يختار لكم رصيف22 أبرز خمسة أفلام روائية عربية أنتجت في العام الماضي، والتي، على تفاوت مستوياتها وجنسيات صنّاعها، تشكل مجموعة لا بد من مشاهدتها.
الوادي (فرنسا، ألمانيا، لبنان، قطر، الامارات) - 128 دقيقة
"الوادي" الذي عرض ضمن قسم "المنتدى" في الدورة الأخيرة لـ"مهرجان برلين السينمائي" يتميز بلغته السينمائية الخاصة وبقدرة المخرج غسان سلهب على إدارة ممثليه وتقديمهم بالصورة المثلى.
يحكي الفيلم قصة عصابة فقد أفرادها الأمل بالحاضر وبالمستقبل، فتتخذ من مزرعة في سهل البقاع مكاناً لتصنيع وتوزيع المخدرات. نكتشف حيوات أفراد العصابة وأفكارهم وتصوراتهم عن العالم الخارجي من خلال دخول رجل غريب فقد ذاكرته نتيجة حادث سير (الممثل كارلوس شاهين) إلى حياتهم. يفضح دخوله هشاشتهم وعلاقة بعضهم ببعض وتشكل محاولاتهم للتعرف على هويته عامل التشويق في الفيلم. تنتهي مآلات الأفراد، الذين نكتشف بأنهم ليسوا عصابة بالمعنى المباشر، بالخروج نحو الواقع لرؤية دمار بيروت ولبنان والمنطقة كلها.
تمبكتو (فرنسا، قطر، موريتانيا) - 100 دقيقة
كان “تمبكتو” الفيلم العربي الوحيد ضمن المسابقة الرسمية في الدورة 67 لـ"مهرجان كان السينمائي"، وهو الفيلم العربي الوحيد أيضاً الذي ينافس اليوم في الترشيحات النهائية في جوائز الأكاديمية الأميركية، إلى جانب أربعة أفلام عالمية، للحصول على جائزة "الأوسكار" عن فئة "أفضل فيلم أجنبي".
الفيلم الموريتاني الأول الذي يدخل ترشيحات "الأوسكار" من توقيع المخرج عبد الرحمن سيساكو (1961). يعتمد مخرج "في انتظار السعادة" (2002) في فيلمه الجديد على واقعة حدثت في عام 2012 عندما سيطر متطرفو جماعة "أنصار الدين" على شمال مالي، فدمروا الكثير من الآثار في مدينة تمبكتو التاريخية. يستذكر سيساكو حادثة رجم رجل وامرأة بتهمة الزنا علناً. وعلى الرغم من مأسوية الصورة العامة في تمبتكو، برع سيساكو في تقديم مادة بصرية رفيعة، استخدمها كأداة في مواجهة العنف والتطرف، عبر تصوير مشاهد الطبيعة، ورصد علاقة الناس بالموسيقى والفرح.
البحر من ورائكم (المغرب، فرنسا، الإمارات) - 86 دقيقة
يقدم المخرج المغربي هشام العسري (1977) فيلمه الأخير "البحر من ورائكم" (2014) بالأبيض والأسود كما سبق أن فعل في فيلمه "النهاية" (2011). الفيلم الذي عرض في الفترة الأخيرة ضمن فعاليات مهرجان "برلين السينمائي الدولي" يكشف عن مخرج عربي صاحب مشروع سينمائي مختلف.
لم يكن خيار الأبيض والأسود جمالياً فحسب، بل متوافقاً مع متن الحكاية التي اشتغل عليها العسري. طارق (مالك خميس) يعيش في بلاد فقدت روحها فغدت بلا لون، وحيث المياه تلوثت وأصيبت بـ"البق". غرائبية شخصية طارق هي مرد بطولته، فهو شاب يتأنق ويضع المكياج ويلبس ثياب النساء.
في مواجهة العنف اليومي الذي يتعرض له طارق لا خيار أمامه سوى العزلة شعورياً ونفسياً عن هذا العالم. هكذا يتلقى الضرب بحيادية، ولا يظهر أي مشاعر لدى موت والديه. طارق، الذي لا يقدر على الانتقام لمقتل والديه ولخيانة زوجته، يمثل معادل الفرد المسحوق، المهزوم الذي جرده واقعه القاسي من كل قواه، فلا خيار له سوى العيش خارج هذا العالم وتصوراته، هذا إن سمح له بذلك.
رجلان في المدينة (فرنسا، الجزائر، الولايات المتحدة، بلجيكا) - 120 دقيقة
يعدّ رشيد بوشارب (1959) واحداً من أشهر المخرجين الجزائريين المعاصرين. حصل فيلمه "بلديون" (2006) على جائزة التمثيل في دورة مهرجان كان سنة إنتاجه، بالإضافة إلى الترحيب الواسع الذي حصده فيلمه "الخارجون عن القانون" (2010). رشحت ثلاثة من أفلامه للمنافسة على جائزة "أوسكار" لـ"أفضل فيلم أجنبي". كما منحه مهرجان "أبو ظبي السينمائي"، العام الماضي، جائزة "المنجز الإبداعي" تقديراً لإنجازاته وجهوده في تطوير الفن السابع.
يقتبس المخرج الجزائري الشهير حكاية فيلمه الأخير من فيلم للمخرج الفرنسي José Giovanni، جاعلاً من بطل فيلمه أميركياً من أصول أفريقية معتنقاً للإسلام. تتداخل عوامل الرغبة بالانتقام من الماضي وتتشابك مع قضايا الهجرة غير الشرعية والإسلاموفوبيا في حكاية سينمائية تعتمد التشويق. تتبع الحكاية قصة السجين William Garnett من لحظة الإفراج المشروط عنه بعد 18 سنة في السجن اعتنق خلالها الإسلام، وصولاً إلى ملاحقة عمدة الشرطة Bill Agati له واتخاذه قراراً يقضي بأن ينغص حياته معتبراً أنه يشكل خطراً على المدينة.
ذيب (الأردن، الإمارات، قطر، بريطانيا) - 100 دقيقة
كل الأفلام التي ذكرناها سابقاً ذات سوية فنية أعلى وأهم من فيلم "ذيب"، وهنالك أفلام روائية عدة لم نذكرها في هذه العجالة، قد تكون ذات قيمة فنية أهم. لكننا نورده هنا بسبب الاهتمام الذي حظي به، وكثرة المشاركات الواسعة والجوائز التي حصدها في أنحاء العالم.
شارك الفيلم الأردني في بضعة مهرجانات منها مهرجان "طوكيو السينمائي الدولي"، ومهرجان "لندن السينمائي"، ومهرجان "البندقية السينمائي الدولي". كذلك نال جوائز أخرى منها جائزة "أفضل فيلم من العالم العربي" في مهرجان "أبو ظبي السينمائي"، وجائزة "أفضل مخرج" عن فئة "آفاق جديدة" في مهرجان "البندقية السينمائي الدولي".
الشريط الروائي الأول لصاحبه ناجي أبو نوار، تدور أحداثه عام 1916 في شبه الجزيرة العربية أواخر فترة الحكم العثماني. يحكي الفيلم سيرة ابني أحد شيوخ القبائل البدوية ذيب وشقيقه الأكبر حسين. يقوم حسين برعاية شقيقه عقب وفاة والدهما، وتطرأ جملة من التغيرات على حياتهما عند وصول ضابط بريطاني رفيع إلى المنطقة لإنجاز مهمة. يبدأ الشقيقان بالتعرف على العالم خارج إطار القبيلة. ومن هنا تبدأ رحلتهما.
الصورة الرئيسية من فيلم "الوادي"
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...