حمزة الشبراويشي - كولونيا المصريين في الأفراح والأتراح

تومي خريستو... صانع سعادة الأطفال

جوزيف موستيان... كليوباترا صديقة الفقراء

يقول طاهر في كتابه أن من بين هذه الظروف "السعر، وغياب المستورد لسنوات طويلة، وكذلك الإعلانات التي قدمها نجوم السينما سواء في المجلات أو في لقطات أفلامهم... أصبحت الوقت تفصيلة ثابتة في حياة المدخنين المصريين، يهرب الواحد منها إلى نوع مستورد عندما يكون في بحبوحة مالية، لكنه سرعان ما يعود إليها".
مع مرور السنوات تجاوزت "كليوباترا" مجرد كونها سيجارة. ففي الأفراح يقدمها صاحب الفرح للمدعوين، وفي الجنازات يقوم صاحب العزاء ومعاونوه بالتجول بين الصفوف شاهرين العلب، وهي أيضاً باب لفتح الكلام مع الغرباء وخلق مساحة من الألفة.يلقي عمر طاهر في كتابه"صنايعية مصر" الضوء على شخصيات أثرت في حياة المصريين ولم تنل الاهتمام
مجلة سمير، شوكولاطة كورونا، سيجارى كليوبترا، كولونيا 3 خمسات.. تفاصيل ثابتة في حياة المصريينورث موستيان عن أبيه شركة السجائر التي اندمجت بعد الثورة في الشركة الشرقية للدخان التي تم تأميمها، وفي عام 1961 وأثناء معرض للصناعات المصرية السورية المشتركة طلب عبد الناصر منه تصنيع سيجارة محلية لمنافسة المستورد، وبعد ثلاثة أسابيع كانت ثلاثة خراطيش "علب سجائر كبيرة" من كليوباترا في قصر القبة حيث يقيم الرئيس.

نعوم شبيب... اليهودي الذي بنى برج القاهرة
في مطلع الخمسينيات كان المهندس اليهودي نعوم شبيب حديث مصر كلها، فلم تكن في القاهرة مبانٍ تعلو على اثني عشر طابقاً، ومع ذلك كانت عنده الجرأة الكافية لإنشاء عمارة سكنية من 22 طابقاً. جرأته دفعت صانعي القرار في ذلك الوقت إلي إسناد عملية بناء برج القاهرة على أرض الجزيرة (الضفة الغربية من نيل القاهرة) إليه. ارتبط بناء برج القاهرة في أذهان المصريين برواية تقول إن عبد الناصر بعد تولي الرئاسة قرر مساندة المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، فأرسلت له أمريكا ستة ملايين جنيه، كعربون محبة لقائد مصر الجديدة، لكن البنكنوت كان يحمل رسالة ضمنية واضحة تقول "هذه رشوة مستترة وخليك في حالك". قبل ناصر المبلغ، وقرر أن يستغله في توجيه صفعة للأميركان عبر إقامة برج شاهق مقابل السفارة الأمريكية على الجهة الأخرى من النيل، وهكذا كلما أطل السفير من مكتبه يرى البرج فتصله الرسالة.
ماما لبنى... مجلة سمير في مواجهة التغريب


عاطف منتصر... صانع الكاسيت
لم ينقل عاطف منتصر سوق الغناء في مصر من الاسطوانات إلى شرائط الكاسيت فقط، لكن الشكل الفني الذي اخترعه ليناسب شرائط الكاسيت غيّر كثيراً في شكل الغناء في مصر. التقى منتصر هاني شنودة في مطلع الثمانينيات وكونا فرقة "المصريين" وأصدرا الألبوم الأول الذي لم يحقق نجاحاً جماهيرياً فقط، وإنما فرض شكلاً جديداً لإنتاج أى مطرب أتى بعد هذه التجربة، حيث ضم شريط الكاسيت ثماني أغنيات قصيرة وليس أغنية واحدة طويلة كما كان من قبل. تغيرت خريطة النجوم وشروطها سريعاً. حافظ الكبار على استقرارهم ولم يتأثروا، ولكن لفترة غير طويلة خضعوا بعدها للشكل الجديد، وبدأوا في تسجيل أغنيات قصيرة موزعة موسيقياً في الأشكال الحديثة. وبمرور الوقت تغير ذوق المصريين وأصبح أقرب إلى هذا الشكل، وتراجعت الإسطوانات حتى اختفت، وظهر حليم وأم كلثوم وغيرهما في السوق على شرائط كاسيت. في سياق هذا التغير اكتشف منتصر عدداً من الأصوات الغنائية الجديدة ارتبط المصريون بها في ذلك الوقت مثل أحمد عدوية ومتقال القناوي وهاني شاكر ومدحت صالح ومحمد فؤاد وعزيزة جلال وعمر فتحي، ودخل بنجاة وشادية وفايزة أحمد إلى عالم الكاسيت، كما سجل سوراً من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد محمود الطبلاوي.
أبو رجيلة... مهندس مواصلات القاهرة
بعد أن استقرت ثورة يوليو كانت مشكلة تردي وسائل النقل تؤرق المسؤولين. فكر عبد اللطيف البغدادي وزير الشؤون البلدية وقتها في الاستعانة بعبد اللطيف أبو رجيلة لخبرته في هذا المجال. استدعاه من إيطاليا (كان يدير مشروعاته هناك) وأسند إليه مسؤولية تنظيم الأتوبيس والنقل في القاهرة. لبى أبو رجيلة الدعوة ونزل إلى الشوارع بأسطوله، وبعد عامين أطلق المصريون على الأتوبيسات التي تجري في شوارع القاهرة "أتوبيسات أبو رجيلة". ما زال كبار السن من المصريين يروون حتى الآن حكايات أبو رجيلة، ومنها أنه كان يحرص على ركوب إحدى السيارات متخفياً لمراقبة النظام، وكان يخرج من منزله الخامسة صباحاً باتجاه كاراج كوبري القبة ليراقب استعدادات الأتوبيسات وخريطة الحركة والنظافة. كان أبو رجيلة أول من وظف "كمسارية"، وحتى يساعد الناس على تقبل الفكرة ساهم في إنتاج فيلم "الكمساريات الفاتنات" وكذلك كان أول من فتح الباب للمرأة في هذا المرفق. ضم إلى أسطوله سيارات "مرسيدس" أشاعت البهجة في شوارع القاهرة، وكان الناس يتعاملون معها باعتبارها نزهة، وكانوا يتباهون في ما بينهم بأنهم "ركبوا أتوبيس أبو رجلة".
سناء البيسي... صنايعية الصحافة النسائية
لم تتعال سناء البيسي يوماً علي فكرة الصحافة النسائية بل أعلت من شأنها، واستطاعت عبر تجربة "نصف الدنيا" أن تحول المجلة النسائية من مجرد أداة تسلية في محالّ الكوافير النسائية إلى مرجع مهم يحرص الجميع علي اقتنائه. داخل مجلتها أنشأت البيسي أرشيفاً للصحافة العربية خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، اشتمل على الحوارات النادرة والملفات الثقيلة، بخلاف أرشيف الصور التي استطاعت الكاتبة أن تغير علاقة الصحافة الحديثة بها من مجرد "سند" للموضوع الصحفي إلى بطل أساسي قادر على إحداث الفرق في قيمة المنتج الصحافي.صفية المهندس... دليل المرأة المصرية


باقي زكي يوسف... العبقري الذي حطم خط بارليف
بعد انتهاء العمل في خط بارليف أقر العالم كله بالمعجزة العسكرية الإسرائيلية وباستحالة تحطيم المصريين له. وهو شعور ربما تسرب مع الوقت لقطاع كبير من المصريين أنفسهم، إلا أن شاباً مصرياً في بداية الثلاثين من عمره كان له رأي آخر حيث اكتشف ثلاثة أخطاء دفعة واحدة كانت كفيلة بتحطيم هذه الأسطورة، الأول أن الساتر الترابي يعتمد في تكوينه على الرمال، والثاني أن الساتر أقيم بزاوية مائلة (80 درجة)، والثالث أنه أنشئ على حافة الضفة الشرقية من القناة. وفي أحد الاجتماعات العسكرية عرض المقدم باقي زكي فكرته قائلاً "طرمبات ماصة كابسة على زوارق خفيفة تسحب المياه وتضخها بقوة اندفاع عالية سيؤدي إلى تحريك الرمال وجرها إلى القناة وفتح الثغرة". في 1968 أصدر عبد الناصر أوامره بأن تتم تجربة الفكرة في حلوان ونجحت، وبعد أربع سنوات في يناير 1972 أجريت بروفة نهائية في جزيرة البلاح داخل القناة على نموذج مماثل، فكانت النتيجة مبهرة، وبعدها بعام تم العبور.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 17 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...