تصنف منظمة اليونسكو 55 موقعا تراثياً حول العالم على أنها في خطر، قرابة نصفها (21 موقعاً) يقع في العالم العربي: أحدهم في مصر، 3 في فلسطين، 3 في اليمن، 3 في العراق، 5 في ليبيا، و6 في سوريا،
سوريا
في سوريا 6 مناطق ضمن قائمة اليونسكو الحمراء للمواقع الأثرية المهددة بالخطر، أدرجت جميعها عام 2013، أثناء النزاع المسلح القائم هناك، وهي:حلب القديمة
حلب هي أقدم المدن السورية وأكبرها، وتشير الحفريات إلى أن تاريخ المدينة يصل إلى 5 آلاف عام، وقد مرت عليها حضارات كثيرة، كالحثيين والآشوريين والفرس والروم والعرب والمغول والمماليك والعثمانيين، ومدينتها القديمة مليئة بآثار متنوعة، نالت الحرب من أجزاء ضخمة منها، كقلعة حلب، والجامع الأموي، والسوق المسقوف، وقلعة سمعان، وحوالي 35 مئذنة أثرية، وآلاف المباني المتنوعة، بحسب موقع اليونسكو.بُصرى
كانت عاصمة الدولة النبطية في القرن الأول الميلادي، ثم سيطر عليها الرومان بعد ذلك، وصارت مركزاً للكرسي الأسقفي بعد انتشار المسيحية. تضرر عدد من مواقعها نتيجة القصف وعلى يد داعش، مثل قلعة بصرى ومدرجها، والباحة السماوية، ومتحف التقاليد الشعبية، وأعمدة وأبراج قديمة.دمشق
يرجع بناءها إلى 3 آلاف عام قبل الميلاد، مرت عليها أغلب الحضارات التي سيطرت على الشرق الأوسط، وكانت عاصمة للدولة الأموية، أوسع الإمبراطوريات الإسلامية. تحتوي دمشق على آثار هامة، مثل المسجد الأموي، قلعة دمشق، قصر العظم، والأبواب السبع لسورها، التي بنيت في العصر الروماني، بالإضافة إلى أسواق وتكايا ومساجد وكنائس.القرى القديمة في شمال سوريا
وهي عبارة عن 40 قرية موزعة على 8 مجمعات، شمال غرب سوريا، بُنيت بين القرنين الأول والسابع. وتشمل معالماً أثرية لمعابد وثنية وكنائس وحمامات.قلعة الفرسان وقلعة صلاح الدين
تجسد القلعتان مثالاً هاماً للتأثير الثقافي في مرحلة الحروب الصليبية من القرن الحادي عشر حتى الثالث عشر، ففيها بصمات التواريخ المتتالية: من العصر البيزنطي، والإفرنجي، والأيوبي.تدمر
عاصمة مملكة تدمر، التي نشأت في القرن الثالث الميلادي، ثم سيطر عليها الرومان، وبعدهم العرب. دمجت في فنها وهندستها طوال القرنين الأول والثاني الميلادي بين التقنيات اليونانية الرومانية والتقاليد المحلية وتأثيرات بلاد فارس.العراق
لا يوجد حصر دقيق لعدد الآثار العراقية المنهوبة، فالعراق تعرضت لكارثتين، أولاهما بعد الغزو الأمريكي عام 2003، والثانية بعد ظهور تنظيم داعش عام 2014، الذي لا يكتفي بسرقة الآثار وتهريبها للإتجار بها في السوق السوداء، بل يدمر مواقع كاملة: مثل مرقد الأربعين، والكنيسة الخضراء، وتمثال أبوتمام، وقلعة تلعفر، ومكتبة الموصل، ومرقد النبي يونس، ومتحف الموصل، ومدينة النمرود بن كنعان. وتضم قائمة اليونسكو للمواقع التراثية المعرضة للخطر 3 مواقع آثارية عراقية، وهي:آشور
تقع مدينة آشور على ضفاف نهر دجلة، جنوب الموصل بنحو 60 كيلومتر، ونشأت في الألفية الثالثة ق.م. وبين القرنين الرابع عشر والتاسع ق.م، أصبحت العاصمة السياسية والدينية للإمبراطورية الآشورية. ثم دمِّرت على يد البابليين ولكنها عادت وازدهرت. أدرجت آشور في القائمة المواقع المهددة عام 2003، ليس بسبب التوترات الأمنية والتهريب فقط، ولكن أيضاً بسبب بناء سد مخول على نهر دجلة. ورغم توقف بناء السد، إلا أن المدينة لا تزال ضمن قائمة الخطر.الحضر
تقع على بعد 80 كيلومتراً، جنوب الموصل، وقد أسسها السلوقيين في القرن الثاني ق.م، واستوطنتها قبائل عربية قبل الإسلام بقرون، وشيدت بها معابد وتماثيل وضربت حولها البوابات والأسوار. بقيت المدينة متماسكة أيام الرومان، والتتار، وأثناء الغزو الأمريكي، ولكن تنظيم داعش جرف أجزاءاً كبيرة منها عام 2015، فوضعتها اليونسكو على قائمة الخطر.سامراء
بناها الخليفة العباسي المعتصم، شمال بغداد بنحو 130 كيلومتراً، عام 221هـ، لتكون مقراً له، وبها مرقدي علي الهادي، وحسن العسكري، الإمامين العاشر والحادي عشر للشيعة الإمامية. من أشهر مساجدها الأثرية جامع الملوية، ومئذنته الشهيرة، ولا زالت الكثير من آثارها مدفونة تحت الأرض. في عام 2007، أدرجت ضمن الأماكن المهددة بالخطر، بسبب الأخطار الأمنية من جهة، وضعف الصيانة والحاجة إلى التنقيب من جهة أخرى.آثار العالم العربي هي تراث للإنسانية قاطبة، وحمايتها مسؤولية العالم كله
تعرفوا على الآثار التي قد نخسرها بسبب الإهمال والحروب والإرهاب
اليمن
زبيد
كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، وتاريخها يرجع إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت قرى مشرذمة. من آثارها جامعة الأشاعر، التي أعطت المدينة شهرتها كـ"مدينة العلماء"، والموانئ القديمة، والدار الناصري الكبير، والقلعة، و29 مسجداً، ومئات المنازل. في عام 2000 وضعتها اليونسكو في قائمة الخطر، بسبب البناء والترميم العشوائي من قبل السكان، وعدم صيانتها من قبل الحكومة. وساء الوضع مع الأزمة السياسية والصراع المسلح هناك.صنعاء القديمة
هي واحدة من أهم 25 معلماً سياحياً بالعالم، بعض من منازلها بنيت قبل 400 عام ولازالت مأهولة بالسكان، ولها سور و7 أبواب. في الاعتقاد الشعبي، يقال إن من بناها هو سام بن نوح، لكنها عاصمة اليمن منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وبها عشرات المساجد والحمامات، ومئات المنازل الأثرية. في عام 2015، وضعت اليونسكو المدينة القديمة ضمن قائمة الخطر، بعد الدمار بسبب الأعمال المسلحة.شبام
تقع شبام عند حواف المرتفعات الصخرية في وادي حضرموت، وتتميز بمبانيها البرجية العالية، إذ أطلق عليها مجازاً "أول ناطحات سحاب في التاريخ". كانت شبام عاصمة مملكة حضرموت في عام 300 ميلادية، ووضعتها اليونسكو في قائمة الخطر عام 2015، بعد تعرضها لنيران الحرب اليمنية.ليبيا
بسبب النزاع المسلح في ليبيا بعد اندلاع ثورة 17 فبراير، والفوضى التي تلتها، صنفت اليونسكو 5 مواقع أثرية ليبية ضمن قائمة الخطر عام 2016، وهي:شحات
تقع "شحات" أو "قورينا" في محافظة الجبل الأخضر، وهي أقدم مدينة إغريقية في ليبيا، وتحوي مجموعة من الآثار الهامة، منها البوابة الإغريقية، ومعبد هيكاتي، والمسرح الإغريقي، وحمامات تراجان، ومعبد زيوس وغيرها.لبدة
تقع لبدة على ساحل المتوسط، على بعد 120 كيلومتراً شرق طرابلس، وهي من أهم مدن شمال إفريقيا في عصر الرومان. كانوا يطلقون عليها "لبتس ماجنا"، إذ تم تأسيسها على يد الفينيقيين بالقرن السابع قبل الميلاد. تحتوي البلدة على آثار هامة، مثل المسرح الروماني، ومركز السوق، وقوس سبتيموس سفيروس وغيرها.صبراتة
تقع صبراتة غرب ليبيا، على ساحل البحر المتوسط، بالقرب من تونس، وقد أسسها الفينيقيون في القرن السادس قبل الميلاد، حسب ما يرجح البعض، ثم سيطر عليها الرومان فالبيزنطيين فالعرب. فيها مدينة أثرية كاملة، تحتوي على المسرح الدائري الشهير، ومدافن وأعمدة، اكتشف ورمم جزءاً كبيراً منها أثناء الاحتلال الإيطالي لليبيا، وتحديداً في الفترة من 1923 إلى 1936.غدامس
تقع غدامس عند التقاء الحدود الليبية مع تونس والجزائر، وتبعد 543 كيلومتراً، غرب طرابلس، وكانت محطة أساسية للقوافل التجارية بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى. قطنها القرطاجيون عام 795 ق.م، ثم الرومان عام 19 ق.م، ثم دخلها العرب بقيادة عقبة بن نافع سنة 42 هـ. في المدينة آثار متنوعة، مثل قصر مقدول، ومتحف غدامس، ورأس الغول وغيرها.جبال أكاكوس
تقع جبال أكاكوس، جنوب غرب ليبيا عند الحدود الجزائرية وتحتوي على منحوتات ولوحات تعود إلى 21 ألف عام، كما عثر بها على مومياء محنطة عام 1958، يعود تاريخها إلى 5600 عام. في عام 2014، دمر مجهولون نحوتاً صخرية تعود لعصور ما قبل التاريخ. وتشمل أبرز المنحوتات فيلاً ضخماً، بالإضافة إلى زرافات وأبقار ونعام في كهوف تعود لما قبل التاريخ، وتدل على أن المنطقة في يوم ما كانت تدب فيها الحياة.فلسطين
أدرجت اليونسكو 3 مناطق فلسطينية على قائمة الخطر، بسبب المخاطر الأمنية هناك، نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي، وهي:القدس القديمة
والتي تشتمل على المسجد الأقصى، مسجد قبة الصخرة، والمصلى المرواني، وبها كنيسة القيامة، وقبر السيد المسيح حسب المعتقد المسيحي، وكنائس السيدة العذراء في جبل الزيتون، ومار يوحنا، وأديرة كثيرة، منها دير السلطان ودير مار أنطونيوس ودير مار جرجس.مهد السيد المسيح، بيت لحم
هي المنطقة التي كانت مهد المسيح وفيها كان ميلاده، وتبعد 10 كيلومترات عن مدينة القدس القديمة، وبها كنيسة المهد وطريق الحج. يتضمن الموقع أيضاً آثاراً للاتين، واليونانيين الأرثوذكس، والفرنسيسكان، وأديرة وكنائس أرمينية.قرية بتير
هي قرية صغيرة تقع فوق تل يرتفع حوالي 800 متر عن سطح الأرض، جنوب غرب القدس بحوالي 8 كيلومترات، كانت في عهد الرومان مكاناً حربياً محصناً، وتشتهر بمناظرها الخلابة، وبمصاطبها التي تعود إلى القرون الوسطى. وقد أدرجت على قائمة التراث العالمي خوفاً من بناء إسرائيل للجدار العازل عليها.مصر
أثناء ثورة 25 يناير، خاصة بعد ما عرف بـ"جمعة الغضب" وصل حجم المسروقات من المخازن والمواقع الأثرية في مصر إلى نحو 1228 قطعة أثرية، بحسب بيان لوزارة الآثار المصرية وقتها. لكن المنطقة التي صنفتها اليونسكو على أنها في خطر هي منطقة أبومينا، غرب الإسكندرية، وهي قرية أثرية تشتمل على مدفن القديس مينا العجايبي. هناك ما يشير إلى أن تلك القرية الرخامية كانت حتى العصور الوسطي الأولى أهم مركز للحج المسيحي في مصر، لكنها اندثرت، ثم أعيد اكتشافها عام 1905 على يد بعثة أثرية ألمانية، بقيادة كارل كوفمان، إذ تمكن في صيف عام 1907 من الكشف عن أجزاء كبيرة منها. في عام 1979، قررت لجنة اليونسكو إدراج هذا المكان ضمن قائمة التراث العالمي. ثم صنفته عام 2001، على أنه في خطر، بسبب المياه الجوفية التي تغرقه وتهدد بتآكله.مبادرات للإنقاذ
تنوعت المبادرات لإنقاذ هذه الآثار بين المحلية والإقليمية والأممية، آخرها كان خلال المؤتمر الذي عقد في ديسمبر 2016، بأبو ظبي، وحضره ممثلون لـ40 دولة، بدعوة من الرئيس الفرنسي وحاكم أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان. خلص المؤتمر إلى اتفاق على إنشاء صندوق لحماية التراث الثقافي أثناء النزاع المسلح، وإنشاء "شبكة دولية من الملاذات الآمنة" للتراث الثقافي المعرّض للخطر. وفي عام 2015، أطلقت اليونسكو مبادرة لصيانة وحماية الآثار العراقية، بدعم وتمويل من اليابان، قُدرت بـ1.5 مليون دولار. كما أطلقت اليونسكو دعوة لتكوين الائتلاف العالمي "متحدون مع التراث"، لمكافحة التدمير والإتجار غير المشروع بالآثار، ووضعت المنظمة الدولية استراتيجية سبل تعزيز أنشطتها في مجال حماية الثقافة. كذلك انطلقت مبادرات محلية متعددة، خاصة في سوريا، مثل "سوريا بلدي" التي أطلقتها المديرية العامة للآثار والمتاحف، وكذلك مبادرات مجتمعية لها صفحات على موقع فيس بوك، مثل "الآثار السورية في المهجر"، و"معاً من أجل الحفاظ على الآثار" و"لجنة حماية الآثار في إدلب".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmed -
منذ 5 ساعاتسلام
رزان عبدالله -
منذ 15 ساعةمبدع
أحمد لمحضر -
منذ يومينلم يخرج المقال عن سرديات الفقه الموروث رغم أنه يناقش قاعدة تمييزية عنصرية ظالمة هي من صلب و جوهر...
نُور السيبانِيّ -
منذ 4 أيامالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ 5 أياموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامرائع