حكمت محكمة شيراز الإيرانية يوم الإثنين الماضي على 8 نساء و4 رجال، بالسجن بين 5 أشهر و8 سنوات بسبب نشرهم صوراً "غير إسلامية" على تطبيق إنستغرام واتهامهم بـ"نشر الدعارة والفساد".
وهذه ليست الحملة الأولى التي تشنّها إيران على عارضي الأزياء على "إنستغرام" الذي يعتبر موقع التواصل الاجتماعي الوحيد غير المحجوب من قبل الدولة، إذ سبق واعتقلت السلطات في شهر نوفمبر الماضي العشرات أيضاً وأغلقت 7 منشآت تعمل في عالم الموضة، كما اعتقلت في مايو الماضي 8 ورفعت دعاوى ضدّ 21 شخصاً آخر، وذلك في إطار عملية أمنية بدأ العمل بها منذ عامين، إلا أنّها بلغت أوجّها العام الجاري، وتعرف باسم "العنكبوت 2"، وتستهدف العملية بشكل أساسي العارضات اللواتي ينشرنَ صورهنّ من دون حجاب على الإنترنت، وهو ما ينافي القواعد المعمول بها في إيران منذ الثورة الإسلامية في العام 1979.
وكان المتحدث بإسم محكمة طهران للجرائم الإلكترونية، جواد بابائي، أكّد في شهر مايو الماضي أنّ "20% ممّا ينشره الإيرانيون على تطبيق إنستغرام تديره شبكات لعرض الأزياء".
وكشفت تحقيقات أجرتها الحملة العالمية لحقوق الإنسان في إيران، أنّ العملية الأمنية الحاصلة يديرها جهاز حرس الثورة الإسلامية الاستخباراتي الذي يعمل جنباً إلى جنب مع القضاء الإيراني ويتلقّى توجيهاته من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي الخامنئي.
وأكّد أحد العاملين في قطاع عرض الأزياء أنه تمّ إيقاف 4 من أصدقائه في نوفمبر الماضي، وأنّ الأمر الأوّل الذي يطلب من الموقوفين بعد استدعائهم، هو "دخولهم إلى حسابهم على إنستغرام وإلغاؤهم له". كما أشار إلى أنّ السلطات تستخدم لائحة الأشخاص الذين يتابعون الموقوفين، كي تصطاد "متّهمين" جدداً.
ويبلغ عدد الموقوفين منذ بدء عملية "العنكبوت 2" حتّى الآن حوالى 170، وأكّد محامي الأشخاص الذين اعتقلوا الإثنين والذين لم تُعلن هويّاتهم بعد، أنّهم، بعد خروجهم من السجن، لا يحقّ لهم الخروج من البلد لعامين آخرين.
إلا أنّه تمّ الكشف عن هويّات بعض العارضات اللواتي اعتقلنَ سابقاً وأبرزهن:
شابنام مولافي
دانا نك
دنيا مقدم
نيلوفار بهبودي
مليكا زماني
وتتقاضى العارضة الناجحة شهرياً حوالى 100 مليون ريال إيراني، أي ما يعادل 3,330 دولاراً، بحسب ما ذكرته العارضة السابقة إلهام عرب أمام المدّعي في طهران. وليست عملية "العنكبوت 2" الإجراء الوحيد الذي تقوم به السلطات الإيرانية ضدّ طريقة لباس الأشخاص وظهورهم، وخصوصاً النساء منهم، إذ تمّ تعزيز دور "شرطة الآداب" التي لا علاقة لها بالحكومة، في إبريل الماضي بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي فاز فيها أنصار التوجه الإصلاحي، غير المتشدّد. وجرى تخصيص قسم للمراقبة السرية مكون من 7 آلاف شرطي من رجال ونساء بملابس مدنية، لمراقبة حجاب الفتيات والنساء واعتقال من لا يلتزمنَ بالحجاب الشرعي وكلّ من يخالف القواعد الاجتماعية والسلوكية في الأماكن العامة.تعملون في مجال الموضة في إيران؟ مصيركم السجن! 170 شخصاً اعتقلوا حتى الآن...يذكر أنّ إيران شهدت في الأعوام الماضية حملة واسعة على المواطنين الذين "يخالفون القواعد الإسلامية" على مواقع التواصل، منهم مجموعة الشبان والشابات الـ6 الذين اعتقلوا في شهر مايو 2014، بعد نشرهم مقطع فيديو وهم يرقصون على أنغام أغنية "هابي" لفاريل ويليامز، واتهموا بـ"خدش الحياء العام" وواجهوا أحكاماً بالجلد والحبس، لكن تمّ إطلاق سراحهم في ما بعد، بعد حملة استهجان واسعة وتعليق رئيس البلاد حسن روحاني على الحادثة بإعادة تذكيره بتغريدة كان نشرها سابقاً على حسابه على تويتر قال فيها: "السعادة حق لنا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...