه الشيفرات كان قد تم تداولها بين قراصنة سابقين تابعين للحكومة الأميركية ومقاولين، وانتهت عبر أحدهم بين يدي مسؤولي ويكيليكس.

لم تعلق وكالة الاستخبارات حتى الساعة على ما جاء في وثائق ويكيليكس، كذلك الشركات المعنية، لكن هذه المعلومات تعد اختراقاً كارثياً للاستخبارات الأميركية إذا تأكدت جميعها.

وفي الإطار، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نيونس إن كشف الوثائق "خطير جداً" و"نحن نشعر بقلق كبير".

توكد ذلك العودة إلى العام 2010، حين تم تسريب آلاف الوثائق من داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وشغلت الكثير من دول العالم وتسببت بالقلق لسلطاتها.

خطأ كارثي؟

يشير ويكيليكس إلى أن الوكالة لم تتمكن من حماية أدواتها المعلوماتية بشكل تام، ما أدى لوقوعها في يد قراصنة آخرين.

وهنا حذر الموقع من أن "نقاط الضعف التي تستغلها الترسانة المعلوماتية يمكن أن تكون وكالات استخبارات منافسة أو مجرمو معلوماتية قد اكتشفوها"، الأمر الذي يثبت "المخاطر الكبرى" الناجمة عن الانتشار "غير المنضبط" لأسلحة الهجمات المعلوماتية، حتى من دون إبلاغ منتجي هذه الأجهزة. وبالتالي يمكن استغلال هذه الثغرات من قبل أي قرصان معلومات بشكل إجرامي مؤذ.

ولفت الموقع إلى أن هذا الخطأ الاستخباراتي يطارد الجميع حتى السياسيين الأمريكيين من نواب ووزراء ومسؤولين وأمنيين ومهندسين. هكذا يبدو أن العالم أصبح أقل أماناً مع وكالة الاستخبارات التي قررت أن تترك الثغرات على حالها بدلاً من إصلاحها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image