كشفت صحيفة ذي إنديبيندينت The Independent البريطانية أنّ المملكة المتحدة تدير محطة سرية لمراقبة الاتصالات والإنترنت في الشرق الأوسط، حيث تعترض وتحلل كميات هائلة من رسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفيّة ووسائط أخرى بالنيابة عن وكالات إستخبارية غربية.
وفق تقرير الصحيفة، فإن باستطاعة المحطّة أن تخترق كابلات الألياف البصريّة التي تمرّ تحت الماء في الشرق الأوسط، وأن تتنصت على المعلومات الموجودة فيها. تُعالج هذه المعلومات لأسباب إستخبارتيّة ثم تمرّر إلى المقر العام للإتصالات الحكومية البريطانية GCHQ في شلتنهام Cheltenham التي تتشاركها مع وكالة الأمن القومي الأميريكي NSA.
تدّعي الحكومة البريطانية أنّ المحطة عنصر أساسي للغرب في ”حربه على الإرهاب"، فهي توفّر نظام إنذار مسبق، أساسي لكشف أيّ هجمات محتملة في جميع أنحاء العالم.
لم تكشف الجريدة عن الموقع المحدّد للمحطة لكنها تشير إلى أنه تمّ الحصول على معلومات عن نشاطاتها من خلال وثائق وكالة الأمن القومي الأميريكي التي سرّبها أدوارد سنودان Edward Snowden. وقد أثارت تقارير صحيفة The Guardian التي تناولت هذه الوثائق في الأشهر الأخيرة، نزاعاً مع الحكومة البريطانية، حيث يعمل خبراء أمنيين في GCHQ على تدمير الأقراص التي تحتوي البيانات المسربة.
بحسب التقرير، تعتبر هيئة GCHQ أن هذه المحطة في الشرق الأوسط مهمة للبريطانيين والأميركيين لأنّها توفر الوصول إلى الكابلات البحريّة التي تمر عبر المنطقة. يتم نسخ وتخزين كل الرسائل والبيانات التي تمرّ في الكابلات على كمبيوترات عملاقة ثمّ تُغربل بحثاً عن المعلومات المهمة بالنسبة لهيئات التجسس المهتمة بالشأن. ولكن ما يثير القلق في الحكومة في لندن، هو إمكانيّة حصول العامّة على تفاصيل قاعدة التجسس في الشرق الأوسط التي يمكن من خلالها تحديد موقع المحطّة.
عملية جمع البيانات هي جزء من مشروع إلكتروني لـ GCHQ تبلغ قيمته مليار جنيه استرليني وهو في طور التطبيق. وهو جزء من نظام "تيمبورا” TEMPORA للرصد والمراقبة، الذي يهدف إلى اختراق عالمي الإتصالات الصوتية والرقمية مثل رسائل البريد الإلكترونية والرسائل النصية.
عبر هذا النظام، يتمّ تعقّب الإتصالات (بما فيها الإتصالات الهاتفيّة) في ثلاثة مواقع عبر الأقمار الصناعية وكابلات الألياف البصرية تحت الماء.
الوصول إلى الاتصالات في الشرق الأوسط أصبح مهماً لكلٍّ من وكالات الاستخبارات البريطانيّة والأميريكيّة منذ أحداث 11 أيلول. وقد أصرّت وكالة الأمن القومي في ولاية ماريلاند ووزارة الدفاع في واشنطن على ضرورة زيادة التعاون وتبادل التكنولوجيا بين الدولتين.
أُنشأت محطة الشرق الأوسط بموجب مذكرة موقّعة من وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند David Miliband، الذي أوكل لـ GCHQ مهمة رصد وتخزين المعلومات التي تمر عبر شبكة من كابلات الألياف البصرية التي تصل الإنترنت في جميع أنحاء العالم، بحسب التقرير.
المذكّرة تسمح لـ GCHQ بجمع معلومات عن "النوايا السياسية للقوى الأجنبية، الإرهاب، انتشار الأسلحة المحظورة، شبكات المرتزقة، شركات الأمن الخاصة، وقضايا الاحتيال المالي الكبرى”.
يمكن تصفّح المقال الأصلي هنا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...